أخبار الطبي. وجدت دراسة أن الأطفال اللذين يشاهدوا الرسوم الكرتونية سريعة الوتيرة كانوا الأسوأ في اختبارات التركيز من الأطفال الذين يشاهدوا رسوم كرتونية تربوية و تعليمية.
الرسوم الكرتونية سريعة الوتيرة تؤدي إلى اثار سلبية على الأطفال ، لأن العرض السريع للأحداث تشرك الحواس بدلا من مشاركة مناطق الدماغ التي تعمل على الذاكرة والسيطرة، وحل المشكلات.
فعندما يرى الطفل شخصية للرسوم المتحركة الذي يقفز من مكان إلى آخر بشكل سريع أكثر بكثير مما هو عليه في الحياة الحقيقية، فهذا يؤدي إلى أن يصبح الطفل عصبيا ويحول دون القدرة على التركيز."
تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالحد من التلفزيون للأطفال و عدم السماح بمشاهدة التلفاز نهائياً لمن هم دون سن السنتين.
للآباء و الأمهات؛ أن يكونوا على علم ببعض آثار هذه البرامج على الأطفال.و بهذه الطريقة يمكن أن يقرروا كم من الوقت يجب أن يشاهد الطفل التلفاز و نوعية البرامج التي سيشاهدها.
وفقاً لدراسة جديدة تبين أن أداء الأطفال الذين شاهدوا فقط تسع دقائق من الرسوم الكارتونية سريعة الوتيرة و الخطى, أسوأ في اختبارات روتينية للإهتمام والتركيز و غيرها من المهارات الأخرى مقارنة مع الأطفال الذين رسموا صوراً أو شاهدوا رسوم تعليمية و تربوية بطيأة الوتيرة.
تقول الباحثة الدكتورة أنجيلاين ليلارد و هي أستاذة علم نفس في جامعة فرجينيا, شارلوتسفيل : " أن الأطفال في سن الأربع سنوات الذين كانوا يشاهدون الرسوم المتحركة سريعة الخطى ثم خضعوا للإختبارات, وُجِدَ أن ذلك قد أعاق استعدادهم للتعلم ".
تفاصيل الدراسة:
قالت ليلارد بأن الخبراء ناقشوا طويلاً ما إذا كان التلفزيون يؤثر سلباً على انتباه الأطفال, وبينت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون و البرامج الترفيهية أو العنيفة, لها آثار سيئة في وقت لاحق عندما يتعلق الأمر بالإنتباه و الإهتمام و الإلتزام بمهمة.
و تم القيام بالبحوث الأقل بشأن الآثار الفورية من البرامج سريعة الإيقاع. و قررت ليلارد بأنه يجب التركيز على ذلك.
و اختارت ليلارد 60 طفل و طفلة بعمر الأربع سنوات في ثلاث مجموعات :
المجموعة الأولى شاهدت رسوماً كرتونياً سريع الإيقاع و الوتيرة, حول الإسفنج المتحرك الذي يعيش تحت سطح البحر (سبونج بوب).
المجموعة الثانية شاهدت رسوماً كرتونياً تعليمياً ذات وتيرة بطيأة, و الذي يظهر مرحلة المدرسة النموذجية في الولايات المتحدة.
المجموعة الثالثة رسمت و لونت بالطباشير و الأقلام.
قدمت للأطفال – بعد العرض مباشرة – مجموعة متنوعة من الإختبارات لتقييم انتباههم و قدرتهم على حل المشاكل و غيرها من المهارات. في أحد الإختبارات قام الباحثون بقياس قدرة الأطفال على تأخير المتعة و الإشباع من خلال رؤية ما إذا كان بإمكانهم صد الوجبات الخفيفة و السريعة. و في اختبار آخر, تم قياس قدرتهم على حل المشاكل عن طريق طلب من الأطفال بأن ينقلوا أقراص من مكان إلى آخر.
الأطفال الذين شاهدوا الرسوم المتحركة سريعة الوتيرة و الإيقاع كانوا أسوأ في الإختبارات من المجموعتين الأخرتين. فعلى سببيل المثال؛ 70% من الأطفال الذين رسموا نجحوا في اختبارات حل المشاكل و نقل الأقراص (و هذه نتيجة جيدة بالنسبة للعمر). و نجح 35% من مشاهدين البرامج التعليمية, و لكن نجح 15% فقط من مشاهدين الكرتون سريع الوتيرة.
و الذين شاهدوا الكرتون سريع الخطى و الإيقاع كانوا أقل قدرة من غيرهم في اختبار تأجيل المتعة و متابعة الإتجاهات و الأوامر.
لا يمكن أن تقول ليلارد ما إذا كان التأثير طويل المدى أم لا. و قالت : " قمنا بدراسة للمتابعة مع الأطفال في سن الست سنوات, و مازالت الآثار موجودة, و لكن ليست موجودة بقوة ".