اكتشفي ما يحدث داخل جسمك في الوقت الذي يستعد فيه لإنتاج حليب الأم (لبن)، الغذاء الطبيعي الأفضل لطفلك.
ما هي التغييرات التي ستطرأ على الثدي أثناء الحمل؟
يبدأ ثديك بالتأهب لإرضاع طفلك حالما تصبحين حاملاً. وتأتي طراوة وانتفاخ الثديين بسبب ارتفاع الهرمونات في جسمك من أوائل مؤشرات الحمل.
قد تلاحظين أيضاً ظهور انتفاخات بسيطة حول الهالة المحيطة بالحلمة. يعتبر تغير لون الهالة حول الحلمة إلى درجة داكنة طريقة طبيعية لتوفير إرشاد بصري يعين حديثي الولادة على النجاح في الرضاعة.
تعمل الانتفاخات الصغيرة على إفراز مادة زيتية تنظف الحلمة وتجعلها ملساء ومنزلقة وبالتالي تحميها من الالتهابات أثناء عملية الرضاعة.
عندما يولد الطفل، يتضاعف حجم أنسجة الغدد وإفرازاتها في ثديك وترين النتيجة من خلال تضخمه. عندما ينتج ثديك الحليب بعد ولادة طفلك، ستشعرين بأنه أثقل وزناً وأكثر امتلاءً. قد تصل الزيادة في وزن كل من الثديين إلى 700 غرام!
كيف ينتج الثدي الحليب؟
يوجد في كل من الثديين غدد تعرف بغدد الثدي، وهي الأجزاء من الجسم التي تنتج حليب الأم. وفي داخل كل من هذه الغدد أجزاء مختلفة تلعب دوراً في إنتاج حليب الأم:
•الحويصلات الهوائية. هي الموضع الذي يتم فيه إنتاج حليب الأم. وهي عبارة عن كتلة من الأكياس توجد في الثدي وتشبه حبات العنب. هذه الحويصلات محاطة بعضلات صغيرة جداً تضغط عليها وتدفع الحليب خارجاً إلى القنوات الصغيرة التي توجد بين هذه الكتل.
•القنوات الصغيرة. هي قنوات صغيرة تحمل الحليب من الحويصلات الهوائية إلى قنوات الحليب الرئيسية.
•قنوات الحليب. هي شبكة معقدة من القنوات والأنابيب التي تنقل الحليب من القنوات الصغيرة والحويصلات إلى طفلك مباشرة. يمكنك أن تتخيلي قنوات الحليب كأنها مصاصات قش منفصلة تنتهي جميعها عند رأس الحلمة وتنقل الحليب إلى فم الطفل. تزداد هذه القنوات في الحجم والعدد خلال فترة الحمل. ربما يكون لديك منها تسع أو نحو ذلك في كل الثدي عندما تبدئين بالرضاعة الطبيعية.
قد تجدين أن ثدييك يخرجان بضع قطرات من الحليب أثناء الحمل. في الواقع، يكتمل نمو نظام قنوات الحليب لديك في وقت ما من المرحلة الثانية للحمل بحيث يمكنك إرضاع طفلك حتى لو كان خديجاً (مولوداً قبل أوانه). بعد ولادة طفلك وحالما تتخلصين من المشيمة، ستبدأ معدلات الأستروجين والبروجيستيرون في جسمك بالانخفاض. ما يسمح للغدد النخامية في الدماغ بإرسال هرمون البرولاكتين (الهرمون الذي يدر الحليب) إلى الجسم. يحفز هرمون البرولاكتين جسمك على إنتاج الحليب بكمية غزيرة لكي تطعمي طفلك. كما يمكن أن يرفع البرولاكتين شعور الأمومة لديك، من هنا يطلق عليه بعض الخبراء اسم هرمون الأمومة. متى يمكنني البدء بإرضاع طفلي؟
يمكنك البدء بالرضاعة الطبيعية مع طفلك في أقرب وقت بعد ولادته. ويعرف الحليب الأول الذي يحصل عليه طفلك باللبأ، وهو مادة مكثفة تشبه الكريمة وغنية بالبروتين لكنها قليلة الدسم. يمتلئ هذا السائل الثمين وسهل الهضم بأجسام مضادة تكافح المرض تعرف باسم مناعة الغلوبيولين، والتي تعمل على تقوية جهاز المناعة لدى طفلك. يفرز ثديك الحليب بعد حوالي ثلاثة أيام من ولادة طفلك عندما تتعدل مستويات هرمون البرولاكتين بحيث يتمكن جسمك من إنتاج حليب الأم بدلاً من اللبأ. ماذا يحدث عندما يبدأ طفلي بالرضاعة؟
لكي يحصل طفلك على حليب الثدي، يجب أن يتحرر من الحويصلات الهوائية، وتعرف هذه العملية بإدرار أو تدفق الحليب. إليك كيف تجري العملية:
•عندما يمص طفلك من الحلمة، يحفز الغدة النخامية على إفراز هرمون الأوكسيتوسين داخل مجرى الدم.
