يستحب للناس التكبير في ليلتي العيدين في مساجدهم ومنازلهم وطرقهم مسافرين كانوا أو مقيمين ؛ لظاهر الآية :
{ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ }
البقرة : 185
ويكبرون في الطريق إلى العيد ، ويرفعون أصواتهم به ، وقد جاء فيه آثار كثيرة جداً عن الصحابة والتابعين
والنساء يكبرن ولكن بخفض الصوت ، لما جاء في حديث أم عطية :
[ كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد ، حتى نخرج البكر من خدرها ، حتى تخرج الحيض ، فيكن خلف الناس فيكبرن بتكبيرهم ، ويدعون بدعائهم ، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته ] الراوي: أم عطية نسيبة الأنصارية المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 971خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
[ أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق ، فأخذها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود ] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 948خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
*****
قال ابن قدامة : وهذا يدل على أن التجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهوراً
وكان ابن عمر يلبس في العيد أحسن ثيابه
وفي الغسل ورد أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى
والتجمل يكون في اللباس والهيئة من إحفاء الشوارب وتقليم الأظافر ولبس أحسن الثياب ؛ وذلك يختلف باختلاف الناس واختلاف البلاد
الأكل قبل صلاة العيد :
[ كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ، ولا يطعم يوم الأضحى ، حتى يصلي ]
الراوي: بريدة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترمذي – الصفحة أو الرقم: 542
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فدلت الأحاديث على أنه كان يداوم على الأكل في الفطر قبل الصلاة ، ويؤخر الأكل يوم النحر حتى ينحر ليأكل من أضحيته .
وقال ابن المنير : وقع أكله – في كل من العيدين
في الوقت المشروع لإخراج صدقتهما الخاصة بهما فإخراج صدقة الفطر قبل الغدو إلى المصلى
وإخراج صدقة الأضحية بعد ذبحها .
التبكير في الخروج للعيد :
– قال الله تعالى : { فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ }
المائدة : 84
والعيد من أعظم الخيرات ، وقد دلت النصوص على فضيلة التبكير إلى الجماعات والجمعات ، والدنو من الإمام ، وفضيلة الصف الأول ؛ والعيد يدخل في ذلك .
عن البراء رضي الله عنه قال :
[ إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ، ثم نرجع فننحر ، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ، و من ذبح قبل ذلك ، فإنما هو لحم قدمه لأهله ، ليس من النسك في شيء ] الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو
الرقم: 2024خلاصة حكم المحدث: صحيح
[ أمرنا ( تعني النبي صل الله عليه وسلم ) أن نخرج في العيدين ، العواتق وذوات الخدور .
وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين ]
الراوي: أم عطية نسيبة الأنصارية المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 890
خلاصة حكم المحدث: صحيح
*****
ويجب عليهن التستر وعدم السفور والطيب والزينة التي فيها فتنة للرجال
*****
وأما خروج الصبيان عن ابن عباس رضي الله عنهما :
[ خرج النبي صل الله عليه وسلم يوم عيد ولولا مكاني منه ما شهدته من الصغر فأتى دار كثير بن الصلت فصلى ركعتين قال : ثم خطب وأمر بالصدقة قال : ولم يذكر أذانا ولا إقامة ] الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر – المصدر: مسند أحمد – الصفحة أو الرقم: 5/79خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
المشي إلى المصلى :
ورد عن علي رضي الله عنه قوله : من السنة أن يأتي العيد ماشياً
قال الترمذي : والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهـل العلم يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشياً
قال مالك : نحن نمشي ومكاننا قريب ، وإن بَعُدَ ذلك عليه فلا بأس بالركوب
وقال أحمد : يستحب أن يذهبوا رَجّالة إلى العيدين والجمعة
وقال ابن المنذر : المشي إلى العيد أحسن وأقرب إلى التواضع ولا شيء على من ركب
عن جبير بن نفير قال : كان أصحاب رسول الله -صل الله عليه وسلم – إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبّل الله منا ومنك
وصيغة التهنئة بالعيد تكون بحسب عرف أهل البلد ما لم تكن بلفظٍ محرم أو فيه تشبه بالكفار ؛ كأن يأخذ ألفاظ تهنئتهم بعيدهم .
روى جابر رضي الله عنه : كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيد خالف الطريق
وفعله -صل الله عليه وسلم- تلمّس له العلماء حِكَماً عديدة جمع الحافظ منها أكثر من عشرين حكمة
وذكر منها :
1- لإظهار شعائر الإسلام . 2 – ليشهد له الطريقان .
3- لإظهار ذكر الله -تعالى- . 4- لإغاظة المنافقين أو اليهود .
5- السلام على أهل الطريقين . 6- أو تعليمهم .
7- أو الصدقة . 8- أو ليصل رحمه .
الفرح بالعيد :
1- روت عائشة رضي الله عنها :
[ دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار . تغنيان بما تقاولت به الأنصار ، يوم بعاث . قالت : وليستا بمغنيتين . فقال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك في يوم عيد . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا بكر ! إن لكل قوم عيدا . وهذا عيدنا ] الراوي: عائشة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 892
خلاصة حكم المحدث: صحيح
*****
قال الحافظ : وفي هذا الحديث من الفوائد مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم من بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة
فتأمل فضل الله تعالى : يفرح المسلمون بالعيد ويؤجرون على هذا الفرح ؛ لأنه من شعائر الدين . ولكن ليُعلمْ أن هذا الفرح يجب أن يكون في حدود المشروع ، وأما إشغال الأعياد بالمنكرات والغناء فليس من الفرح المشروع بل من نزغ الشيطان ، ألا تراه في الرواية الأخرى قال : تغنيان بدف فيقتصر على ذلك ، والزيادة عليه ممنوعة لنصوص أخرى ليس هنا مجال ذكرها .
2 – اجتماع الناس على الطعام في العيد سنة ؛ لما فيه من إظهار هذه الشعيرة العظيمة ، قال شيخ الإسلام : جمع الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله .
وجزاكِ الله خيراً
ولايحرمكم من فضله ، ويحفظ أسرتكم وأحبتكم ،
ويسعدكم ،ويفرج همكم ، وييسر أمركم ، ويغفر لكم ولوالديكم وذريتكم ،
وأن يبلغكم أسمى مراتب الدنيا وأعلى منازل الجنة .
اللهم آمين
سعدت باطلالتكم العطرةاسعدكم الله واكرمكم ونعمكم فى الدارين