مرضى الوسواس القهري تهاجمهم الهواجس obsessions والدوافع القهرية compulsions. وتستمر الهواجس على الدوام، فهي أفكار غير مرغوب فيها تشمئز منها النفس – تدور غالباً حول العنف، أو الجنس، أو الدين، أو الضياع – والتي تكون مصادر لمزيد من القلق.
أما الدوافع القهرية – وهي سلوكيات مستمرة أشبه بالطقوس – فقد تلازم الهواجس والوساوس باعتبارها وسائل يلجأ إليها المريض لتخفيف القلق لديه. ورغم أن من يعانون من سلوكيات الوساوس لا يعانون دائماً من سلوكيات قهرية، إلا أن من يعانون من تلك الأخيرة دائماً ما تكون لديهم وساوس.
غالبا ما يبدأ مرض الوسواس القهري خلال فترة المراهقة أو في بداية سن الرشد، وقد يكون مصحوباً بالقلق أو الاكتئاب. وبدون علاج، قد يستمر هذا المرض طوال حياة المريض.
وسبب الوسواس القهري غير معلوم ، ومن المعروف أنه مرض غير خاضع لسيطرة أغلب من يعانون منه ما لم تقدم لهم المساعدة.
ويعتقد أغلب الخبراء أن الوسواس القهري عبارة عن اضطراب في كيمياء المخ، بينما يؤمن آخرون بأن الوساوس والتصرفات القهرية تنبع من صراعات لم تحل أثناء الطفولة وتحتاج للتعرف عليها وحلها من خلال العلاج النفسي. ويؤكد أخصائيي العلاج السلوكي والمعرفي أن الحركات القهرية والوساوس عبارة عن سلوكيات مكتسبة يمكن التغلب عليها بالعلاج السليم.
الأعراض
تركز الوساوس غالباً على الخوف، مثل الخوف من العدوى أو التلوث نتيجة الاتصال العادي مع بقية العالم. وهذا الخوف الدائم يكون مفزعا لمن يصاب به. وقد يؤدي لسلوكيات يستغربها الآخرون، مثل عدم الترحيب بمصافحة الآخرين أو دخول المباني القديمة.
ولما كان المصابون بالوسواس القهري قد تبدر منهم أفعال أو سلوكيات غريبة، فإن الآخرين قد ينبذونهم، فيعيشون بالتالي في عزلة.
والشعوذات القهرية عبارة عن أفعال تتكرر باستمرار، وقد تصل أحياناً درجة تكرارها إلى مئات المرات. ومن الأمثلة عليها عد كل خطوة أثناء المشي أو التنظيف المستمر للأيدي أو مكان المعيشة. وعادة ما تؤدي التصرفات القهرية اعتقاداً من المرء بأن هذه الأفعال سوف تؤدي إلى عكس أو تؤدي إلى نتيجة معينة. وفي أحيان أخرى، لا يبدو أن هناك أي علاقة بين التصرفات القهرية للشخص وبين أفكاره وهواجسه.
خيارات العلاج
إذا كنت تعتقد أنك أو شخصاً مقرباً إليك مصاب بمرض الوسواس القهري، فاحرص على الحصول على رعاية طبية. في الغالب لا يدرك المصابون بهذا المرض أن أفكارهم وسلوكياتهم القهرية غريبة، وقد يصعب إقناعهم بطلب العلاج. لكنك بحاجة للمحاولة.
وقد يكون العلاج ناجحا . فبدونه، قد يعجز المصاب بالمرض على أداء وظائفه بشكل سليم سواء في المنزل أو بالعمل نتيجة للهاجس الذي يسيطر عليه باستمرار مع مخاوف الوساوس والتصرفات القهرية.
وبجانب العلاج النفسي psychotherapy ، هناك علاج إزالة الحساسية desensitization therapy الذي قد يكون مفيداً كذلك. ويشعر كثيرون بالارتياح من الأعراض في غضون ثلاثة أشهر من بدء العلاج بالعقاقير.
هناك مضاد الاكتئاب غير متجانس التركيب الحلقي "كلوميبرامين clomipramine " ومثبطات إعادة السيروتونين الاختيارية selective serotonin reuptake inhibitors التي يمكنها أن تساعد في تخفيف القلق بدرجة تحقق للمرضى الاستفادة من العلاج النفسي والبدء في ممارسة وظائفهم بصورة أقرب إلى الأشخاص الطبيعيين