تخطى إلى المحتوى

آثار العولمة على الهوية الإسلامية 2024

آثار العولمة على الهوية الإسلامية


لعل من أخطر ما تحمله العولمة هو تهديدها لأصل العقيدة الإسلامية، وذلك لأنها تشتمل على الدعوة إلى وحدة الأديان، وهي دعوة تنفض عقيدة الإسلام من أساسها وتهدمها من أصلها، لأن دين الإسلام قائم على حقيقة أنه الرسالة الخاتمة من الله تعالى للبشرية الناسخة لكل الأديان السابقة التي نزلت من السماء، ثم أصابها التحريف والتغيير ودخل على أتباعها الانحراف العقائدي.

والعولمة تحمل في طياتها اعتبار الأديان كلها سواء، وإن الحق في هذه الدائرة نسبي بحسب اعتقاد كل أمة. ولا يصح في العولمة الفكرية والثقافية اعتبار دين الإسلام هو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال، ولهذا تشجع العولمة ما يسمى حوار الأديان) لا على أساس دعوة الأديان الأخرى إلى الإسلام بل على أساس إزالة التمييز بين الإسلام وغيره بالحوار الذي يتوقعون أنه سيحمل المسلمين على التنازل عن اعتزازهم بدينهم واعتقادهم ببطلان غيره، وبذلك يزول التعصب وتتقارب الأديان. وتنجلي خطورة هذه الدعوة في كونها تنفض عقد الإسلام من أصله.يوضح ذلك أن الله تعالى قال: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}(10). كما أن العولمة تسعى لإعادة تشكيل المفاهيم الأساسية عن الكون والإنسان والحياة عند المسلمين، والاستعاضة عنها بالمفاهيم التي يروج لها الغرب ثقافيا وفكريا.
فالكون –في نظر العولمة الثقافية والفكرية- لم يخلق تسخيرا للإنسان، ليكون ميدان امتحان للناس ولابتلائهم أيهم أحسن عملا؛ والإنسان لم يخلق لهدف عبادة الله تعالى، والحياة ليست إلا صراعا ابتدأ منذ خلق الإنسان بين الحق الذي يمثله الرسل والأنبياء وأتباعهم الذين يدعون إلى سبيل الله تعالى بالوحي، وبين الباطل الذي يدعو إليه الشيطان .. والشيطان ليس هو الذي يقود –في الحقيقة- معركة الباطل ويجند لها جنوده من الرجال والنساء. كما قال سبحانه وتعالى: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك}(12)، {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك}(13). هذه المفاهيم الأساسية للعقيدة الإسلامية، ليست في نظر العولمة الفكرية والثقافية سوى خرافة.
كما أن الموقف من أمم الأرض – في نظر العولمة الفكرية والثقافية- ليس على أساس المفهوم القرآني القائم على التقسيم العقائدي إلى:
أ. «المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم»(14). أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما، وأنه تجب موالاة المسلم لأخيه المسلم ونصرته، وأن يكونوا أمة واحدة تجمعهما العقيدة ولا تفرقهما أي وشيجة أخرى.
ب. وإلى كفار تجري علهم الأحكام الشرعية بحسب علاقتهم بالمسلمين.
هذه المفاهيم القرآنية الإسلامية الأساسية كلها تنقضها العولمة الفكرية والثقافية من أصلها، وتهدمها من أساسها –فالكون- في نظر العولمة ما هو إلا ميدان تنافس على المصالح الدنيوية، والإنسان حيوان دائب البحث عن ملذاته وشهواته ومنافعه، وليست الحياة سوى فرصة قصيرة لا ينبغي أن تضيع في غير اللذة والشهرة والجنس والمال والثروة والجمال، وليس وراءها شيء آخر، وما هي إلا سباق بين الناس في هذا الميدان لا ينقصه سوى تعظيم هذه اللعبة لئلا تفسد على الجميع، ولا يصح التفريق بين الناس على أساس عقائدهم فهم أمة واحدة في الإنسانية تجري عليهم أحكام واحدة لا يجوز بحال أن تتفاوت هذه الأحكام بسبب الدين أو العقيدة.وأن الحساب والآخرة والجنة والنار خرافه لا أساس لها من الصحة.
إن خطورة العولمة الفكرية والثقافية تكمن في أنها تعمل على إعادة تشكيل المفاهيم الأساسية التي تشكل أصول عقيدة المسلم. بل تنفضها وتستعيض عنها بمفاهيم غريبة كافرة ملحدة لا تؤمن بوجوب عبادة الله واتباع الوحي والاستعداد للآخرة والإيمان بالجنة والنار(15).
كما أن العولمة تحمل في طياتها نقضا لأحكام الشريعة الإسلامية بفرضها مبادئ تخالف الشريعة، ومن الأمثلة الواضحة على هذا: قضية فرض مفهوم المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، فهذا المفهوم منصوص عليه في الميثاق العالم لحقوق الإنسان، ومقتضاه إزالة جميع الفوارق على الأحكام والحقوق والواجبات بين لرجل والمرأة، وهو الأمر الذي يتناقض مع الشريعة الإسلامية التي تقوم على أساس الفرق الفطري والخلقي بين الرجل والمرأة، ذلك الفرق الذي يقتضي اختلافا في بعض الأحكام والحقوق والواجبات بحسب اختلاف الاستعدادات الفطرية.
والمؤهلات التكوينية بينهما، ولهذا تجد الشريعة الإسلامية تقرر أن مبدأ عدم المساواة المطلقة بين الرجال والنساء أمر قطعي الثبوت والدلالة ولا خلاف فيه، ولا مجال فيه للاجتهاد… وفي المساواة المطلقة لا يقتضي نفي مطلق المساواة كما لا يخفى.
كما أن العولمة تهدد النظام الأخلاقي الإسلامي، فمن خلال العولمة يروج للشذوذ الجنسي ويحاول الغرب استصدار قوانين لحماية الشذوذ الجنسي في العالم، ومن أحدث محاولات العولمة محاولة فرض مصطلح جديد يطلق عليه gender بدل لفظ (sex) التي تنصرف إلى الذكر والأنثى فقط، وذلك عند الحديث عن حقوق الإنسان أو محاولة التمييز ضد الإنسان أو تجريم أفعال ترتكب ضد الإنسان
غرْس قيم الفكر الغربي في نفوس التلاميذ:
لم يَكتفِ الأعداءُ وعملاؤهم بعملية مسْخ المناهج، ولا بتجفيف مواهبِ التلميذ الذاتية – بدل تنميتها – بل لقد سَعَوْا إلى غرْس قِيم الفكر الغربي في نفوس التلاميذ منذ سِنٍّ مبكِّرة.

ولعلَّ كلَّ هذه الخُطوات هي ما أطلق عليها علماؤنا: "سياسة التفريغ والملء"، فهم يُفرِّغون عقل التلميذ من قيمه الإسلامية، حتى إذا أصبح هذا العقل صفحةً بيضاء، قاموا بتلقيحه بقِيَم الفكر الغربي.

منقول

    يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(32التوبة)
    صدقتي والله وحسبنا الله ونعم الوكيل

    بارك الله فيكِ

    الف شكر يا مونى

    جزاكِ الله خيـــــرًا

    فعلا يالولو والله حسبى الله ونعم الوكيل فيهم
    بس ده دورنا احنا بقه الامهات فى التربية والتوعية الاسلامية منذ نشأة اطفالنا لان الاسلام يكون فطرة والمطلوب مننا اننا ننميه فى اطفالنا
    جزاكى الله خيرا ياقمر وجعله فى ميزان حسناتك

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.