تخطى إلى المحتوى

الطنين Tinnitus 2024

الونشريس

مفهوم الطنين:

الونشريس
أن أول الكتابات المعروفة عن الطنين ظهرت في القرن السادس عشر قبل الميلاد علي أوراق البردي الفرعونية في مصر القديمة, ثم أخذ التطور التدريجي لمفاهيم الطنين ينمو ويتطور في العصر اليوناني ثم الروماني ثم في العصور الوسطي حتى القرن العشرين ظهرت النظرة الشاملة والواضحة لمفهوم الطنين من خلال العالم ستيفن Stephen 1984, وقد قدم ميكفادن Mecfadden 1982 تعريفاً للطنين بأنه " خبرة واعية للصوت تبدأ بطريقة لا إرادية في رأس صاحبها، أو من الممكن أن يهيأ له أن يفعل ذلك".
ومن الملاحظ أن هذا التعريف يؤكد علي الحقيقة القائلة بأن العديد من مرضى الطنين يعتقدون بأن صوت الطنين يأتي أولاً من البيئة، ويعتقدون أيضاً في بعض الأحوال بأن الصوت يأتي من الرقبة أو الصدر ولكنه يضرب في الرأس.

والطنين هو اضطراب وخلل سمعي ليس له خاصية إشارية أو معلوماتية، وبدلاً عن ذلك فإنه ينتج عن خلل وظيفي داخل الجهاز السمعي، ولذلك فإنه لا ينتج عن أحداث سمعية خارجية, وأصوات الطنين تختلف تماماً عن الهلاوس السمعية المرتبطة بالمرض العصابي أو الذهاني والتي تشير إلي اضطراب في الإدراك والوعي بالظواهر السمعية.
إذا فالطنين هو الإحساس بسماع صوت مع عدم وجود إثارة مسببة لهذا الصوت, ويمكن أن يكون أحادى النغمة أو متعدد النغمات بدرجة عالية أو منخفضة وله صور متعددة مثل الرنين والأزيز والهسيس والطقطقة ويمكن أن يكون نبضي أو خشن أو ثابت.

وهذا الاضطراب الوظيفي ربما يحدث في أماكن مختلفة من الجهاز السمعي الذى يشمل كل البنية التشريحية المسئولة عن إمكانية السمع، وتبدأ من الأذن الخارجية (صوان الأذن وقناة الأذن الخارجية) والأذن الوسطى وطبلة الأذن، والعظيمات الثلاث والخلايا الحسية السمعية، والأعصاب السمعية والأمراض السمعية التي قد تحدث في جذع المخ وأخيراً في القشرة المخية والفص الصدغي.
ويذكر سكوت ولندبرج Scott & Lindberg (1998) أن كلمة الطنين Tinnitus ذات أصل لاتيني وتعني الصخب أو الطنين أو الضوضاء أو كأن شيئاً يرن في الأذن، ومعظم المرضى الذين يعانون من الطنين عادة ما يصفونه بذلك والبعض يصفه علي أنه اضطراب واضح ومعه بعض الصخب والضوضاء الخفيفة في الأذن، وآخرون يصفونه علي أنه خلل واضطراب شديد وحاد حتى أنهم لا يستطيعون النوم ولا التركيز.
والطنين يعد ظاهرة فسيولوجية تحدث تحت ظروف معينة، وهناك نوع من الطنين من السهل قمعه وإخماده بأصوات البيئة الخارجية حتى يصبح المريض مُعتاداً عليه بدون جهد كبير، وهناك نوع آخر شديد ومرعب وحاد من الصعب التعايش معه والذى قد يقود صاحبه أحياناً إلي الانتحار.

ويعرف الطنين المزمن علي أنه حالة من الطنين والرنين تستمر لأكثر من ثلاثة شهور ومع مرور الوقت قد يأخذ الطنين أكثر من شكل:
أ- فقد يكون مستمراً مع الارتفاع والانخفاض, وتزيد مدته أحياناً عن خمس دقائق وأحياناً تقل وهو ما يطلق عليه بالحالة المستمرة.
ب- وأحياناً أخرى يبدأ الطنين ببطء ثم مع مرور الوقت يأخذ في الارتفاع إلي مستوى معين من الحالات الشديدة, ويستمر عليها بالشكل المزمن وهذا النوع يكون شديد التأثير من الناحية النفسية علي المريض.
جـ- وقد يأخذ الطنين شكلاً آخر وهو الشكل المتقطع أى يتعرض المريض لنوبة من الطنين ثم تنقطع فترة ثم تعاود ثانية وهكذا. وتوضح الأشكال الثلاثة التالية مع مرور الوقت مع قياس شدة الطنين بالديسيبل فوق عتبة السمع (It / dB).

