إلا أن سكان الجبل الأبيض حسب المعلومات الواردة من هناك بأنهم بلا دين ولا حاكم يعرفون
فقد كانوا قبل عام 2024م لا يمارسون أية شعيرة من شعائر الدين
فهم لا يعرفون عن الإسلام شيئاً
ولا يعرفون الله عز وجل
كذلك لا يعرفون حاكم عمان
فلذلك سألوا عن إمامة عمان وعن أهم الشخصيات تاريخية مشهورة كان لها صوت في الزمن الغابرقبل 50عاما.
ومن شاهد حياة هؤلاء السكان تذهب به مشاهد الحياة إلى قاموس البدائية, فلا عين رأت ولا أذن سمعت عن تلك الحياة القاسية في عمان
التي عاشتها أجيال وكادت أن تعيشها أجيال أخرى لولا فضل الله,ثم فضل الحكومة التي تولت الأمر بعد ذلك
فمنطقة الجبل الأبيض تقع بولاية دماء والطائيين بالمنطقة الشرقية.
تجاورها شمالاً قريات،وجنوبا ولاية ابراء، ومن الغرب ولاية المضيبي.
لقد كان خبر مذهلاً حقا للشعب العماني الذي تغمره نعمة الله ـ جلت قدرته ـ والتي تجلت في الإسلام ومنجزات النهضة
فقد كانوا أناساً بدائيين وبسطاء للغاية، أناس كتب لهم أن يقضوا برهة
من الزمن في الفقر،فقر الدين، وشح العيشقضوا برهة من الزمن لا توحيد ولا دين لديهم
فغاب عنهم نور الإسلام ومبادئه السامية،فكيف تسمو النفس الإنسانية بغير سمو الإسلام ..؟
فعاشوا في أحضان الكهوف بقمم الجبال
ربما قصة هؤلاء السكان مشوقة للسرد،ولكن لا بد أن نعترف إنها كانت مأسوية جدا….
وليس الأمر يبدو غريباً
أن تكثر الإشاعات حول قصة هؤلاء السكان، فالزمن لم يرحمهم، فكيف بالإنسان أن يرحم أو بالأحرىيترحم لحياتهم القاسية، لا أريد الإطالة حول القيل والقال
.فالقاريء ربما يقف في حيرة ليتناغم بين الفينة والأخرى مع روعة التحدي التي اتسمت بها روح هؤلاء السكان الآن…..
وعاشوا ردحاً من الزمن خارج النطاق المألوف لحياة المواطن العماني في الوقت الحاضر…
ورحلة الشتاء والصيف فرضتها عليهم الظروف القاسية.
ففي فصل الصيف
يسكن السكان في منازلهم، وذلك بسبب الجو المعتدل نسبيا، إذ يصنع البيت من أوراق الأشجار التي تكون طويلةكذلك من جلود الحيوانات بعد تجفيفها ودباغتها بحيث
لا تترك أية رائحة والحجارة تكون مبنية على شكل دائري ومرصوفة رصفاً ثابتاً بحيث لا يتزحزح ولا يتحرك.
وفي بعض الأحيان تكون مبنية من مادة قماشية تسمى محليا( الطربال) تحمي من الأمطارالخفيفة وأشعة الشمس
وتكون على شكل خيمة مثل التي تستخدم مع البدو.
أما في فصل الشتاء يتنقل
السكان للعيش داخل الكهوف والجروف والفجوات الواسعهوذلك بسبب البرودة الشديدة التي تنخفض
إلى ما دون الصفر.والهجرة الثانية تكون أثناء سقوط الأمطار وانقطاعها وذلك لأنها مصحوبة ببعض البرد المحصي…
وهي دائرية من الأسفل مبنية من الحجارة المستطيلة لها باب صغير وليس بها نوافذ
كما أنها ضيقة ومن داخلها تخلو من الأثاث
والأدوات المنزلية والأغراض الأخرى…وتتكون هذه المنازل من غرفة واحدة فقط للنوم والطعام معاً،ومنازلهم موزعة توزيعاً عشوائياً..
أما نظام المعيشة لدى السكان تتميز بالصعوبة وقلة متطلبات الحياة، فالحياة الإقتصادية عندهم تعتمد على مهنة الرعي
فكل اسرة تمتلك تقريبا قطع من الأغنام قد تصل في أقل تقدير إلى 200 رأس
يتناوب جميع أفراد الأسرة في رعيها بالجبال.
