تخطى إلى المحتوى

الدليل الصحي لأكثر الأمراض المعدية شيوعاً 2024

مع حلول فصل الصيف، يكثر انتقال الأمراض المعدية بين أفراد العائلة الواحدة، وخصوصاً بين الأطفال. وتشير دراسات صادرة من «منظمة الصحة العالمية»، في هذا الإطار، إلى أن التسمّم الغذائي يعدّ من بين أكثر الأمراض الجرثومية شيوعاً صيفاً، وينتج عن تناول الأطعمة والمشروبات الملوّثة بجراثيم المرض، وأبرزها: جرثومة «السلمونيللا» Salmonella typhi والتي تنتقل من الأمعاء الدقيقة إلى الدم مسبّبة الإسهال والأمراض المعوية الأخرى. ويعزو الباحثون تزايد نسبة الإصابة بالجراثيم في هذا الفصل إلى تناول الأطعمة والمشروبات الجاهزة، واستعمال أدوات المرضى بفعل الاختلاط بهم في المصايف والأماكن العامة.

تحدث الإصابة بالأمراض المعدية نتيجة مجموعة من الكائنات الحيّة المجهرية، أبرزها:

* البكتيريا Bacteria: كائنات حية دقيقة لا ترى بالعين المجرّدة، يتكوّن جسمها من خليّة واحدة، تعيش في البيئات المختلفة، ولها أشكال عدّة،

كـ «المكورات» Cocci و«العصيات» Bacilli والملتويات Spirochetes. ويؤكّد الباحثون في مركز الوقاية والتحكّم في الأمراض بأميركا «أن بعض البكتيريا نافع يقوم بتحطيم المواد العضوية وإعادتها لدورتها الطبيعية، فيما البعض الآخر منها ضار ويحدث الإصابة بالتهاب الحلق والسعال والرشح والرئة، ويعالج بالمضادات الحيوية».

* الفيروسات Viruses: تكون أصغر حجماً من البكتيريا، حيث لا ترى سوى بالمجهر وتعيش داخل الخلايا حصراً. يتكوّن جسم الفيروس من نوعين من الأحماض النووية، هما: DNA وRNA. وتتسبّب في عدد من الأمراض كالانفلونزا والحصبة، وتعالج بمضادات الفيروسات.

* الفطريات Fungi: تكون أكبر من البكتيريا في حجمها، نظراً إلى أنها متعدّدة الخلايا. وتختلف الفطريات عن الفيروسات في إمكانية العيش خارج الخلايا، علماً أن بعضها نافع يقوم بتحليل الكائنات الحية، فيما البعض الآخر يتسبب في الالتهابات، كالالتهابات الفطرية المهبلية، والفطريات المعوية، وتعالج بمضادات الفطريات.

* الكلاميديا Chlamydia: تعيش هذه الكائنات داخل الخلايا كالفيروسات، ولكنها تحمل صفات البكتيريا. تعالج بالمضادات الحيوية، علماً أنها تتسبب في عدد من الالتهابات كالتهابات العين والالتهابات الرئوية.

* الديدان Worms: طفيليات تعيش على جسم الإنسان وتسبّب عدداً من الأمراض، أبرزها: البلهارسيا وبعض الأمراض المعوية الأخرى، تتم معالجتها بأدوية طرد الديدان.

آلية الإصابة

تبدأ الإصابة بدخول الكائنات الحية سالفة الذكر إلى الجسم بواسطة الجلد أو الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي. وتشير أبحاث صادرة مؤخراً، في هذا الإطار، إلى قدرة هذه الكائنات على الانقسام الهائل بعد دخول الجسم، فالبكتيريا تنقسم مرّة كل 20 دقيقة، بحيث أن بكتيريا واحدة يمكن أن تصبح أكثر من مليون بكتيريا في غضون 8 ساعات. وتجدر الإشارة إلى أن المرض ينشأ نتيجة تغلّب هذه الكائنات على مناعة الجسم ومدى قوة جهاز المناعة.

