ﺍﻟﻤُﺨَﺪﺭﺍﺕ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ﻳﺆﺩﻯ ﺗﻌﺎﻃﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ
ﺗﺨﺪﻳﺮ ﻛﻠﻰ ﺃﻭ ﺟﺰﺋﻲ ﻣﻊ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺃﻭ ﺩﻭﻧﻪ ﻭﻫﻰ
ﺗﻌﻄﻰ ﺷﻌﻮﺭﺍ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﺑﺎﻟﻨﺸﻮﺓ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ
ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﻠﺒﺔ
ﺃﻭ ﺳﺎﺋﻠﺔ ﺃﻭ ﻣﺴﺤﻮﻗﺎ ﻧﺎﻋﻤﺎ ﺃﻭ ﺑﻠﻮﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ
ﺃﻗﺮﺍﺹ ﺃﻭ ﻛﺒﺴﻮﻻﺕ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭ
ﻭﻫﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷَﻓﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤُﻮﺭﻓﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻜُﻮﻛَﺎﻳﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺪﺍﻳﻮﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻬِﻴﺮﻭﻳﻦ ﻭﺍﻟﺤَﺸﻴﺶ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﺣﺮﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ
ﻭﻣﺸﺘﻘﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﺮﻛﺒﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻨﺺ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ
ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ } ﻛُﻞُّ ﻣُﺴْﻜِﺮٍ ﺧَﻤْﺮٌ ﻭَﻛُﻞُّ ﻣُﺴْﻜِﺮٍ
ﺣَﺮَﺍﻡٌ { ]1 [
ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ } ﻣَﺎ ﺃَﺳْﻜَﺮَ ﻛَﺜِﻴﺮُﻩُ ﻓَﻘَﻠِﻴﻠُﻪُ
ﺣَﺮَﺍﻡٌ { ]2 [
ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﻤﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻳﻐﻄﻴﻪ ﻳﺴﻤﻰ ﺧﻤﺮﺍً ﺷﺮﻋﺎ ﻭﻻ
ﻋﺒﺮﺓ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ
ﺧﺒﺰﺍ ﺃﻭ ﻣﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ
ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ }ﻻ ﺃُﺣِﻞُّ ﻣُﺴْﻜِﺮًﺍ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﺒﺰﺍ ﺃﻭ ﻣﺎﺀ {
]3 [
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻫﻲ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﻬﺎ ﻟﻠﻔﺮﺩ
ﻭﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺬﻛﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ
ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ } ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺐ ﻟﻠﻨﺒﻲ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ { ﺻـ 135 ﻓﻴﻘﻮﻝ :
} ﻭﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺤﺸﻴﺶ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﻜﺮ ﻣﻦ ﺃﺿﺮﺍﺭ
ﺑﺼﺤﺔ ﻣﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻭﺑﻌﻘﻠﻪ ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﺤﺸﺎﺵ ﻣﻀﻄﺮﺏ
ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻣﺘﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ ﺻﺎﻣﺘﺎ
ﺃﻭ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻬﺬﻳﺎﻥ ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺼﺎﺏ
ﺑﻪ ﺍﻟﺤﺸﺎﺵ ﺗﻨﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﻭﺍﻧﻘﺒﺎﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺭ
ﻭﺿﻐﻂ ﻭﺛﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﺗﺨﺪﺭ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﻳﺒﻮﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻢ ﻭﺍﻟﺒﻠﻌﻮﻡ ﻭﺗﻨﺒﻪ ﻓﻲ
ﻣﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺛﻢ ﺗﺸﻮﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ
ﻭﻣﻊ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﺍﻟﺤﺸﺎﺵ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﻋﺒﻮﺱ
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻣﺘﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺑﻄﻲﺀ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ
ﺑﻄﻲﺀ ﺍﻟﻬﻀﻢ ﻣﻨﻤﻞ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻟﻨﺨﻮﺓ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺘﺎﺑﻪ ﺣﺎﻻﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺬﻳﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ {
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺟﻌﻠﺖ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻛﺎﺑﻦ ﺗﻤﻴﻤﺔ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﺷﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻜﺮ ﻭﻟﺬﺍ
ﻓﺄﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻗﺼﺎﺹ ﺍﻟﺤﺸﺎﺵ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺷﺪ
ﻣﻦ } ﺍﻟﺤﺪّ { ﺍﻟﺰﻯ ﻫﻮ ﻗﺼﺎﺹ ﺷﺎﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ
ﺇﻥ ﺣﻜﻤﺔ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﺩ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻫﻲ
ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺻﺤﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺧﻠﻘﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻻ
