تخطى إلى المحتوى

هجرة اليهود الى جزيرة العرب 2024

هجرة اليهود الى جزيرة العرب

نعنى بيهود جزيرة العرب، من سكن منهم المدينة وضواحيها كبني قينقاع والنضير وقريظة، ونعنى بهم أيضاً من سكن المدينة كيهود خيبر وتيماء ووادي القرى،والذي ارتضاه بعض المؤرخين، هو الرأي القائل بأن الهجرة الكبرى لليهود إلى جزيرة العرب كانت في القرن الأول الميلادي، بعد تنكيل الرومان بهم سنة0 7م وخراب القدس، وهذا لا يمنع أنه كان يوجد عدد قليل من اليهود توطنوا الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ ،يقول الدكتور إسرائيل ولفنسون بعد حرب اليهود والرومان سنة 70م التي انتهت بخراب فلسطين وتدمير هيكل بيت المقدس وتشتت اليهود في أصقاع العالم، قصدت جموع غفيرة من اليهود بلاد العرب كما حدثنا عن ذلك المؤرخ اليهودي يوسيفوس الذي شهد تلك الحروب وكان قائداً لبعض وحداتها

ويرجع الدكتور جواد على أيضاً أن هجرة اليهود إلى جزيرة العرب كانت بعد غزو الرومان لهم فيقول(أما ما ورد في روايات أهل الأخبار عن هجرة بعض اليهود إلى أطراف يثرب وأعالي الحجاز على أثر ظهور الروم على بلاد الشام وفتكهم بالعبرانيين وتنكيلهم مما اضطر ذلك بعضهم إلى الفرار إلى تلك الأنحاء البعيدة عن مجالات الروم،) فإنه يستند إلى أساس تاريخي صحيح، فالذي نعرفه أن فتح الرومان لفلسطين أدى إلى هجرة عدد كبير من اليهود إلى الخارج، فلا يستبعد أن يكون يهود الحجاز من نسل أولئك المهاجرين، ومن هؤلاء المهاجرين ، على رأى الإخباريين ، بنو قريظة، وبنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو بهدل، ساروا إلى الجنوب في اتجاه يثرب، فلما بلغوا موضع الغابة وجدوه رديئاً فكرهوا الإقامة فيه، وبعثوا رائدا أمروه أن يلتمس لهم منزلاً طيباً وأرضاً عذبه، حتى إذا بلغ العالية بطحان ومهزوز وهما واديان بأرض عذبة بها مياه وعيون استقر رأيهم على الإقامة فيها، فنزل بنو النضير ومن معهم على بطحان، ونزلت قريظة وبهدل ومن معهم على مهزوز

وبذلك نرى أن الرأي القريب من الصواب هو أن غالبية يهود جزيرة العرب حلُّوا بها في القرن الأول الميلادي، أي بعد تدمير أورشليم الثاني على يد تيطس الروماني، وكان أهم أسباب حلولهم بها هو فرارهم من وجه الرومان حتى يؤمنوا من بطشهم وفتكهم بهم
ومن أهم الأعمال التي اشتغل بها اليهود التجارة، حتى صار لبعضهم فيها شهرة كبيرة، ويمكن أن يقال، إن تجارة التمر والشعير والقمح والخمر تكاد تكون وقفاً عليهم في شمال الحجاز ،كذلك اشتغل اليهود بالزراعة التي كانت المهنة الرئيسية لسكان القرى منهم، واشتغلوا بتربية الماشية والدواجن وكانوا يشتغلون بصيد الأسماك، وكانت نساؤهم يشتغلن بنسج الأقمشة ،ومن الصناعات التي كان يهود الجزيرة العربية يزاولونها صناعة الصياغة، وقد اشتهر بها بنو قينقاع، كما كانوا يزاولون صناعة السيوف والدروع وسائر الآلات الحربية ،وكانت معظم معاملات اليهود مع غيرهم تقوم على المراهنات وتعاطي الربا، وقد وبخهم القرآن الكريم على أخذهم الربا، الذي نهاهم الله عن أخذه، فقال تعالى (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) (161النساء)

وقد ترتب على سيطرة اليهود على الجوانب الاقتصادية في المدينة وضواحيها أن قوى نفوذهم المالي، وتحكموا في الأسواق فحشاً واحتكارا لمصلحتهم ومنفعتهم، فكرههم أغلب الناس لأنانيتهم واشتطاتهم في أخذ الربا، وسعيهم للثراء بطرق خبيثة، بأنفها العربي ويأباها

