كشف الدكتور حسين عبدالرحمن الشمراني، استشاري النمو والسلوك في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وباحث في مركز أبحاث التوحد، أن دراسات حديثة أوضحت أن عدداً من التوحديين ممن تم تشخيصهم في عمر مبكر، وتم عمل برامج تدخل متخصصة لهم، قد تحسنوا بصورة كبيرة وأصبحوا طبيعيين، موضحاً أن نسبة التحسن ارتفعت من 19% إلى 25%.
ونفى لـ"سبق" الشمراني أن يكون لعمر الأم وقت الحمل أو التدخين علاقة مباشرة بالتوحد، ولا للقاح "الام ام ار" الذي يتلقاه الطفل في عمر عام تقريباً، حيث أثبت الدراسات عدم وجود علاقة بين التطعيم والتوحد.
وحذر الدكتور الشمراني من الألعاب الملوثة بالرصاص والزئبق، والتي توجد في بعض الألعاب، وخاصة رخيصة الثمن، حيث وجدت علاقة بين التسمم بالرصاص والزئبق والمواد التي تستخدم بالألعاب، وخاصة الصينية الرخيصة، حين يلعب بها الأطفال ويضعونها بالفم.
وقال لـ"سبق": "هناك أسباب معروفة للمرض، وأخرى غير معروفة، ومن الأسباب المعروفة أن هناك عوامل وراثية تجعل الطفل أكثر قابلية للإصابة بالتوحد، فهناك عدد من الجينات التي تسبب التوحد، كما أن بعض المتلازمات يكونون معرضين أكثر من غيرهم للتوحد، كمتلازمة داون ومتلازمة كرومسوم إكس الهش. وكما ذكرت العوامل البيئية كالتسمم بالمعادن الثقيلة كالرصاص".
وأوضح أن نسبة التوحد أعلى عند الأطفال الخدج، ولا زالت هناك أسباب غير معروفة تحت البحث العلمي.
وقال: "الآن لدى التخصصي جهاز متطور لا يوجد في الشرق الأوسط، وهو الرنين المغناطيسي الوظيفي، حيث يظهر وظيفة الدماغ، وبالتالي قد نعرف كيف يعمل الدماغ، وهذا لازال تحت البحث العلمي، وفي حالة نجاحه يساعد في التشخيص المبكر".
وأضاف: "ويساعد التشخيص المبكر في العلاج إن بدأ مبكراً، فالآن الطفل الذي عمره سنة ونصف السنة ونبدأ في برامج بالتدخل المبكر، وجدنا جزءاً منهم شفي تماماً، وفي عمر ست سنوات يكون طبيعياً، فيوجد نسبة شفيت تماماً، والنسبة الأكبر تحسنوا كثيراً، وتبقى أعراض بسيطة لا يميزها الآخرون، ويتعلمون ويذهبون إلى المدارس. والذي لا يتحسن قد يكون مصاحباً لمشكلة أخرى كالتشنج أو التخلف العقلي".
وبالنسبة لعدد الأطفال المتوحدين ذكر أنه "يوجد لدينا ما بين 150 إلى 200 ألف طفل توحدي"، مبيناً أن أسباب الزيادة في عدد الأطفال التوحديين في المملكة "مازالت الأسباب نظرية منها ما يرى لكثرة المتخصصين في تقييم الحالات أو أنه التغير في أسلوب الحياة