أختى المسلمة :
إليكِ مجموعة من الزهور
مقطوفة من حقل النصح
لكِ خصيصا ، لتسعدى برائحتها
وسَـأُعرِّف لكِ منها كل يوم بإذن الله بعضها
حتى تنتهى تلك الـخمسون زهــــ50ـــــــرة
فهى مجموعة إرشادات ، وثلة توجيهـات
عندما نطبقها فى واقع حياتـنا ونحرص على التشبث بها ونندم على فواتها
ستنقلب حياتـنا من شقاء إلى راحة
ومن تعاسة إلى سعادة
بل وسنشعر بأن للحياة طعما آخر وننظر لها نظرة أخرى
فإلى تلكَ الأزاهير وفقنى الله وإياكن جميعا لطاعته
أولا : أزاهير الكلام
أختى المسلمة :
الزهرة الأولى : احذرى الثرثرة وكثرة الكلام
قال تعالى : {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }النساء114
واعلمى أن هناك مَن يحصى كلامك ويعده عليكِ
قال تعالى {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ{17} مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{18} سورة ق
وليكن كلامك مختصرا وافيا بالغرض الذى من أجله تتحدثين
الزهرة الثانية : اقرئى القرآن الكريم ، واحرصى أن يكون لكِ ورد يومى منه ، وحاولى أن تحفظى منه قدر ما تستطيعين ، لتنالى الأجر العظيم يوم القيامة.
عن عبد الله بن عمرو -رضى الله عنهما – عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
" يُقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقِ ورتل مكما كنت ترتل فى الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها "
صحيح سنن الترمذى ،{2329}
الزهرة الثالثة :ليس جميلا أن تتحدثى بكل ما سمعتِ
فإن هذا مجالا للوقوع فى الكذِب
عن أبى هريرة رضى الله عنه – أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
" كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ".رواه مسلم فى المقدمة ح 5 .
الزهرة الرابعة : إياكِ والتباهى "الإفتخار" بما ليس عندك لأجل التكثر والإرتفاع فى أعين الناس
عن عائشة -رضى الله عنها- أن امرأة قالت يارسول الله : أقول إن زوجى أعطانى مالم يُعطِنى ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المتشبع بما لم يُعـط كلابس ثوبى زور ". متفق عليه
الزهرة الخامسة: إن لذكر الله تأثيــرا عظيما فى حياة المسلم الروحية والنفسية والإجتماعية
فاحرصى -أختى المسلمة- أن تذكرى الله كل حين على أى حالة كنت ، فقد مدح الله عباده المخلصين بقوله : {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ} آل عمران -الآية 191
وذكر عبد الله بن بسر – رضى الله عنه – أن رجلا قال يارسول الله : إن شرائع الإسلام قد كثرت علىَّ ، فأخبرنى بشىء أتشبث به قال " لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله " صحيح سنن الترمذى {2687}
صحيح سنن الترمذى ،{1642}
الزهرة السابعة : ليكن لكِ أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، من إطالة الصمت وطــول الفكـر ، وعدم إكثــار الضحـك ،والإستغراق فيه.
فعن سماك قال قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم "فكان طويـل الصمت ، قليـل الضحك ، وكان أصحابه يذكرون الشعر وأشياء من أمورهـم فيضحكون وربما تَبَّسـم ". المسند 586 .
وليكـن حديثكِ -إن تحدثتِ – بخـير وإلا فالصمت أولى بكِ .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من كان يؤمن باللـه واليوم الآخر فليقـل خيـرا أو ليصمت "
رواه البخارى،{الفتح 860}
الزهرة الثامنة : إياكِ ومقاطعة الناس أحاديثهم أو ردها عليهم أو إظهار الإستخفاف بها .وليكن حسن الإستماع أدبا لكِ والرد بالتى هى أحسن شعـارا لشخصـك .
الزهرة التاسعة : إحذرى كل الحذر من السخرية بطريقة كلام الآخرين كمن يتلعثم فى كلامه أو عنده شىء من التأتأة أو اللثغة .
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{11} سورة الحجرات
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذُلُه ولا يحقره ،التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمُه وماله وعرضه " رواه مسلم {2564}
الزهرة العاشرة : إذا سمعتِ قراءة القرآن الكريم فاقطعى الحديث أيا كان موضوعه – تأدبـا مع كلام الله وامتثالا لأمره حيث يقول { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{204} سورة الأعراف
الزهرة الحادية عشر : اجتهدى على وزن الكلمة فى نفسك قبل أن يقذفها لسانك ، واحرصى أن تكون الكلمة صالحة طيبة فى سبيل الخير بعيدة عن الشر وما يوصل إلى سخط الله ، فللكلمـة مسئولية عظيمة ، فكم من كلمـة أدخلت صاحبهـا الجنة ، وكم من كلمـة هَـوَت بصاحبهـا فى قعر جهنم .
فعن أبى هريرة – رضى الله عنه – عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : "إنّ العبـد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها درجـات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوى بها فى جهنم " .
رواه البخارى ، {6478 }.
وفى حديث معاذ – رضى الله عنه – عندما سأل النبى صلى الله عليه وسلم " وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثكلتك أمك يا معذ وهل يكب الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم " . صحيح سنن الترمذى ، {2110}.
الزهرة الثانية عشر : استعملى لسـانك – وهو النعمة العظيمة من الله عليكِ – فى الأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر ، والدعوة إلى الخير.
قال تعالى : "لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً{114}
سورة النساء
يُتبع إن شاء الله
