ذهبت لإحدى المكتبات الكبيرة بجدة فوجدت فلبيني في القسم الذي أريد الشراء منه، فابتسمت له وقلت له: لو سمحت، فقال: نعم. قلت له: ما اسمك ؟ قال: " ردستو " .
فقلت له: هل أنت مسلم؟ قال: لا. قلت له: هل تريد الدخول في الإسلام ؟ قال: لا مانع.
فأخذت رقم جواله ونسقت معه اليوم التالي حتى أحضر له داعية فلبيني لكي يخبره عن دين الإسلام.
وحينما خرجت من تلك المكتبة قابلني بصدفة مدير المكتبة وقال: يا شيخ لا تحاول فيه.. فقد قام بنصحه كثير من الناس ولكن دون فائدة.
فقلت له: أبشرك يا أخي العزيز يريد هذا الشخص أن يسلم.
فقال: سبحان الله! والله أكثر من شخص دعاه للإسلام وأتى داعية من جنسيته إليه ولم يستجب له.
وقال لي المدير أن هذا الفلبيني يقول: كيف تريدوني أن أسلم وأنا أرى أمامي بعض المسلمين لا يذهبون إلى المسجد، وبعضهم سيء الخلق معي.
وفي يوم الأحد الساعة العاشرة والنصف صباحاً تقابلت مع الداعية في المكتبة وذهبنا إلى " ردستو " فقابلت المدير ورحب بنا ورتب لنا مكاناً للجلوس مع الفلبيني وجلسنا معه.
فحدثه الداعية عن الإسلام قرابة ساعة ونصف إلى أن اقتنع بحمد لله عز وجل ثم قال: الآن سوف ينطقك الشهادة صديقك أحمد.
فبحمد ربي أنطقته الشهادة وسجلنا بياناته باسمه الجديد " عبد الرحمن " وأخبرت مديره بذلك ففرح كثيراً وأعطاه إجازة.
ثم ذهبنا به إلى مكان الوضوء فعلمه الداعية الفلبيني طريقة الوضوء وتوضأ بجانبه وأعطاه الداعية كتباً عن الإسلام وطريقة الصلاة والوضوء وغيرها.
ثم ذهب به المدير إلى المسجد لصلاة الظهر لكي يصلي معه.
الفوائد من القصة :
1- أن القلوب المتصرف بها الله عز وجل فلا نقول هذا لن يسلم أو هذا لن يتوب لابد من النصيحة والدعاء .
2- التعامل الطيب والأخلاق الجميلة تعكس انطباع كبير عن دين المسلمين ويتأثر بها المسلم وغير المسلم .
3- أن الدعوة إلى الله من هدي الأنبياء والصالحين فالواجب على كل مسلم أن يدعو إلى الله بقدر ما يستطيع .
أحمد خالد العتيبي