أولا الأقصر:
على الرغم من أهميتها الا أن الاثار ليست الشيء الوحيد المميز للاقصر التي تشعرك عند السير بها بالرهبة والاجلال لمن عاش بها من الفراعنة لما تركوه من آثار ما زالت تميز المدينة التي كان يطلق عليها في الماضي اسم «واست» وكانت عاصمة لمصر في ذلك الوقت ثم تحول الاسم فيما بعد الى «طيبة» التي وصفها هوميروس شاعر الاغريق عند زيارته لها باسم «مدينة المائة بوابة» لتعدد ابوابها في تلك الفترة وعندما تم الفتح العربي لمصر كان العرب هم من أطلقوا عليها اسم الاقصر أي مدينة القصور وذلك بعدما بهروا بقصورها وتأثروا بفخامة مبانيها.
اذا بدأنا بآثار الضفة الشرقية في الاقصر فسنجد انها تضم العديد من المعابد ويأتي على رأسها «معبد الاقصر» الذي شيد لعبادة الاله «امون رع» وكان يحتفل بعيد زفافه الى زوجته مرة كل عام بين أركانه فينتقل موكب الاله من معبد الكرنك بطريق النيل الى معبد الاقصر.
وقد تم بناء المعبد في عهد الفرعونين امنحتب الثالث ورمسيس الثاني والذي شيد صرحا في مدخل المعبد ويضم تمثالين ضخمين يمثلانه جالسا. وقد أقام رمسيس مسلتين لتزينا مدخل المعبد ما زالت احداهما قائمة حتى الان، أما الاخرى فتزين ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس. ويلي هذا الصرح فناء رمسيس الثاني المحاط من ثلاثة جوانب بصفين من الاعمدة على هيئة حزمة البردي المدعم. أما باقي أجزاء المعبد فقد شيدها الفرعون امنحتب الثاني والذي قام بتشييد قاعة الاعمدة الضخمة ذات 14 عمودا والمقسمة الى صفين يليها الفناء الكبير المفتوح الذي يحيط به من 3 جوانب صفان من الاعمدة في نهايتهما بهو الاعمدة ويضم 32 عمودا، أما في داخل المعبد فتقع غرفة القارب المقدس.
أما البحيرة المقدسة فتقع خارج القاعة الرئيسية من معبد الاقصر حيث يوجد هناك تمثال كبير للجعران .
مدينة الأقصر لها طابع فريد يميزها عن جميع بقاع العالم .. فهى تجمع بين الماضى والحاضر فى وقت واحد .. لا يخلو مكان فى مدينة الأقصر من أثر ناطق بعظمة قدماء المصريين قبل الميلاد بآلاف السنين .
وتعددت الأسماء التي اطلقت على الأقصر في تاريخها، واشهرها مدينة المائة باب، ومدينة الشمس، ومدينة النور، ومدينة الصولجان، واطلق عليها العرب هذا الاسم: الأقصر، جمع قصر، مع بداية الفتح الإسلامي لمصر. وهي تعتبر أهم مشتى سياحي في مصر وبؤرة جذب لعشاق الحضارة الفرعونية. وتمتاز المدينة بطابعها الفريد الذي يميزها عن جميع بقاع العالم، حيث تعد من أهم مناطق الجذب السياحي في مصر، وتضم أكثر قدر من الآثار القديمة، التي لا يخلو مكان فيها من اثر ناطق بعظمة قدماء المصريين قبل الميلاد بآلاف السنين .
وتضم الأقصر الكثير من الآثار، أهمها معبد الأقصر ومعابد الكرنك ومتحف المدينة ومقابر وادي الملوك والملكات والمعابد الجنائزية، ومقابر الأشراف وغيرها من الآثار الخالدة. وكانت الأقصر شهدت اهتماما كبيرا بترميم آثارها ومتاحفها خلال السنوات الماضية، حيث تم افتتاح الطابق الثالث لمعبد الملكة حتشبسوت للمرة الأولى بعد ترميمه، كما يجري الانتهاء من ترميم مقبرة حور محب اكبر واهم مقابر وادي الملوك، اضافة الى تركيب بوابات الكترونية لجميع المواقع الاثرية المفتوحة لتأمينها ضد السرقة .
وتجذب الاقصر الشريحة الأكبر من السياحة الثقافية الوافدة الى مصر، وتعتبر الاقصر مخزن الحضارة المصرية القديمة وفيها أكثر من «800» منطقة ومزار اثري تضم أروع ما ورثته مصر من تراث انساني. ظلت الأقصر ( طيبة)، عاصمة لمصر حتى بداية الأسرة السادسة الفرعونية، حين انتقلت العاصمة الى منف في الشمال .