وتعتبر الحميرالوسيلة الوحيدة للنقل والمواصلات حيثي عتمد عليها في جلب المياه من أماكن بعيدة.
فقد كان البعض منهم يذهب في الصباح ويعود في المساء بكميات محدودة من المياه تكفي لعملية الطبخ لمدة يومين
فالمنطقة الجبلية لا تتجمع فيها مياه الأمطارإلا لفترة قصيرة على هيئة مستنقعات غير صالحه للشرب.
والحيوانات السائدة هي الماعز والأ غنام والحمير والكلاب ، كذلك الذئاب التي كانت العدو اللدود لسكان المنطقة،
وتنمو أيضا اشجار السمر والسدر والزعتر والمقل.
وما زال السكان يعتمدون على العلاج التقليدي في معالجة مرضاهم لجميع الحالات المرضية.
والناحية الصحية صعبة للغاية نظرا للظروف الصعبة التي يعانيها الأهالي والمتمثلة في قلة المياه
وعدم توفر الرعاية الصحية وضعف الثقافة الصحية.
وقد تبين من خلال الزيارات التي تقام حاليا للمنطقة تزايد حالات الوفيات بين الأطفال والكبار نتيجة تعرضهم لضربات الشمس الحارقة
بالصيف،وموجات البرد الشديد بالشتاء ، وفي أواسط النساء بسبب الإجهاض وعسر الولادة في بعض الأحيان
وكذلك يتم الزواج من الفتاة في سن مبكر جداً ..
عندما تبلغ البنت سن السابع فما فوق يتم تزويجها..
وقد كانوا قبل عام 2024م لا يعرفون الكتابة ولا القراءة، فالأطفال من سن6 سنوات إلى سن16 سنة لم يلتحقوا بالمدارس
وثقافتهم العامة ضعيفة، وكذلك معلوماتهم عن الأخرين شبه منعدمه ،ولا يخالطون الأخرين
فقد كانوا يهربوا من الأخرين ، كذلك تخلو المنطقة من المساجد فهم كانوا لايمارسون الشعائر الدينية.
وقد حدثنا أحد الذين ذهبوا لتعليمهم أمور دينهم بأنهم واجهو صعوبة في تعليمهم الإسلام ،
فهم لا يعبدوا أحد وكانوا يردوا في البداية أن ربهم( هلال)، وبعد ذلك تبين أن اسم(هلال) شيخ القبيلة.
لقد كانت السنوات التي سبقت 2024م سنوات حالكة وقاسية لسكان الجبل الأبيض, ونستطيع القول أن بعد عام 2024م إنها سنوات الذهبية.
ونافذة السعادة والرقي الحضاري لهؤلاء السكان فقد قامت الحكومة العمانية بدور بارز وفعال لخدمة هؤلاء السكان وتوفير الراحه والرفاهية
وتم إنشاء أربعة طرق تودي إلى الجبل الأبيض
وكذلك تم افتتاح 98 وحدة سكنية (منازل شعبية ) موزعه على ثلاثة مواقع، كل موقع يحتوي على وحدات سكنية ومسجدا وسبلة عامة
وتم رصف الطرق الداخلية بين هذه الوحدات السكنية ، وقد بلغت التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع (952372) ريالاً عمانياً
أمافي إطار الخدمات الأخرى فقد تم انشاء هاتف عمومي
يعمل لا سلكياً وتقوم الحكومة بتوفير بطاقات مجانية لسكانه للأتصال بأرقاربهم وذويهم المتواجدون اسفل الجبل.
وتم انشاء ماء ارتوازي وذلك من اجل توفير المياه العذبه
وتقوم الحكومة حالياً باستئجار حافلة لنقل المياه من أسفل الوادي بقيمة
500 ريال للمرة الواحدة….
فهم يخرجوا في الصباح الباكر حوالي الرابعة فجراً
ويعودون في الرابعة مساءاً وذلك بسبب طول المسافة ووعورة الطريق.. ومؤخراً تم استئجار مساكن للطلاب والطالبات.
كذلك يقوم فريق طبي بزيارة المنطقة بين الفينة والأخرى لتقديم الرعاية الصحية للأهالي.
كما يقدم لهم حالياً رواتب شهرية من قبل الضمان الإجتماعي.
كما قامت وزارة الزراعة بإنشاء مزرعة تجريبية تزرع فيها البن والرمان وغيرها من المحاصيل التي تناسب الظروف المناخية….