تخطى إلى المحتوى

الصيام و الصحة النفسية 2024

الونشريس

جاء رمضان .. زائر عظيم نستقبله كل عام .. أجواء روحانية نعيشها خلال أيام هذه الشهر ولياليه ..
الونشريس

وفي هذه المناسبة فإننا نعرض هذه التأملات والحقائق عن العلاقة بين الصيام والحالة النفسية،ومدى تأثير هذا الشهر الكريم علي الصحة النفسية للمرضي النفسيين وعلي الأصحاء أيضاً .. ومن وجهة نظر الطب النفسي فإن للصوم آثار ايجابية في تقوية الارادة

الونشريس

وتحدى مقدرة الفرد علي الصبر والطاعة والعودة الي الله.. وكل هذه اسلحة فعالة للوقاية والعلاج من أمراض العصر النفسية،ووسيلة مضمونة للتخلص من العادات المرضية السلبية ايضاً مثل التدخين والإدمان والانحرافات السلوكية ..

الونشريس

الأثار النفسية للصيام:

لعل أهم ما يميز شهر رمضان عن بقية العام هو الصيام الذى يعني الامتناع عن تناول الطعام والشراب وممارسة الشهوات خلال النهار ، بالإضافة الي الجو الروحاني الخاص الذى يميز هذا الشهر من المشاركة العامة بين الافراد في تنظيم اوقاتهم خلال اليوم بين العبادة والعمل في فترات محددة وتخصيص اوقات موحدة يجتمعون فيها للإفطار ،

الونشريس

وهذه
المشاركة في حد ذاتها لها أثر ايجابي من الناحية النفسية علي المرضي النفسيين الذين يعانون من العزلة ويشعرون ان إصابتهم بالاضطراب النفسي قد وضعت حاجزاً بينهم وبين المحيطين بهم في الأسرة والمجتمع .. وشهر رمضان بما يتضمنه من نظام شامل يلقي بظلاله علي الجميع حين يصومون خلال النهار ، وتتميز سلوكياتهم عموماً بالالتزام بالعبادات ، ومحاولات التقرب الي الله

الونشريس

وتعم مظاهر التراحم بين الناس مما يبعث علي الهدوء النفسي والخروج من دائرة الهموم النفسية المعتادة التي تمثل معاناة للمرضي النفسيين فيسهم هذا التغيير الايجابي في حدوث تحسن في حياتهم النفسية .

الونشريس

وللصوم آثار ايجابية في تقوية الإرادة التي تعتبر نقطة ضعف في كل مرضي النفس،كما ان الصوم هو تقرب الي الله يمنح أملاً في الثواب ويساعد علي التخلص من المشاعر السلبية المصاحبة للمرض النفسي ، كما ان الصبر الذى يتطلبه الامتناع عن تناول الطعام والشراب والممارسات الأخرى خلال النهار يسهم في مضاعفة قدرة المريض علي الاحتمال مما يقوى واجهته ومقاومته للأعراض المرضية ..

الونشريس

ولهذه الأسباب فإننا في ممارسة الطب النفسي ننصح جميع المرضي بالصيام في رمضان ونلاحظ ان ذلك يؤدى الي تحسن حالتهم النفسية .
الونشريس

الصوم علاج للاكتئاب و القلق و الوسواس:

الإكتئاب النفسي هو مرض العصر الحالي ، وتبلغ نسبة الاصابة به 7% من سكان العالم حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية ، واهم اعراض الاكتئاب الشعور باليأس والعزلة وتراجع الإرادة والشعور بالذنب والتفكير في الانتحار ،والصوم بما يمنحه للصائم من امل في ثواب الله يجدد الرجاء لديه في الخروج من دائرة اليأس ، كما ان المشاركة مع الآخرين في الصيام والعبادات والأعمال الصالحة خلال رمضان يتضمن نهاية العزلة التي يفرضها الاكتئاب علي المريض

الونشريس

وممارسة العبادات مثل الانتظام في ذكر الله وانتظار الصلاة بعد الصلاة في هذا الشهر تتضمن التوبة وتقاوم مشاعر الاثم وتبعد الاذهان عن التفكير في ايذاء النفس بعد ان يشعر الشخص بقبول النفس والتفاؤل والأمل في مواجهة اعراض الاكتئاب .

الونشريس

اما القلق فإنه سمة من سمات عصرنا الحالي ، وتقدر حالات القلق المرضي بنسبة 30-40% في بعض المجتمعات ، والقلق ينشأ من الانشغال بهموم الحياة وتوقع الأسوأ والخوف علي المال والأبناء والصحة ، وشعور الاطمئنان المصاحب لصيام رمضان ، وذكر الله بصورة متزايدة خلال رمضان فيه ايضاً راحة نفسية وطمأنينة تسهم في التخلص من مشاعر القلق والتوتر .

الونشريس

والوساوس القهرية يعاني منها عدد كبير من الناس علي عكس الانطباع بأنها حالات فردية نادرة ، فالنسبة التي تقدرها الإحصائيات لحالات الوسواس القهرى تصل الي 3% مما يعني ملايين الحالات في المجتمع

الونشريس

وتكون الوساوس في صورة تكرار بعض الأفعال بدافع الشك المرضي مثل وسواس النظافة الذى يتضمن تكرار الاغتسال للتخلص من وهم القذارة والتلوث ، وهناك الأفكار الوسواسية حول امور دينية او جنسية او افكار سخيفة تتسلط علي المرضي ولا يكون بوسعهم التخلص منها

الونشريس

ويسهم الصوم في تقوية ارادة هؤلاء المرضي، واستبدال اهتمامهم بهذه الأوهام ليحل محلها الانشغال بالعبادات وممارسة طقوس الصيام والصلوات والذكر مما يعطي دفعة داخلية تساعد المريض علي التغلب علي تسلط الوساوس المرضية .

