وهناك من النسوة من يحملن بعد سنتين أو أكثر من الولادة. فلماذا هذا التباين؟ وما هو السبب؟ وكيف يمكن التحكم في زمن الحمل التالي؟
جرت العادة عند كثير من الشعوب والأمم أن المرأة تَطْهُر بعد مرور 40 يوما بعد الوضع، وتصبح جاهزة للمعاشرة الزوجية. إن هذا الإرث التاريخي التي تتداوله الأمم هو قراءة طبيعية فطرية لحالة المرأة بعد الولادة. ما هي التغيرات العضوية والوظيفية بعد الولادة؟
يتغير جسم المرأة خلال فترة الحمل تغيرات هائلة جدا حتى تتناسب مع الوضع الجديد، من ناحية كمية ونوع الهرمونات، وكمية السوائل والأملاح في الجسم، كما يتغير نشاط الأعضاء الموجودة في الحوض مثل المبيض والرحم والمثانة وغيرها. وحتى تعود هذه الأعضاء إلى وضعها الطبيعي تحتاج إلى فترة معدلها ستة أسابيع (40 يوما تقريبا). حيث يحتاج الرحم إلى أن يعود إلى حجمه الطبيعي السابق للحمل، كما يبدأ عنق الرحم بالانقباض ليعود إلى وضعه الطبيعي بعد أن تَمَدد خلال الولادة المهبلية إلى أقصى ما يمكن، وبهذا يصبح جسم المرأة جاهزا للحمل من جديد بعد أربعين يوما من الولادة. متى يبدأ التبويض عند المرأة بعد الولادة؟
تختلف المدة التي يبدأ بعدها التبويض بين امرأة وأخرى، وقد يبدأ المبيض بإطلاق البويضة بعد الولادة مباشرة، وقد تؤثر الرضاعة الطبيعية وطول فترتها على زمن إطلاق البويضة، فهناك من النساء المرضعات من لا يحملن ما دمن يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية كاملة مشبعة للطفل ومفرغة للثديين، لان ذلك يزيد من إفراز هرمون الحليب – برولاكتين – وهو هرمون مانع للحمل بسبب نشاطه الفسيولوجي المانع للهرمونات الجنسية عند الإناث والذكور على السواء، كما تغيب الدورة الشهرية عند النساء المرضعات، أما المرأة التي لا ترضع طفلها أو ترضعه تشكل متقطع هي اكثر عرضة للحمل بعد مرور ستة أسابيع (معدل 40 يوما ) من الولادة. هل الرضاعة الطبيعية فترة ضامنة لعدم الحمل؟
لا تعتبر فترة الرضاعة فترة مانعة للحمل دائما، ولكن الأم التي تجهد في إرضاع طفلها، وخاصة في الليل تؤدي إلى تفريغ الثديين، وبالتالي يزيد إفراز هرمون الحليب الذي يعمل على منع الحمل بشكل طبيعي. أما إذا نامت المرضع وثدييها مليئة بالحليب فسوف يقل إفراز هرمون الحليب وتزيد فرصة الحمل مرة ثانية.
لذا على المرأة التي لا ترغب في الحمل مبكرا أن ترضع طفلها وتشبعه بشكل كامل مدة طويلة، حتى يستعيد جسمها مكوناته التي فقدها مع الولادة أو الرضاعة. وقد تكون مدة سنتين كافية لذلك. وهي تعليمات سماوية أنزلت في القرآن الكريم، وتدعو إليها الدوائر الصحية الغربية والعالمية لما أفرزته البحوث العلمية الحديثة التي تدعم الرضاعة الطبيعية مدة سنتين أو اكثر.
الأم المرضعة تحتاج إلى طريقة مانعة للحمل خالية من الإستروجين، وتفضل الطرق المانعة للحمل التي تعتمد على هرمون البروجسترون فقط أو اللولب أو الموانع الموضعية الأخرى سواء من قبل الزوجة أو الزوج.