•عندما يصل الأوكسيتوسين إلى ثديك، يقود العضلات شديدة الصغر حول الحويصلات المليئة بالحليب إلى التقلص والاعتصار، ومن ثم إفراز الحليب.
•يتم إفراغ الحليب في القنوات التي تقع تماماً تحت الهالة المحيطة بالحلمة.
•حين يرضع طفلك، فإنه يضغط الحليب ويسحبه من القنوات إلى فمه.
كلما ازداد تدفق الحليب، قد تشعرين بوخز ولسع وحرقة وقشعريرة في ثديك. ربما تجدين أن الحليب يسيل ويقطر حتى أنه قد يخرج كالرذاذ أثناء نزوله.
قد تشعرين بألم واحتقان في الثديين خلال الأيام القليلة الأولى، غير أن تكرار الرضاعة الطبيعية كفيل بمساعدتك على تخطي الأمر.
خلال الأيام الأولى من الرضاعة، قد تشعرين ببعض التقلصات في بطنك عندما يرضع طفلك. تعرف هذه التقلصات بـ "ما بعد الألم"، وهي شبيهة بتقلصات المخاض لكنها أقل ألماً. يبدأ هرمون الأوكسيتوسين بالعمل مرة أخرى فيساعد على تقلص الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعية الذي كان عليه قبل الحمل.
الأوكسيتوسين هو الهرمون نفسه الذي يسبب الانقباضات أثناء المخاض. هناك احتمال أن تشعري بالهدوء، والاكتفاء، والفرح وأنت تقومين بالرضاعة الطبيعية. لا عجب في أن بعض الناس يطلقون على هرمون الأوكسيتوسين تسمية "هرمون الحب"!
كيف ينتج الثدي ما يكفي من الحليب لتلبية حاجة طفلي؟
أثناء رضاعة طفلك، تحفر عملية المصّ إطلاق المزيد من هرمون البرولاكتين. ويحفّز البرولاكتين بدوره جسمك على إنتاج المزيد من الحليب. وهذا ما يجعل ثدييك يمتلئان بما يكفي من الحليب استعداداً لرضعة طفلك المقبلة.
مع مرور الساعات تبدأ مستويات البرولاكتين بالانخفاض مرة أخرى، لكنها تحصل على دفعة جديدة عندما يرضع طفلك مجدداً. لذا، كلما رضع طفلك أكثر، زادت مستويات البرولاكتين في الدم لإنتاج المزيد من الحليب. وهذا هو السبب في غياب دورتك الشهرية. تستخدم بعض الأمهات الرضاعة الطبيعية كوسيلة من وسائل منع الحمل.
مع ذلك، يستجيب البرولاكتين تدريجياً لانخفاض معدل الرضعات لدى طفلك وتعود دورتك الشهرية. قد تعود دورتك الشهرية حتى لو بقيت تكتفين بالرضاعة الطبيعية فقط.
بالرغم من ذلك، سيكون لديك الكثير من الحليب. في هذه المرحلة، لم يعد إنتاج الحليب يعتمد على البرولاكتين، ولكن على التحفيز عبر رضاعة طفلك.