وأما علاقة اليهود بالأوس والخزرج فقد كانت خاضعة للمنفعة الشخصية والمكاسب المادية، فكان اليهود يعملون على إثارة الحرب بين الفريقين متى وجدوا في إثارتها فائدة لهم، كما حصل ذلك في كثير من الحروب التي أنهكت الأوس والخزرج، لأنهم كانوا يهمهم أن تكون لهم السيطرة المالية على المدينة، والسيطرة على صناعة السلاح وجزء كبير من الزراعة ومصادر المياه، وفوق ذلك كانوا يتحدثون عن النبي المرتقب وأنه لابد سيكون منهم، وعندها يتحكمون فيهم ديناً ودنيا

كان لليهود الذين سكنوا جزيرة العرب مدارس يتدارسون فيها أمور دينهم وأحكام شريعتهم، وأيامهم الماضية، وأخبارهم الخاصة برسلهم وأنبيائهم، كما كانت لهم أماكن خاصة يقيمون فيها عبادتهم وشعائر دينهم، وكانت هذه الأماكن تسمى المدارس أي المكان الذي تدرس فيه نصوص التوراة وأمور الشريعة ،ولم يكن المدارس في الواقع موضع عبادة وصلوات وتدريس فحسب، بل كان إلى جانب ذلك هو المكان الذي يتجمع فيه اليهود لتبادل المشورة في سائر أحوالهم الدينية والدنيوية، وهو المكان الذي كان يقصده غيرهم حين يريد الاستفسار من أحبار اليهود عن شئ يريد الوقوف عليه، والذين كانوا يقومون بمهمة تعليم اليهود أمور دينهم، هم علماؤهم وأحبارهم، وقد ذكر المؤرخون أنه كان في مقدمة هؤلاء الأحبار عبدا لله بن سلام رضي الله عنه الذي أعلن إسلامه بعد لقائه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقد جاءت الأخبار الصحيحة بان الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة، كان يذهب إلى اليهود في، مدارسهم ،ليدعوهم إلى الإسلام وليحذرهم من الكفر به، وبعض الصحابة أيضا كأبي بكر الصديق رضي الله عنه كان يذهب إليهم في هذا المكان ليأمرهم بإتباع محمد صلى الله عليه وسلم الذي كانوا يستفتحون يستنصرون، به على غيرهم، والذي يعرفون صدقه فيما يبلغه عن ربِّه كما يعرفون أبناءهم

وقد حكي القرآن الكريم كثيراً من المجادلات الدينية والأسئلة المتعنتة التي كان اليهود يقومون بتوجيهها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقصد إحراجه وإظهاره بمظهر العاجز عن الرد على أسئلتهم ومجادلاتهم، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يجيب على مجادلاتهم وأسئلتهم بما يدحض حجتهم ويخرس ألسنتهم ،كذلك كان لليهود تشريعاتهم ونظمهم الخاصة بهم فيما يتعلق بالذبائح والقرابين، والقصاص، والميراث، والاعتراف، والتطهير، والرق، والختان، والنكاح، وشئون المرأة، وغيرها من التشريعات التي بعضها أخذوه عن كتبهم وبعضها وضعه لهم كهَّانهم وأحبارهم من عند أنفسهم

وأيضا كانت لهم أعيادهم الخاصة بهم والتي من أشهرها عيد الحصاد عيد رأس السنة وعيد الصوم الكبير، وعيد الفصح ويسمونه عيد الفطير، ويهتم اليهود بهذا العيد لأنه يوافق اليوم الذي خرج فيه بنو إسرائيل من مصر فرار من فرعون وظلمه، ويعتبر اليهود كذلك يوم السبت عيداً لهم، لا يجوز ليهودي أن يشتغل فيه، ومن خالف حرمة هذا اليوم ودنسه بالاشتغال فيه يكون قد ارتكب جرماً عظيما وكانت لليهود أيام خاصة يصومونها كيوم عاشوراء هذا ويزعم اليهود أنهم يعتمدون في عبادتهم وتشريعاتهم، وآدابهم ومعاملاتهم ، على ما جاء في التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام

    جزاكى الله خيرا ياقمر

    نورتيني

    تسلمى حبى

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.