مضاعفات العدوى

وثمة مضاعفات صحية تحدثها الإصابة بالكائنات الحية الضارة والتي يكثر انتشارها في الصيف نتيجة ارتفاع درجــة الحرارة وكثرة الاختلاط وتلوّث الهواء. ويندرج عدد من الأمراض المعدية تحت فئات عدة، أبرزها:

1 الأمراض الجرثومية، وتشمل:

* التهاب البلعوم Pharyngitis: يعاني الأطفال من التهاب البلعوم في الصيف بسبب الجراثيم، كالجراثيم العقدية Streptococcus، وغيرها… وينتج عن هذا الالتهاب تقيّح في اللوزتين وتضخّم مؤلم في العقد اللمفاوية. ولذا، يقوم الطبيب بأخذ مسحة من البلعوم لإجراء اختبار سريع خاص بالجراثيم العقدية، ما يساعده في تشخيص المرض وعلاجه. ويرتكز العلاج في غالبية الحالات على المضادات الحيوية،

كـ «البنسلين» Penicillin أو «الإيريثرومايسين» Erythromycin في حال معاناة المصاب من الحساسية بسبب البنسلين.

* الـعـدوى بـالمـكـورات العنقـوديـة Staphylococcal Infections: ثمة أنواع عدة من هذه المكورات التي تتسّبب في عدد من الالتهابات الشائعة، أبرزها: انتشار الدمامل في الجسم، والالتهابات الرئوية، والتسمّم الغذائي.

* حمى التيفوئيد Typhoid Fever: تحدث الإصابة بهذا النوع من العدوى نتيجة تناول الطعام أو الشراب الملوّث بـ «السلمونيللا» التي تنتقل من الأمعاء الدقيقة إلى الدم، ومنه إلى الكبد والطحال حيث تتكاثر فيهما، لتعبر بعد ذلك إلى المرارة ومنها إلى الأمعاء مرّة أخرى. ويمرّ المرض بمراحل مختلفة في حال عدم تناول العلاج المناسب، أبرزها:

* في الأسبوع الأول: ترتفع درجة الحرارة، وتظهر الآلام العضلية والسعال الخفيف والإمساك.

* في الأسبوع الثاني: يبدأ الطفح الجلدي على البطن، ويظهر الإسهال ويتضخّم الطحال.

* في الأسبوع الثالث: يظهر الإعياء على المريض وتسوء حالته، وقد تحدث العديد من المضاعفات التي قد تؤدي إلى الوفاة، كالنزيف الحاد والالتهاب الرئوي والتهاب عضلة القلب.

ويعتمد العلاج على استخدام المضادات الحيوية المناسبة، حسب توصية الطبيب.

* التسمّم الغذائي: يعدّ من بين أكثر عدوى الصيف شيوعاً، إذ ينتج عن تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة بالميكروبات من الخارج. وهناك عدد من الجراثيم والفيروسات التي تتسبب في حالات التسمم الغذائي، أبرزها:

* جرثومة «السلمونيللا» التي غالباً ما يكون مصدرها البيض النيء والدجاج غير المطهو جيداً.

* الجراثيم العنقودية التي تفرز ميكروباً معوياً، يصل إلى الطعام من تلوّث أيدي مقدّمي الطعام.

* بعض الفيروسات الصغيرة الدائرية الشكل، ومنها: فيروس «كورونا» Corona، وفيروس «روتا» Rota virus.

وتتمثّل أعراض التسمم الغذائي، في: القيء والإسهال وألم البطن. وفي الحالات الخطيرة، قد يحدث جفاف ودوار مستمر.