يحتوي حليب الأم على بروتين خاص يسمى التثبيط الارتجاعي لإفراز الحليب (fil)، وهو الذي يعطي إشارة لكل ثدي بكمية الحليب التي عليه إنتاجها. إذا كان طفلك يفرغ ثدياً بعينه في كثير من الأحيان، فستنخفض مستويات هذا البروتين في الثدي. يؤدي انخفاض مستويات بروتين التثبيط الارتجاعي لإفراز الحليب إلى زيادة إنتاج الحليب.
في حال لم يتم إفراغ الثدي من الحليب في أحيان كثيرة ربما لأن طفلك قد بدأ بتناول الأطعمة الصلبة، عندها سيتراكم بروتين fil ويبطئ عملية إنتاج الحليب.
يقتصر عمل بروتين التثبيط الارتجاعي لإفراز الحليب على الموضع الذي يوجد فيه، ويظهر تأثيره في كل ثدي على حدة. يعني أن باستطاعتك التقليل من إنتاج الحليب في ثدي واحد، والاستمرار في إرضاع طفلك بالآخر. كما يوضح أسلوب عمل هذا البروتين سبب إمكانية أن ينتج ثدي واحد ما يكفي تماماً من الحليب لإرضاع طفل واحد. وهذا ما يفسر أيضاً سبب قدرة الأم التي أنجبت توأماً على إرضاع كل طفل على أحد الثديين.
شفط حليب (لبن) الثدي
ماذا يعني شفط الثدي؟
شفط الثدي هو عملية إخراج الحليب من الثديين من دون أن يرضع طفلك منهما. يمكنك القيام بذلك:
•باستخدام يديك
•باستخدام مضخة يدوية
•باستخدام مضخة آلية
بعد شفط الحليب، يمكنك تخزينه في الثلاجة أو المكان المخصص للتجميد لإعطائه لطفلك في الزجاجة (الرضّاعة أو الببرونة) في وقت لاحق.
لماذا علي شفط الحليب؟
يضمن شفط الحليب إمكانية حصول طفلك على فوائد حليب الأم حتى لو كنت بعيدة عنه. سواء أذهبت إلى الخارج لبضع ساعات أو عدت إلى العمل، سيتمكن طفلك من الاستمتاع بحليبك بينما يقوم شخص آخر برعايته. إذا كنت في الخارج لمدة طويلة، ستحتاجين أيضاً إلى شفط الحليب عندما تكونين بعيدة عن طفلك. سيساعدك هذا الأمر على عدم الانزعاج من شدة امتلاء ثديك بالحليب. إذا كنت قد أنجبت طفلك خديجاً أي قبل الأوان، فقد لا يستطيع في البداية الرضاعة من ثديك مباشرة. يمكنك مساعدته بشفط الحليب من ثديك. كما يعتبر شفط الثدي وسيلة رائعة لزيادة إنتاج الحليب.
