قد يتعرف ابنك ـ أو ابنتك ـ على صديق جديد ويعتبره أفضل أصدقائه، بينما لا تعتبرينه أنت كذلك.. فماذا يجب ان تفعلي؟
هذا السؤال واحد من أكثر الأسئلة التي تطرح على خبراء التربية حول أصدقاء السوء فآباء وأمهات المراهقين لا يعرفون كيف يتصرفون حين يبدأ الأبناء بمرافقة أولاد يعتنقون قيما ومبادئ تربوية تختلف عما ربوا أولادهم عليه أو لا يعتنقون أي قيم أصلا.
اليك اجابة الخبراء: لا بأس بأن يصادق أولادك من يختلفون عنهم، فلا بد من ان يأتي يوم يتعاملون فيه مع شخصيات جديدة، مما سيساهم كثيرا في توسيع آفاقهم ويساعدهم على تفهم وجهات النظر المختلفة والتواصل مع الآخر. ولكن المهم هو التعرف على قيم واسلوب حياة الأصدقاء الجدد، وما اذا كانت حقا مثيرة للقلق أم انك فقط تستنتجين أمورا لا تمت الى الواقع بأي صلة.
اليك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها اذا تخوفت من ان يكون لأحدهم أثر سيئ على ولدك أو ابنتك.
تحدثي الى ابنتك عن صديقتها الجديدة، واسألي أسئلة تساعدك على فهم سبب اعجابها وحبها لها «يبدو انك تقضين وقتا طويلا مع نبيلة.. كيف تعارفتما؟ اخبريني عنها، هل أعرف والديها؟». واذا كنت ترغبين في مزيد من المعلومات تحدثي الى المدرسين في المدرسة أو الأمهات اللاتي تثقين بآرائهن.
بدلا من انتقاد رفيق ابنك (مثلا: يقاطع حديث الآخرين) اشرحي لطفلك أسباب قلقك «ألاحظ ان المعلم لا يشتكي منك الا اذا جلست الى جوار حمد» أو «لقد اصبحت تشتم كثيرا أخيرا، في حين انك لم تك تشتم قبل ان تتعرف على مجموعة الأصدقاء الجدد».
صادقي رفاق ابنائك الجدد واجعليهم يشعرون باهتمامك بهم، وذلك بأن تحرصي على ان يكون منزلك هو المكان المفضل لتلاقيهم فاملئي البراد بالعصائر والوجبات الخفيفة واحتفظي بكابونات البيتزا حتى تجذبي الأولاد للبقاء في منزلك، مما يوفر لك راحة البال بمعرفة مكان وجود ابنك وتتمكني من سماع ورؤية ومعرفة ما اذا كانت شكوكك حول هؤلاء الأصدقاء حقيقية أم لا.
اعملي على التعرف بأمهات وآباء أصدقاء أولادك خاصة هؤلاء الذين يثيرون قلقك، ويفضل ان يكون ذلك وجها لوجه، اما اذا تعذر ذلك فاتصلي بهم تلفونيا وكوني ايجابية وودودة ومتفهمة واليك ما يمكنك قوله:
«أولادنا يقضون معا وقتا طويلا لذا رغبت في التعرف عليك».
أفضل طريقة لتقليص الوقت الذي يقضيه ولدك مع الصديق غير المرغوب فيه هي البحث عن أنشطة اخرى يمارسها، فنظمي الأشياء التي يحبها ابنك، كأن تساعديه على الانضمام الى فريق كرة القدم أو تساعدي الابنة على تلقي دروس في الرسم، واشركيهما في ناد أو مجموعة توسع دائرة علاقاتهم الاجتماعية.
لمساعدة طفلك على مقاومة الضغوط السلبية التي تقع عليه من أصدقاء السوء وذلك بأن تضعي له قواعد واضحة، وتأكدي من انه يحفظها جيدا، ولا تفعلي ذلك في سياق انتقادك لاسلوب اختياره لأصدقائه، واجعلي مراجعة قواعد الأسرة عادة تجري بشكل دوري واخبريه بتبعات مخالفة تلك القواعد. واليك بعض الحدود التي يجب وضعها لمن هم في بداية عمر المراهقة.
ـ اتصل بي لأعرف مكان وجودك.
ـ يمكنك الذهاب الى منزل صديقك ما دام والداه هناك.
ـ غير مسموح بمشاهدة الأفلام أو ألعاب الفيديو التي تحمل علامة «أكبر من 18 عاما».
ـ لا تترك مكانا وتذهب الى آخر من دون ان تخبرني بذلك.
علمي طفلك كيف يتصرف اذا ما شعر بأنه قد يقع في مشكلة نتيجة لسلوك احد اصدقائه، واكدي له انك ستأتي فورا ـ أو والده ـ لإعادته الى المنزل بسلام، فاذا ما شعر بعدم ارتياح لأي موقف عليه ان يتصل بك ويقول كلمة السر التي لا يفهمها الا انت أو والده وهو، فتعرفي من خلالها انه يريدك ان تحضري وتصطحبيه الى المنزل من دون ان يفهم اصدقاؤه انه يستدعيكما فلا يشعر بالحرج.
حين يرافق ابنك أولادا مثيرين للقلق اشحذي قرون استشعارك وركزي أكثر على ابنك وراقبي أي تغييرات في سلوكه (انخفاض في درجاته أو تصرفات غريبة أو تقلبات مزاجية غير معتادة: آثار كحول أو سجائر). واذا اتضح ان لصديق أثرا سلبيا عليه يدفعه نحو انشطة خطرة، فعليك ان تقومي بكل ما في وسعك لمنع هذه العلاقة حتى لو استدعى الأمر طلب العون من معلم الابن أو الاخصائي الاجتماعي أو اخصائي الصحة العقلية.
أفضل الطرق لمساعدة ابنائك على تفادي السلوكيات التي قد تعرضهم للخطر هي الحرص على ألا يمضي معظم وقته بعد المدرسة في فراغ كامل لا يملأه الا التسكع فقد اظهرت الدراسات ان الفترة من 2 إلى 6 مساء هي الفترة التي تكثر فيها مشكلات المراهقين ـ فترة ما بعد انتهاء اليوم الدراسي وقبل الذهاب الى المنزل ـ اليك بعض سبل المحافظة على تواصلك مع ابنائك في فترة بعد الظهر.
ـ سجليه في فريق رياضي في برنامج بعد الدراسة.
ـ رتبي مع بعض الأمهات للحرص على ان يكون الأبناء في بيت احداكن حيث يوجد اشراف من الكبار.
ـ اذا كنت أمّا عاملة، احرصي على ان يتصل بك الابن فور دخوله المنزل لتعرفي مكان وجوده بعد المدرسة.
ـ ضعي مقياسا واضحا عن الأماكن التي يمكن الذهاب اليها والتي لا يجب الذهاب اليها واحرصي على تطبيق هذه المقاييس.