وتشير دراسات «منظمة الصحة العالمية» إلى أن معظم حالات التسمّم الغذائي تكون بسيطة، وتختفي في غضون يوم إلى 3 أيام من حدوث العدوى. وينصح في أثنائها بتعويض الجسم بالسوائل والشوادر والأملاح المفقودة عن طريق الفم في الحالات البسيطة، أو الوريد في الحالات الخطرة من التسمم. ويحذّر الأطباء من تناول المضادات الحيوية لحالات الإسهال والقيء، حيث يقتصر تناولها على الحالات الشديدة من الإصابة بجرثومة «السلمونيللا» بإشراف الطبيب.

وللوقاية، ينصح بالاهتمام بالنظافة الشخصية والغسيل الجيد لليدين والتأكّد من صحة العاملين في المطاعم مع الطهي الجيد للحوم، وخصوصاً الدواجن.

2 الأمراض الفيروسية، تشمل:

* الانفلونزا Influenza: مرض فيروسي شائع يصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتكثر الإصابة به في فصل الشتاء، إلا أن البعض يصاب به في فصل الصيف نتيجة ضعف مناعة الجسم وافتقاره للسوائل وكثرة الاختلاط.

أعراضه: آلام شديدة في البلعوم والعضلات وأسفل الظهر، والتعب والصداع والسعال والعطس. وتجدر الإشارة إلى أن ما يميّز الانفلونزا عن الزكام هو ارتفاع درجة الحرارة الذي يستمر لثلاثة أيام، وقد يصل لأسبوع كامل.

وهناك عدد من الخطوات العلاجية للتغلّب على الفيروس، أبرزها:

* الإكثار من تناول السوائل والعصائر الطبيعية المحتوية على الفيتامين «سي» C كالبرتقال والليمون الحامض.

* استعمال المسكّنات لخفض الحرارة.

* البعد عن استخدام المضادات الحيوية التي لا تمتلك تأثيراً على الفيروسات سوى في حالة حدوث مضاعفات جرثومية، كالتهاب الجيوب الأنفية والتهاب الرئة، إضافة للالتهاب الفيروسي.

* جدري الماء Chickenpox: يصيب الأطفال دون سن العاشرة، وكذلك البالغين في حال عدم الإصابة المسبقة به أو أخذ اللقاح اللازم. تنتقل العدوى عن طريق الرذاذ أو التلامس الجلدي، وتتفاوت مدة الحضانة من 14 إلى 17 يوماً. تبدأ الأعراض بظهور طفح جلدي على الجذع والوجه والأطراف في صورة طفح حويصلي يحمل سائلاً في داخله، ويرتكز العلاج على مضادات «الهستامين» ومحلول «كلامينا» Calamine لتخفيف الحكة والشفاء من المرض.

نصائح وقائية عامّة من الأمراض المعدية

1 – الاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة وعدم استعمال أدوات الغير، والحرص على غسل الفاكهة والخضراوات جيداً قبل استعمالها في الطعام، والتقليل من تناول الأطعمة الجاهزة من الخارج.

2 – أخذ اللقاح اللازم في مواعيده (تطعيم الانفلونزا) لتحفيز جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة تقاوم الكائنات الحية إذا هاجمت جسم المرء.

3 – استخدام المضادات الحيوية في حال الإصابة بأحد الأمراض البكتيرية كالتهاب البلعوم أو الالتهاب الرئوي. ويحذّر خبراء الصحة، في هذا الإطار، من الإفراط في استعمال هذه المضادات الحيوية حتى لا تتسبّب في إنتاج جيل من الجراثيم مقاوم للمضادات المعروفة، فتكون سبباً في فشل علاج الأمراض الناتجة عنها.

4 – سرعة استشارة الطبيب عند ظهور أي من أعراض ارتفاع الحرارة أو التهاب الحلق أو ظهور طفح جلدي أو إسهال أو قيء، لتفادي المضاعفات الخطيرة التي قد تنتج عن الإصابة بالكائنات الحية الضارة والتي يكثر انتشارها في الصيف

    مشكورة

    موضوع جميل

    بارك الله فيك
    اكثر شي يقي من الامراض النظافة الشخصية و التعقيم

    بارك الله فيك حبيبتي
    شكرا على المعلومه

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.