كيف يمكنني شفط الحليب؟
يعتبر الشفط باليد أرخص وسيلة للقيام بذلك، لأنك لن تحتاجي إلى شراء أية أجهزة أو معدات. قد تستغرقين قليلاً من الوقت للاعتياد على الأمر. أهم ما في المسألة الضغط على قنوات الحليب وراء الحلمة، بدلاً من الضغط على الحلمة نفسها. إن الشفط باليد مهارة قد تستفيدين من اكتسابها، فربما تساعد على إراحتك من الانزعاج إذا كان ثدياك ممتلئين جداً. قد تجدين أنه من الأسهل استخدام مضخة يدوية أو آلية. لاستعمال المضخة الآلية، ضعي كوب الامتصاص الذي يسحب السائل على ثدييك قبل تشغيل الآلة. واتركيها تؤدي مهمتها في شفط الحليب وتخزينه في وعاء موصول بالمضخة. تستخدم المضخات اليدوية أيضاً كوب الامتصاص، ولكن سيكون عليك الضغط بتكرار على مقبض شفط الحليب. قد تستغرق عملية شفط الحليب ما بين 15 و45 دقيقة لإفراغ كلا الثديين. مع ذلك، ليس عليك الالتزام بوقت محدد. فقط واصلي الشفط طالما يتدفق الحليب بشكل جيد. انتقلي إلى الثدي الآخر عندما يقل تدفق الحليب، واشفطي كل ثدي مرتين. تحاول مضخات الثدي الجيدة محاكاة عملية المصّ لدى طفلك، ما يحفز تدفق الحليب (ردة الفعل التلقائية لإدرار الحليب). لا يجب أن يسبب لك الشفط أي ألم. ستعرفين أي المضخات تناسبك بناء على:
•مدى تخطيطك لاستخدام مضخة الشفط
•الوقت الذي ستقضينه في عملية الشفط
حاجتك إلى شفط الحليب؛ فإذا كان يتم فقط لبعض الرضعات من وقت لآخر، فقد يناسبك الشفط باليد أو استخدام مضخة شفط يدوية أقل تكلفة. في حال كنت تعملين بدوام كامل وتبحثين عن متسع من الوقت للقيام بعملية الشفط خلال يوم العمل المزدحم، اختاري مضخة آلية عالية السرعة تستعمل عادة في المستشفيات، وهي غالية الثمن ويمكن استعارتها. إذا كنت تستخدمين مضخة لشفط الحليب من الثدي، جربي هذه النصائح:
•اجلسي بشكل مريح وظهرك في وضع مستقيم.
•أسندي ثديك من الأسفل. ضعي أصابعك وهي مفرودة على أضلاعك مع وضع إصبعك الأولى (السبابة) بين ثديك وأضلاعك.
•أدخلي الحلمة بعناية في القمع. تأكدي من أن الحلمة موجودة في مركز القمع.
•أبقي القمع قريباً بما يكفي ليلامس بشرتك من دون الضغط بشدة باتجاه ثديك.
•تحلّي بالصبر. يستغرق الأمر عادة دقيقة أو اثنتين حتى يتدفق الحليب جيداً.
•واصلي الشفط حتى يقل تدفق الحليب، ثم انتقلي إلى الثدي الآخر. عندما يقل تدفق الحليب في الثدي الثاني، عودي إلى الأول مرة أخرى. أخيراً، اختمي عملية الشفط بالثدي الثاني عندما يقل تدفق الحليب منه للمرة الثانية.
•إذا كنت تشفطين كلا الثديين في نفس الوقت (الشفط المزدوج)، أطفئي مضخة الشفط لمدة 30 ثانية تقريباً عندما يقل تدفق الحليب. ثم شغليها مرة أخرى واستمري في الشفط حتى يقل الحليب مرة أخرى. قد يكون استخدام المضخة المزدوجة صعباً في البداية، فليس لديك سوى يدين اثنتين! لكن مع استمرارك في الممارسة سيصبح الأمر أكثر سهولة.