الونشريس

فرصة الصوم .. وحل هذه المشكلات :

من وجهة نظر الطب النفسي فإننا ننظر الي الصوم وقدوم شهر رمضان علي انه فرصة جيدة وموسم هام يساعدنا في مواجهة الكثير من المشكلات النفسية ، والمثال علي ذلك حالة المدخنين الذين اعتادوا علي استهلاك السجائر بانتظام خلال الأيام العادية بمعدل زمني لا يزيد عن دقائق معدودة بين اشعال سيجارة بعد سيجارة حتي يتم الاحتفاظ بمستوى معين من مادة النيكوتين التي تم تصنيفها ضمن مواد الإدمان ..

الونشريس

ان قدوم شهر الصيام والاضطرار الي الامتناع عن التدخين علي مدى ساعات النهار هو فرصة للمدخنين الراغبين في الاقلاع لاتخاذ قرار التوقف نهائياً عن التدخين ، ونلاحظ بالفعل ان نسبة نجاح الاقلاع عن التدخين في شهر رمضان اكبر من النسبة المعتادة في الأوقات الأخرى والتي لا تزيد عن 20% بمعني ان كل 10 من المدخنين يبدأون في الاقلاع ينجح 2 فقط منهم ويعود 8 الي التدخين مرة اخرى .

الونشريس

وبالنسبة للإدمان – وهو احدى المشكلات المستعصية التي تواجه الأطباء النفسيين – فإن تحقيق نتيجة ايجابية في علاج هذه الحالات يمكن ان تزيد فرصته مع صيام رمضان ،

الونشريس

فالصيام تقوية للإرادة المتدنية لدى المدمنين ، وقبولهم تحدى الامتناع عن الطعام والشراب خلال نهار رمضان يسهم في تقوية إرادتهم ومقاومتهم لالحاح تعاطي مواد الإدمان المختلفة ،كما ان شهر رمضان يذكر الجميع بضرورة التوقف عن ممارسة الأعمال التي تتنافى مع روح الدين ويمنح فرصة للتوبة والرجوع الي الله ، وهي فرصة كبيرة للخروج من
مأزق الإدمان لمن لديه الدافع الي ذلك .

الونشريس

الإيمان بالله .. وقاية وعلاج :
الايمان بالله وقاية و علاج:

القاعدة الطبية المعروفة التي تؤكد ان الوقاية افضل وأجدى من العلاج تنطبق تماماً في حالة الأمراض النفسية ،فقد ثبت لنا من خلال الملاحظة والبحث في مجال الطب النفسي ان الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية متزنة ولديهم وازع ديني قوى ، ويلتزمون بأداء العبادات وروح الدين في تعاملهم هم غالباً اقل اصابة بالاضطرابات النفسية ، وهم اكثر تحسناً واستجابة للعلاج عند لاصابة بأى مرض نفسي ، والغريب في ذلك ان بعض هذه الدراسات تم اجراؤها في الغرب حيث ذكرت نتائج هذه الابحاث ان الايمان القوى بالله والانتظام في العبادات لدى بعض المرضي النفسيين كان عاملاً مساعداً علي سرعة شفائهم واستجابتهم للعلاج بصورة افضل من مرضي آخرين يعانون من حالات مشابهة

الونشريس

والأغرب من ذلك أن دراسات أجريت لمقارنة نتائج العلاج في مرضي القلب والسرطان والأمراض المزمنة أفادت نتائجها بأن التحسن في المرضي الملتزمين بتعاليم الدين الذين يتمتعون بإيمان قوى بالله كان ملحوظاً بنسبة تفوق غيرهم ، وقد ذكرت هذه الأبحاث ان شعور الطمأنينة النفسية المصاحب للإيمان
بالله له علاقة بقوة جهاز المناعة الداخلي الذى يقوم بدور حاسم في مقاومة الأمراض
كلمة أخيرة أتوجه بها إليكم
أمامنا جميعا فرصة ذهبية لتحقيق مكاسب كثيرة في هذا الشهر الكريم .. فالصيام وذكر الله في نهار رمضان ، والتقرب الي الله بالعبادات في هذا الشهر من الأمور الإيجابية التي تنعكس علي الصحة النفسية للجميع .. والفرصة كبيرة أمام إخواننا ممن يعانون من الاضطرابات النفسية لتدعيم تحسن حالتهم ومساعدتهم في الخروج من المعاناة النفسية ..

الونشريس

كما ان الفرصة الذهبية هي من نصيب إخواننا الذين هم اسرى لعادة التدخين التي تهدد صحتهم ويمكن ان تودى بحياتهم ،وللذين وقعوا في مأزق الإدمان علي المواد المخدرة .. كهؤلاء يمكنهم في هذا الموسم بالذات الاستفادة من هذه الفرصة في شهر رمضان الذى استقبلناه ونعيش أيامه ولياليه فى جو روحاني رائع .. أعاده الله علي الجميع بالخير والبركات .. والصحة النفسية الدائمة للجميع .

. وكل عام وانتم بخير

الونشريس

    الونشريس

    سبحان الله

    الونشريس اقتباس الونشريس
    الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوت القلوب 2 الونشريس
    الونشريس
    سبحان الله
    الونشريس الونشريس

    سبحان الله
    تسلمي

    الونشريس اقتباس الونشريس
    الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لؤلؤة الايمان الونشريس
    الونشريس
    الونشريس
    الونشريس الونشريس

    بارك الله بك و بردك الجميل
    اسعدني تواجدك الرائع

    الونشريس

    جزاكى الله كل خير يا دكتور

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.