أسباب الطنين:
الونشريس
هناك أسباب متعددة قد تؤدى إلي حدوث الطنين، وهذه الأسباب يمكن تلخيصها فيما يلي:
1- أسباب مرتبطة بالأذن مثل:
أ- الأذن الخارجية: وجود شمع في الأذن أو إصابة في الرأس قد تمتد إلي الأذن الخارجية.
ب- الأذن الوسطى: تصلب العظيمات في الأذن الوسطى حيث يصاحبها عادة الطنين بنسبة 52.6%، أو وجود التهابات أو إصابات بالأذن الوسطى.
جـ- الأذن الداخلية: إصابة الأذن الداخلية بمرض مينير Meniere Disease حيث يلازمه ثلاثة أعراض وهى ضعف السمع والطنين والدوار، ووجد ريد Reed وبالوه Baloh أن 12% من مرضى الطنين يكون ما لديهم من طنين راجعاً إلي مرض مينير، وكذلك نقص المناعة الذاتية للأذن الداخلية.
2- أسباب عصبية:
أ- حدوث ورم بالعصب السمعي حيث يكون الطنين عرضاً مصاحباً عادة لأية أورام عصبية في الجهاز السمعي، ويذكر شيهي Sheehy أن الطنين يحدث بنسبة 80% لدى المرضى الذين يعانون من أورام عصبية سمعية، كما يذكر براكمانBrackman أن الطنين يحدث بنسبة 83% لدى مرضى الأورام العصبية السمعية، كما يحدث الطنين في حالات الإلتهاب السحائي أو الإلتهاب الدماغى.
ب- حدوث أورام بالمخ والأمراض الناتجة عن ضمور في الجهاز العصبى المركزى مثل الباركنسون Parkinson(مرض الشلل الرعاش)، وأمراض الدورة الدموية المخية مثل حدوث تلف في الأنسجة أو جلطة أو نزيف في المخ أو نزيف تحت الأم الحانية في المخ، وقد يصاحب كل ذلك أعراض الطنين.
1- الحساسية وخاصة حساسية الأذن الوسطى والداخلية، وارتفاع ضغط الدم والأنيميا والتعرض للضغط المنخفض الفجائي، وأمراض الكلى حيث هناك نسبة كبيرة من المصابين بالطنين يعانون من أمراض السكر والتهابات الكلى وتسمم الأذن، كما يحدث الطنين لدى المرض المصابين بأمراض الدم ولكن بمعدل منخفض.
4- أسباب أخرى:
أ- مثل تناول بعض الأدوية التى قد تسبب الطنين وبعضها شائع الاستخدام وكثير التداول مثل:Indomethacin – Salicylate – Quinidine – Propranolal – Levodopa – Aminophlline – Coffeine ، فكل هذه الأدوية وما يشابهها من الممكن أن تؤدى إلي الطنين وتؤثر علي الاتزان وتؤدى إلي الدوار و تساعد على نقل إشارات سريعة في الجهاز العصبى المركزى مؤدية إلي أصوات الطنين المرتفعة، ويقع الإسبرين في المرتبة الأولى من العقاقير الفريدة التي تؤدى إلي الطنين الذى يعد العرض الأول الناتج عن كثرة استخدام الأسبرين.
الونشريس
ب*- التعرض للضوضاء: قد ينتج عند بعض الأشخاص المعرضين للضوضاء العالية لطبيعة عملهم أن يصابوا بالطنين الذى قد يستمر من ثوان قليلة إلي أيام ليصبح مزمناً، ويكفى التعرض لمصدر ضوضاء قوته 90 ديسيبل لمدة تتراوح ما بين ساعات إلي ثوان قليلة مثل الانفجارات وطلقات الرصاص أن يصاب الشخص المعرض لهذه الضوضاء بالطنين الذى يصاحبه ضعف في السمع وإحساس بالتنميل في الأذن، ويكون في البداية مؤقتاً ثم يتحول هذا التأثير إلي عرض مزمن لدي الشخص.
جـ- الشيخوخة: يذكر شولمان Shulman أن الطنين يرتبط كثيراً بتقدم السن ولذلك فهو ينتشر بنسبة 25 – 35% بين المسنين كما يؤكد ريد Reed أن 30% من مرضى الطنين يكونون فى سن الشيخوخة.

نسبة انتشار الطنين:
الونشريس
من الصعب التحقق بدقة من مدى انتشار الطنين، فالدراسات الأولية لم تفرق بين الطنين كحالة عارضة وبين الطنين المزمن المستمر، وذلك بالرغم من أن الطنين يعد واحداً من أكثر الأعراض انتشاراً في اضطرابات الجهاز السمعي ويصيب حوالي ثلث البالغين ويسبب مشاكل إكلينيكية لحوالي 5% من عدد السكان.
وتشير التقارير بأن الطنين نادر الحدوث في العقد الأول من عمر الطفل ولكنه ينتشر في الفترة 18 – 30 سنة بنسبة 6%، ثم يتزايد إلي أن يصبح 16% ما بين 61 – 70 سنة ولكن لا يعنى ذلك بان الطنين لا يحدث للأطفال إنما يحدث لهم أيضاً ولكن الأطفال لا يستطيعون التعبير عنه ووصفه.