كيف أخزّن حليب الأم؟
يفضل وضع حليب الأم في زجاجات الرضاعة البلاستيكية مع أغطية آمنة للحفاظ عليه طازجاً ونقياً. كما يمكنك استعمال أكياس بلاستيكية خاصة بتخزين الحليب أو زجاجات مبطنة للأطفال تستخدم مرة واحدة. تذكري تدوين التاريخ على الزجاجة أو الكيس قبل وضعهما في البراد أو الثلاجة حتى يسهل عليك معرفة ما يجب استخدامه قبل غيره. لتخزين الحليب بشكل آمن في الثلاجة، اعرفي درجة برودة ثلاجتك. إذا لم يكن في ثلاجتك ميزان حرارة مثبت فيها، يمكنك شراء واحد من متجر الأجهزة أو الأدوات المنزلية. يمكن تخزين حليب الأم الطازج المشفوط حديثاً كما يلي:
•لمدة تصل إلى خمسة أيام إذا تم تخزينه في الجزء الرئيسي من الثلاجة، أي على درجة حرارة 4 مئوية أو أدنى
•لمدة تصل إلى أسبوعين في الجزء المخصص للتجميد في الثلاجة
•لمدة تصل إلى ستة أشهر في المكان المخصص للتجميد على درجة حرارة 18 مئوية تحت الصفر أو أدنى
إذا كنت تخططين لتخزين حليب الأم المشفوط لمدة تقل عن خمسة أيام، فإن حفظه في الثلاجة أفضل وسيلة للحفاظ على فوائده. من شأن عملية التجميد أن تدمر بعض الأجسام المضادة التي يحتويها الحليب، والأجسام المضادة هي مواد كيميائية تنتجها أجسامنا لمحاربة الأمراض. لذا، لا تحفظي أي حليب لا تنوين استهلاكه بعد الوقت المحدد. مع ذلك، يبقى حليب الأم المجمّد صحياً أكثر بكثير مقارنة مع الحليب الاصطناعي المخصص للأطفال. يمكنك تذويب الحليب المجمد بإحدى الطرق التالية:
•ضعي الزجاجة أو الكيس في وعاء مليء بالماء الدافئ
•مرريها أو مرريه تحت صنبور الماء الدافئ
•ذوبيها أو ذوبيه في الثلاجة خلال الليل.
من المغري التسريع بعملية التذويب أو التسخين، خاصة عندما تكونين منشغلة، لكن يقضي استخدام الميكروويف أو الفرن في هذه المهمة على المغذيات في حليب الأم. حالما تتم عملية إذابة الحليب، استخدميه على الفور. تخلصي من الحليب الذي يتركه الطفل في الزجاجة لأنه اختلط بلعاب طفلك وقد لا يبقى صالحاً ليشربه في المرة المقبلة.
إلى جانب مضخة شفط حليب الأم وأوعية الحفظ والتخزين، قد تحتاجين إلى علبة حفظ محمولة لنقل الحليب المشفوط من العمل إلى البيت. لمعرفة المزيد من التفاصيل، اقرئي مقالتنا عن العمل والرضاعة الطبيعية.
إذا بدأت للتوّ بالرضاعة الطبيعية، فأنت تقومين بما هو جيد لطفلك. حاولي إلا تقلقي ما لم يأتِ الأمر بشكل طبيعي. تحتاج الكثير من الأمهات إلى الممارسة والمثابرة حتى يتقنّ الرضاعة الطبيعية. سنكون دليلاً لك أثناء هذه الخطوات الأولى.
هل صحيح أن الرضاعة الطبيعية هي الأفضل؟
نعم، يعتبر حليب (لبن) الأم أفضل غذاء لطفلك. اسألي أي خبير في الصحة، وستحصلين على الجواب نفسه: الطريقة المثلى لإطعام الرضيع هي الرضاعة الطبيعية. تقلّ أمراض الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية خلال العام الأول من عمرهم. قد تساعد الرضاعة الطبيعية طفلك على مقاومة أمراض مثل:
•الالتهابات المعوية
•التهاب الرئة والقصبات الهوائية
•التهابات المسالك البولية
•الأكزيما
•التهابات الأذن.
كما قد تساعد الرضاعة الطبيعية طفلك على البقاء بصحة جيدة على المدى الطويل. أظهرت دراسة واحدة أن ضغط الدم يقلّ وتنخفض مستويات الكوليسترول لدى الأشخاص الذين حصلوا على رضاعة طبيعية في طفولتهم ويكونون أقل عرضة للإصابة بمرض السكري النوع 2 عندما يكبرون مقارنة بمن رضعوا حليباً اصطناعياً.
لكن ليس طفلك فقط هو الذي يستفيد من الرضاعة الطبيعية. فهي جيدة أيضاً بالنسبة لك. فهي تساعد على خفض خطر الإصابة بسرطان الثدي قبل بلوغك سن اليأس. كما يمكن أن تساعد على حمايتك من سرطان المبيض وهشاشة العظام في مرحلة لاحقة من حياتك.