ثانيا أسوان:
مدينة أسوان هي عاصمة محافظة أسوان من محافظات جمهورية مصر العربية وهي البوابة الجنوبية لمصر وتقع على الضفة الشرقية للنيل عند الشلال الأول للنيل. وإحداثياتها: 24.05 ش 32.56 ق. عدد سكانها 200.000 نسمة. وأسوان من أجف البقاع المأهولة على وجه الأرض. فعلى سبيل المثال لم تسقط أي أمطار في الست سنوات من 1995 و 2024 لذا فمن المعتاد عدم تسقيف بعض غرف المنازل القروية النوبية. كانت أسوان تعرف بسيين في العصور الفرعوني والإغريقية. وفيها قام إراتوستينس بدحض نظرية الأرض المسطحة وقام بأول حساب لمحيط الأرض متخذا سيين مركزا والإسكندرية نقطة طرفية لحساب طول القوس بين النقطتين وزاوية سقوط ضوء الشمس على كل من المدينتين ومنهم حسب محيط الأرض. اعتمد إراتوستينس على تعامد الشمس على مدار السرطان (المار تقريبا بأسوان) يوم 21 يونيو.
جولة داخل ارض الكنوز
الأرض التي ظلت آلاف السنين المدخل لقارة إفريقيا.النوبة و التي تنقسم إلى جزء ين النوبة السفلي (داخل الأراضي المصرية) النوبة العليا (داخل الأراضي السودانية).هذه الأرض المليئة بالكنوز العديدة غرقت تحت مياه بحيرة ناصر نتيجة لبناء السد العالي.قد كانت هناك جهود مضنية لإنقاذ فنونها و حضارتها من قبل اليونسكو بالتعاون مع الحكومة المصرية.
متحف النوبة
كان تتويجا لهذه الجهود و حفظا لتراث حضاري ثمين, افتتح عام 1997 ليضم المقتنيات الرائعة والتي تجذب العديد من الزوار من مختلف أنحاء
العالم. صمم عمارة المتحف المهندس المصري محمود الحكيم و قد نفذ التصميم بمنتهى الدقة و الروعة متناغما مع البيئة المحيطة به من صخور.تلال.طبيعة الشمس الحارقة لمدينة أسوان.يضم المتحف حديقة متحفية علي أعلي مستوى. قطع أثرية من عصور مختلفة.كهف ما قبل التاريخ بنقوشه الصخرية الرائعة,البيت النوبي و ما يحيطه من بحيرة, مئذنة علي الطراز الإسلامي كله يتناسب مع الجبانة الفاطمية بهذه المنطقة. 5000سنة من التاريخ.
المتحف عبارة عن نافذة للعالم داخل تاريخ النوبة الطويل من خلالها تستطيع أن تفهم تاريخ النوبة و الذي يبدو معقدا للعديد من الباحثين.
مقتنيات متنوعة تبدأ من عصور ما قبل التاريخ ببطاقات توضيح باللغتين العربية و الإنجليزية تعرض الحضارة النوبية جنبا الي جنب مع الحضارة المصرية. أهمية النوبة بما تضمه من محاجر متعددة اهمها محاجر الديوريت و منبع للأحجار الكريمة المتنوعة, المجموعة الأولي المميزة طرق الدفن, الفخار.. المجموعة الثالثة من خلال الدولة القديمة و الوسطي(القرن الثاني,الثالث قبل الميلاد) التماثيل البشرية و الحيوانية الصغيرة من الطمي المحروق. امتزاج في غاية الروعة لكلا الحضارتين المصرية و النوبية توضح عمق العلاقات بينهما.كرما بين الدولة الوسطي و الحديثة, المثالية في فن النحت من خلال الأسرة ال25 مع الإبداع في مختلف الفنون الأخرى.المنطقة التي تمثل مجموعاتها القطع الرئيسية بالمتحف بلانة و قسطل هذا الكشف الذي قام به العالم الأثرى ووالترز امرى 1929-1931 و الذي قال عنه علماء الآثار انه لا يقل عن كشف مقبرة توت عنخ آمون في مصر و الذي اكتشفها هوا رد كارتر 1924 في هذه المقابر مجموعة ثرية من الحلي..الأسلحة..أوعية فخارية, برونزية, تيجان فضية مرصعة بالأحجار الكريمة, مصابيح برونزية.القرن السادس الميلادي, النوبة المسيحية و ما يمثلها من أيقونات, فرسكو, أدوات واواني فخارية..النوبة الإسلامية و توضيح للإدراك التدريجي للإسلام داخل النوبة,بردية البقط, ملابس علي الطراز المملوكي, أواني من
الفخار المطلي علي الطرز الفارسية.النوبة الحديثة.إعادة تمثيل للحياة في النوبة قبل التهجير من خلال السلال المتنوعة من سعف النخيل, ادوات الري و الزراعة, التعليم, العمارة النوبية, العادات و التقاليد النوبية المختلفة.
معرض النوبة الغارقة
افتتح في 2024 تحت رعاية المكتب العلمي للسفارة الإيطالية و هو عبارة عن معرض توثيقي يعرض الصور الفوتوغرافية للمواقع النوبية قبل الإنقاذ حوالي 180 صورة تبرعت بها البعثات التي عملت في منطقة النوبة منذ 1900 و استمرت لفترات متفرقة لمدة 60 سنة من خلال أعمالهم القوا الضوء علي الفن و التراث الحضاري للنوبة.
كل هذا الجمال يجعل من الأقصر وأسوان مقصد السياح من جميع أنحاء العالم.
التقييم ممتاز
شكراً حبيبتي