ﻳﺴﻌﻨﺎ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﻳﻜﻔﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﻄﺐ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ :
} ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺸﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻣﻀﺮﺓ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺃﺧﺮﻭﻳﺔ
ﻭﺇﻧﻬﺎ ﺗﻮﺭﺙ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻛﻞ ﺩﺍﺀ
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻪ ﺩﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ( ]4 [
ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻟﻤﺪﻣﻦ ﻓﻘﺎﻝ } ﻭﻳﺴﺒﺐ ﺍﻟﻜُﻮﻛَﺎﺋﻴﻦ
ﻭﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺴﻤﻢ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﺴﻤﻢ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻳﺼﺎﺣﺒﻪ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﻭﻫﺬﻳﺎﻥ ﻭﻧﺸﺎﻁ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﺴﺒﺐ
ﺗﻨﺒﻪ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﻀﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ
ﻭﻳﻼﺣﻆ ﻋﻨﺪ ﻣﺘﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻜُﻮﻛَﺎﺋﻴﻦ ﺧﻔﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﺒﻮﻝ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ
ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺿﻌﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺗﻘﺒﻴﺾ ﻟﻠﻌﺮﻭﻕ ﻭﺿﻌﻒ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﻠﻤﺴﻰ ﻭﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﺿﻌﻒ
ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺇﻥ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜُﻮﻛَﺎﺋﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺏ ﺃﻭ
ﺍﻷﻡ ﻳﻌﺮﺽ ﺃﻭﻻﺩﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻜُﻮﻛَﺎﺋﻴﻨﻰ ﻭﻣﻨﻪ :
ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺴﻞ ﻭﺍﻻﻧﺪﻓﺎﻉ ﻧﺤﻮ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ { ]5 [
ﻭﻟﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺣﺮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﻌﻈﻢ ﺣﻔﻈﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻭﻗﺎﻳﺔ
ﻟﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻟﻌﻞ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﻤﻀﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻜﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﺍﻷﻣﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻢ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻻﺗﺠﺎﺭ ﺑﺎﻟﻤﺴﻜﺮﺍﺕ
ﻭﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺗﺪﺍﻭﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻬﺮﻳﺒﻬﺎ ﺃﻭ
ﺯﺭﺍﻋﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﻬﺎ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ
ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺘﻬﺎ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ
ﻳﺆﻳﺪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﺑﺤﻜﻤﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ
ﻭﺑﻨﻔﻌﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻭﻧﻬﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘّﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺷﺮﺏ
ﺣﻤﻰ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺻﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﻓﺘﻮﺭ ﺃﻱ ﺿﻌﻒ ﻭﺍﻧﻜﺴﺎﺭ
ﻭﺧﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺴّﻜﺮ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻮﺍﻉ
ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ :
ﺍﻟﻘَﺖ ﻭﺍﻟﺪَﺍﺗُﻮﺭﺓ ﻭﺟُﻮﺯﺓ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺍﻟﺒَﺎﻧﺠُﻮ ﻭﺍﻟُﺪﺧﺎﻥ
ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﻔﺘّﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺮﻭﻳﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻨﺪ ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﻴﺚ
ﻗﺎﻟﺖ
} ﻧَﻬَﻰ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋَﻦْ ﻛُﻞِّ
ﻣُﺴْﻜِﺮٍ ﻭَﻣُﻔْﺘِﺮٍ { ]6 [
ﻭﺍﻟﻤﻔﺘّﺮﺍﺕ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﺻﺤﻴﺔ
ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﺎﻟﺘﻌﻮّﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻎ ﺍﻟﻘَﺎﺕ
ﻳﺆﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻌﻮﻗﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻔﻘﺪﺍﻥ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ
ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻭﺗﻔﺸﻰ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ
ﻭﺍﻟﺪَﺍﺗﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﻔﺘّﺮﺓ ﻭﻗﺪ ﺗﺆﺩﻯ
ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻞ ﻣﺘﻌﺎﻃﻴﻬﺎ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺪَﺍﺗﻮﺭﺓ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﺍﻟﺒﺎﺫﻧﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑﻨﺒﺎﺗﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺃﻋﺮﺍﺽ
ﺍﻟﺘﺴﻤﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺑﺬﻭﺭﻫﺎ
ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺟﻔﺎﻑ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻄﺶ
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ ﺑﺸﺮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻳﺘﺒﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﻏﻤﺎﺀ ﻭﻋﺪﻡ
ﻭﻋﻰ ﻭﺗﺘﺴﻊ ﺣﺪﻗﺘﺎ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﺘﺸﻨﺞ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ
ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎﺓ
ﺃﻣﺎ ﺟًﻮﺯﺓ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺑﻜﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺃﺣﺪﺛﺖ
ﺗﻘﻠﺼﺎﺕ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻲ ﻭﻗﺪ
ﺗﺴﺒﺐ ﺍﻻﺧﺘﻨﺎﻕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻭﺍﻟﺒَﺎﻧﺠﻮ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻜﺎﺭ
ﻭﻳﻮﺭّﺙ ﺍﻟﺨﺒﺎﻝ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ } ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻛﺈﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﻓﻊ ﺃﻟﻢ ﺣﺎﺩ ﺃﻥ
ﻳﻌﻄﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺞ ] ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﺎﻧﺠﻮ [ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﻢ ﺃﻭ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﻢ ﺃﻭ
ﺑﺎﻟﺤﻘﻦ ﻷﻧﻬﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ } ﻭﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺗﺒﻴﺢ
ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭﺍﺕ { ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﻮﻡ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
} ﻓَﻤَﻦِ ﺍﺿْﻄُﺮَّ ﻏَﻴْﺮَ ﺑَﺎﻍٍ ﻭَﻻَ ﻋَﺎﺩٍ ﻓَﻼ ﺇِﺛْﻢَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠّﻪَ
ﻏَﻔُﻮﺭٌ ﺭَّﺣِﻴﻢٌ { ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ173 ]7[
ﻭﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺘّﺮﺍﺕ ﻻ ﺗﺒﻠﻎ ﺣﺪّ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ
ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻤﺘﻌﺎﻃﻴﻬﺎ ﻣﻘﺪّﻣﺎﺗﻪ ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ
ﺗﺤﺮﻳﻤﻬﺎ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ }ﻭَﻳُﺤَﺮِّﻡُ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢُ ﺍﻟْﺨَﺒَﺂﺋِﺚَ {
ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ157
ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺮّﻫﻬﺎ ﻭﺣﻤﻞ ﺍﻟﻨﻬﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ
} ﻧَﻬَﻰ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋَﻦْ ﻛُﻞِّ
ﻣُﺴْﻜِﺮٍ ﻭَﻣُﻔْﺘِﺮ { ]8 [ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ
ﻭﻧﺤﻦ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﻜﺮﺍﻫﺘﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺼﻞ
ﺑﻤﺘﻌﺎﻃﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺿﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺁﻧﻔﺎ ﺗﺠﻌﻞ
ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻞ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﻗﻞ ﻳﺮﻓﺾ ﺗﻌﺎﻃﻴﻬﺎ ﺣﻔﺎﻇﺎ
ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻩ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﻔﺎﻇﺎ
ﺑﻤﻜﺎﻧﺘﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺻﻮﻧﺎ ﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎﻩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
]1[ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ]2[ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ]3[
ﺍﻟﻤﺤﻠﻰ ﻻﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺟـ8 ﻭﺍﻟﻤﻐﻨﻰ ﻻﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﻪ ﺟـ9 ﺻـ 159 ]4[ ﻧﻘﻼّ ﻋﻦ
ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﺎﺭ /ﺣﺴﻦ ﻋﻜﻮﺵ
ﺻـ229 ]5[ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺐ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ، ﺩ / ﺳﻌﻴﺪ
ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﺻـ 136 ]6[ ﺳﻨﻦ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪﻩ
ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ]7[ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺩ /ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻜﺮ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ
ﺻـ296 ]8[ ﺳﻨﻦ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪﻩ ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
تسلم ايدك