الغضب شعور طبيعي ينتاب الكثيرين منا لأسباب متنوعة، لكنه قد يتحول إلى مشكلة كبيرة تعرقل مسيرة صاحبها وتتسبب له في بعض التوتر في علاقاته بالمحيطين. يغفل بعضنا أو يتغافل، عن ضرورة ضبط النفس عند التعرض لمواقف مثيرة للغضب وقد يطلق لنفسه العنان في التعبير عن الغضب والحنقة مما يؤذي شعور الآخرين ويفاقم المشكلات التي قد تكون في أصلها بسيطة ولا داعي لتضخيمها. كلما صغر سن الفرد وقلت خبرته في التعامل مع الآخرين وتضاءلت مهاراته في حفظ اللياقة الاجتماعية، زادت فرص وقوعه في مشكلات مع الآخرين، ولا شك في أن المراهقين هم الأكثر عرضة لتلك النوعية من مشكلات التعامل مع الآخر وهم الأولى بتوجيه النصح.
1. مخاطر الغضب وعدم السيطرة عليه
تؤثر المشاعر الشخصية والحالة النفسية على صحة الأطفال، وكذلك الغضب والتوتر العصبي. فالغضب يتسبب في العديد من المشكلات الصحية، ليس في الحاضر فقط، وإنما في المستقبل أيضا، ومنها ارتفاع ضغط الدم وآلام المعدة واضطرابات في القلب، كما يتسبب في ضعف الشهية وبعض حالات الاكتئاب التي قد تتطور إلى الرغبة في الانتحار أو تناول الكحوليات والمخدرات للحصول على حالات من النشوة التي تلهيهم، ولو مؤقتا، عن الشعور بالضيق.
2. علامات إصابة المراهقين بالمزاج العصبي وكيفية التعرف عليه مبكرا
يقع على الأسرة دور مهم في وضع سلوكيات الابن المراهق تحت الملاحظة لفترات كافية من أجل الكشف عن أي خلل سلوكي يصيبه في مرحلة تكوين الشخصية. يشير إلى ازدياد تعرض الابن لفقدان السيطرة على الذات عند التعرض لمضايقات وإساءته المتكررة للآخرين فعلا ولفظا إلى اضطراب سلوكي بالغ قد يتطور في المستقبل لسلوكيات أبشع وأكثر إضرارا بالمجتمع وأفراده. يمثل التأكد من الاضطراب السلوكي للمراهق الخطوة الأولى للسيطرة على الغضب وتقويم سلوكه. قد يتعرض المراهق في حالات الغضب لسخونة في جميع أنحاء جسمه نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجسم، ويصاحب هذه الحالة سرعة في ضربات القلب وعرق غزير وسرعة في التنفس وضيق في الصدر وصعوبة في التقاط الأنفاس.
3. كيفية السيطرة على العصبية
عند التأكد من إصابة المراهق بمزاج عصبي، على الأسرة أن تبدأ في اتخاذ خطوات فعالة لمحاولة التصدي لتلك الأزمة السلوكية قبل تفجرها في المستقبل. بعد التعرف على أعراض المزاج العصبي وأشكاله، تقوم الأسرة بإعداد قائمة بمسببات الخروج عن اللياقة المطلوبة في التعامل مع الآخر في محاولة لتفاديها قدر المستطاع. من المفترض أن يبدأ أفراد الأسرة في تدريب المراهق على السيطرة على غضبه تدريجيا. عند تعرف المراهق على الأمور التي تثير عصبيته فبإمكانه تجنبها، خاصة عند إشعاره بالتأثرات السلبية للعصبية الزائدة ومخاطرها على مستقبل علاقاته بالآخرين.
4. اتباع وسائل للاستراخاء
عند الإصابة بحالات اضطراب المزاج العصبي قد يكون من الأفضل اتباع وسائل مضمونة لامتصاص الغضب تساعد المراهق على الهدوء التدريجي والخروج من حالة التأزم والعودة إلى حالته الطبيعية. من الممكن أن يبدأ المراهق في تذكر أحد المواقف المضحكة أو المبهجة، ومن الممكن أيضا الغناء أو ممارسة الرياضة أو سرد بعض القصص، ومن المنصوح به أيضا أن يسارع المحيطون بتدارك الموقف وإخراج المراهق من حالته من خلال بعض الملاطفة وتجاذب أطراف الحديث. من أفضل وسائل الاستراخاء، كما أشير، محاولة تشتيت الذهن عن الغضب وأسبابه والدخول في أية نشاط مختلف يلهي المراهق ويساعده على استعادة تركيزه، ولا شك في أن إلهاء المراهق وتحويل تفكيره إلى شيء بعيد عن مسببات الغضب هو الطريقة الأفضل لاستعادة التوازن.
5. التعبير عن الغضب دون التعرض لضغوط
على أفراد الأسرة الكف عن وضع المراهق تحت ضغوط مباشرة كلما انتابته حالات العصبية، فمن المنصوح به أن يعبر المراهق عن غضبه على النحو الذي يرضيه لأن محاولات إيقافه قد تصبح سلبية وتزيد غضبه. لابد وأن يجد المراهق وسيلة صالحة للتعبير عن الغضب، طالما لم يخرج عن حدود اللياقة وإيذاء الآخرين، أما عند الإفراط واجتياز الحدود فلابد من تدخل المحيطين لإيقافه بمرونة وليونة.