فان الموت لا وقت له
إن الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنا سيدنا محمداً عبده ورسوله أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزء عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه
اخواتى الاعزاء نحن اليوم فى موعد مع التوبه التى لا رجعه فيها باذن الله فأعيرونى القلوب وألأسماع فى هذه اللحظات، و أسأل الله أن يتوب على وعليكم، وأن يستر على وعليكم فى الدنيا والآخرة، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
( سورة الزمر)
ساعرف لكم من هوالتائب:هوالراجع عن كل ما يكرهه الله ، إلى كل ما يحبه الله
وقد اجمعت ايات الله وسنه رسوله على ان التوبه وجبت فى كل لحظه لاننا لا نخلى من المعصيه
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
( سورة التحريم )
{وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
( الحجرات)
لقد خلق الله الانسان ضعيف كما قال تعالى:[وخلق الإنسان ضعيفاً]
(النساء)
وكثير منهم يقع في معصية الله تعالى إما بسبب وسوسة الشيطان له، أو لتعلق قلبه
بالشهوات والملذات، وعندما يقع عن ضعف منه لا يجد مخرجاً سوى الإقبال على التوبة
والرجوع إلى الله، لعلمه بسعة رحمة الله تعالى كما قال في كتابه
:[قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هوالغفور الرحيم ]
(الزمر)
وإن رسولنا صلى الله عليه وسلم أشار إلى ذلك بقوله (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم)(رواه مسلم)
وحث النبي صلى الله عليه وسلم الناس على التوبة في كثير من الأحاديث فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال إن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول
الله أحدنا يذنب، قال يكتب عليه، قال: ثم يستغفر منه ويتوب. قال: يغفر له ويتاب عليه، قال: فيعود فيذنب. قال: فيكتب عليه، قال: ثم يستغفر منه ويتوب، قال: يغفر له ويتاب عليه، ولا يَمَلُّ اللهُ حتى تملوا)(رواه الطبراني)
وقد فتح الله تعالى لعباده باب التوبة إليه لعلمه بضعفهم وحاجتهم إليه وأنهم ولو أكثروا من الذنوب والخطايا فهو أرحم بهم من أنفسهم، فهو الذي يغفرالذنب، ويقبل التوبه، وهو الذي روى عنه عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني
غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)
عن ابن عمر عن رسول الله : "يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإنى أتوب إليه فى اليوم مائة مرة"
هذا نبينا وحبيبنا الذى غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يتوب إلى الله ويستغفر الله فى اليوم مائة مرة.
عن أبى موسى أن النبى قال: " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها"
والله جل جلاله ينزل كل ليله الى السماء الدنيا يدعوننا للتوبه فهل نرد الله
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر
وجعله في ميزان حسناتك
استغفر الله العظيم انت التواب الرحيم