توصي منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة بإعطاء الأطفال فقط حليب الثدي في الأشهر الستة الأولى من عمرهم. وذكرت وجوب استمرار المرأة في الرضاعة الطبيعية بعد البدء بإعطاء طفلها الأطعمة الصلبة وحتى نهاية السنة الأولى وما بعدها إذا رغبت في ذلك.
يعتبر حليب الأم غذاءً متكاملاً لاحتوائه على ما لا يقل عن 400 نوعاً من المغذيات بينها الهرمونات والمركبات التي تحارب الأمراض والتي يخلو منها الحليب الاصطناعي. الجدير بالملاحظة، أن حليب الأم يتواءم مع احتياجات الطفل الذي ينمو ويتطور. اعرفي المزيد عن كيف ينتج جسمك الحليب.
فضلاً عن بناء الدماغ وفوائد محاربة الأمراض، والتي لا يوفرها أي حليب اصطناعي، يساعد حليب الأم على توطيد علاقة مميزة بينك وبين طفلك. عندما ترضعين طفلك طبيعياً، ينمو بالاحتكاك الجسدي والاحتضان والحمل، وكذلك الأمر بالنسبة لك.
كيف أستعد للرضاعة الطبيعية؟
طالما أنت بصحة جيدة، ليس عليك القيام بأي شيء لتحضير جسمك للرضاعة الطبيعية. لكن يمكنك تهيئة نفسك على المستوى الذهني.
حاولي تعلم الكثير عن الرضاعة الطبيعية قدر الإمكان قبل أن يولد طفلك. راجعي مقالتنا عن التحضير للرضاعة الطبيعية. وشجعي زوجك على معرفة المزيد عن الرضاعة الطبيعية حتى يتمكن من دعمك.
كيف أبدأ الرضاعة الطبيعية؟
بما أن عملية الرضاعة الطبيعية قد تستغرق من 7 دقائق إلى 40 دقيقة، اختاري مكاناً مريحاً للقيام بها. إن الجو المحيط بالمكان مسألة في غاية الأهمية، خاصة في الأيام الأولى من الرضاعة عندما تتدربين عليها وتحتاجين إلى إتقانها.
إذا كنت تفقدين التركيز بوجود ضوضاء حولك، اختاري مكاناً هادئاً. ولو كنت تملين بسرعة، يمكنك إرضاع طفلك أمام التلفزيون أو وأنت تستمعين إلى الراديو. جربي أماكن عدة حتى تعثري على ما يناسبك.
احملي طفلك في وضعية لا تؤلم ذراعيك وظهرك، واستعملي الكثير من الوسائد والمخدات لدعم طفلك. يجد الكثير من النساء الوضعية المناسبة في احتضان أطفالهن على طول صدرهن ورفعهن باستخدام مسند أو مخدة، ولكن تتعلق المسألة بما يريحك. راجعي مقالتنا حول وضعيات مناسبة للرضاعة الطبيعية للحصول على بعض الأفكار.
اعثري على وضعية استرخاء لك ولطفلك قبل البدء بعملية الرضاعة. انتبهي إلى ما تشعرين به في ثدييك عندما يطبق طفلك فمه عليهما. يجب أن يُدخل طفلك مساحة كبيرة من ثديك في فمه.
لو تألمت من الرضاعة، توقفي لحظة ومرري إصبعك الصغرى (الخنصر) بين لثة طفلك وحلمة ثديك، ثم أعيدي المحاولة. عندما ينجح طفلك في الإمساك بالثدي بطريقة صحيحة، سيتمم الخطوات الباقية.
تحتوي مقالتنا كيفية القيام بالرضاعة الطبيعية على صور تساعدك.
ما مدى سهولة الرضاعة الطبيعية؟
تتآلف بعض النساء مع الرضاعة الطبيعية بسهولة ويسر وبدون عقبات أو صعوبات كبيرة. بينما يجد العديد من الأمهات الجدد صعوبة في تعلم كيفية القيام بها. إذا شعرت بشيء من الإحباط، تذكري أنك لست الوحيدة التي تعيش هذه التجربة. وإذا وصلت بك الحال إلى حد الاستسلام، تحدثي إلى طبيبتك أو ممرضة توليد متخصصة في الرضاعة الطبيعية تستطيع مشاهدتك وأنت ترضعين طفلك وتقترح طرقاً تسهّل الأمر عليك وعلى طفلك.