ويذكر ماريون Marion et al.,(1991) أن الطنين يعد شكوى شائعة تؤثر علي أكثر من 37 مليون أمريكى وأنه يأتي علي هيئة نوبات تكون مصحوبة بالدوار. وفي دراسة بريطانية تم التوصل إلي أن معدل انتشار الطنين بين السكان البالغين (أكثر من 17 سنة) قد وصل إلى 7% وهم ممن يعانون الطنين الحاد، وأن أكثر من ثلث البالغين الذين لديهم شكاوى سمعية تكون مركزه علي الطنين، وهناك دراسات أخرى تشير إلي أن 750.000 شخص في ألمانيا يعانون من الطنين ونحو 60.000 في السويد.

وفي دراسة بريطانية أخرى علي نحو 200.000 شخص عن مدى انتشار الطنين كانت نتائجها كالآتى:
1- ما يقرب من 35% منهم يتذكرون خبرات التعرض للطنين من وقت لآخر، وكانت أكثر هذه الخبرات غير مزعجة وقصيرة المدى، وإن كانت تسبب عدم الراحة وبعض الاضطرابات للبعض.
2- ما يقرب من 10% منهم يعانون من الطنين التلقائي الطبيعي والذى يستمر لأكثر من خمس دقائق.
3- أقل من 5% منهم عانوا من الطنين الذى يحدث عند النوم والذى قد يسبب لهم ضيقاً حاداً أو بسيطاً، وهذا يبين أن نحو 2 مليون بريطاني قد تأثروا بهذه الحالة.
4- ما يقرب من 5% من أفراد العينة عانوا من الطنين الشديد والذى له تأثيرُ سيئ علي أن يعيشوا حياة طبيعية.

ويذكر كولز(1984) Coles بأن اضطراب النوم أصبح شائعاً ومألوفاً كنتيجة تابعة للطنين وينتشر تقريباً بنسبة 8% في الإستبيانات التى أجريت على مرضى الطنين، وأعلن عن وجود 4 مليون شخص في بريطانيا يعانون من الطنين، و 6 مليون في ألمانيا سنة 1987.
وفي الواقع فإن معدل حدوث الطنين يتزايد مع ارتفاع السن ويزيد في الإناث فى سن الشيخوخة عن الرجال فتكون نسبته بين النساء والرجال هي 3 : 2، ولكن ترتفع هذه النسبة بين الذكور عن الإناث فى سن البلوغ ويرجع ذلك إلى استخدامهم الأسلحة النارية وأنهم أكثر تعرضاً للضوضاء من الإناث، كما تشير الدراسات إلي أن الطنين يؤثر علي الأذن اليسرى أكثر من اليمنى، وهو شائع جداً في الجانب الأيسر وبصفة خاصة فى الذكور.

ولذلك تكاد تتفق معظم الدراسات علي أن نسبة انتشار الطنين 1% من تعداد سكان أى مجتمع،ويذكر ريد Reed بأن 10% من هؤلاء المرضى يصفون ما لديهم من طنين وضوضاء بأنه خفيف وبسيط، و65% يصفونه بأنه متوسط ، و25% يصفونه بأنه حاد وشديد.

علاقة الطنين بالأمراض السمعية الأخرى:
الونشريس
يذكر فولر Fowler أن الطنين مرض شائع في كل أشكال الاضطرابات السمعية وذكر أنه في دراسته علي 2024 مريض بأمراض سمعية وجد أن انتشار الطنين بينهم نحو 86%. ويقدر سبوندلين Spoendlinمعدل حدوث الطنين في الاضطرابات السمعية على النحو التالى:
50% من حالات الصمم المفاجئ، 70% من بين الاضطرابات السمعية الناتجة عن الشيخوخة، 30 – 90% من حالات التسمم، 50 – 90% من حالات الأورام السمعية المزمنة، 100% من حالات الإصابة بمرض مينير Meniere Disease .

وعلي اعتبار أن معدل حدوث الطنين يتزايد مع ارتفاع السن وتتزايد نسبته لدى النساء أكثر من الرجال فتكون النسبة 3 : 2، ولكن في الواقع ليس هذا ما يحدث على وجه التحديد ففي دراسة لمايكل وآخرين (1992) Meikle et al. ذكر فيها أنه علي مدى الفترة بين 1976 حتى 1981 وفي أكبر عيادة للطنين في الولايات المتحدة وجد أن 68% من المرضى كانوا من الذكور، والإناث يفقن الذكور فقط في المجموعة التي يزيد عمرها عن 70 عاماً ويُرجع صاحب الدراسة ارتفاع معدله لدى الذكور بسبب استخدامهم للأسلحة النارية بصورة أكثر من الإناث إلى تعرضهم المستمر لمصادر الضوضاء
الونشريس
    الف شكر ياغاليه

    الونشريس

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.