تتطلب الرضاعة الطبيعية بعض التدريب. تعاملي مع الأمر على أنه مهارة عليك تعلمها من بداياتها. امنحي نفسك مزيداً من الوقت حتى تتقني هذه العملية. تحملي ذلك ليوم كامل، أو لأسبوع، أو حتى لرضعة واحدة هذه المرة.
إذا مررت بيوم سيء في الرضاعة الطبيعية، عِدِي نفسك بالأفضل في اليوم التالي. وضعي في بالك أن أية مشاكل تواجهينها لن تدوم. بحلول موعد متابعة ما بعد الولادة، ستكونين على الأرجح قد أجدت الرضاعة الطبيعية. ما لم يحدث ذلك، لا ترددي في طلب الدعم والمساعدة من طبيبتك أو ممرضة التوليد.
ما الذي عليك شراؤه للرضاعة الطبيعية؟
أهم شيء تشترينه هو حمّالات صدر أي سوتيان أو صدرية مريحة خاصة بالرضاعة. ستحتاجين إلى اثنين منها على الأقل. يوفر هذا النوع من حمّالات الصدر الدعم الإضافي الذي يحتاجه ثدياك اللذان أصبحا أكبر من المعتاد. وهي تأتي مع خطاف أو سحاب أي سوستة يمكنك التحكم به وقت الرضاعة عندما الحاجة.
تأكدي من أنهما مناسبتان وتنسدلان جيداً عند الفتح. ما لم تلف الحمالة الثدي بالكامل، فستضغط عليك وتسدّ قنوات الحليب. ربما تفضلين الانتظار حتى يولد طفلك لكي تشتري حمّالات الصدر التي تناسبك تماماً. مع ذلك، لدى بعض المحلات التجارية موظفات مدربات على اختيار القياس المناسب لحمّالات الصدر الخاصة بالرضاعة بعد الأسبوع 36 من الحمل.
يجد بعض الأمهات أن الثديين يسرّبان الحليب عند الرضاعة. ويحفز بكاء طفل آخر أو مجرد رؤية طفل الثدي على درّ الحليب في أوقات غير مناسبة أحياناً. من المفيد الاحتفاظ بعدد من فوط الثدي في متناول يدك. تستطيعين شراء وتخزين عدد من الفوط التي يمكنك غسلها وإعادة استخدامها أو شراء أنواع تستخدم لمرة واحدة فقط.
كما قد ترغبين في شراء المعدات اللازمة لشفط حليب الثدي.
هل أستطيع الرضاعة الطبيعية بعد عودتي إلى العمل؟
نعم، لا تعني العودة إلى العمل التوقف عن الرضاعة الطبيعية. في الحقيقة، تستطيع الأمهات العاملات خارج المنزل الاستمرار في إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية بقدر ما يرغبن. ربما تريدين شفط الحليب في العمل، أو إرضاع طفلك فقط عندما تكونين معه وإعطاءه حليباً اصطناعياً خلال اليوم. إن كلا الأمرين ممكن.
عند الحديث عن وضعيات الرضاعة الطبيعية، يكون المطلبان الأساسيان هما الشعور بالراحة والقدرة على وصول طفلك إلى الثدي بسهولة.
عندما تصلين إلى وضعية تريحك أثناء الرضاعة الطبيعية، ستمكنين طفلك من وضع الثدي في فمه بإحكام وسهولة. مهما كانت الوضعية التي تختارينها، تأكدي من مقدرة طفلك على إرجاع رأسه إلى الوراء قليلاً أثناء الرضاعة. اقرئي مقالتنا حول كيفية القيام بالرضاعة الطبيعية وألقي نظرة على هذه الصور لمزيد من الإيضاح.
يمكنك الاختيار من بين الوضعيات التالية:
•تمددي واجعلي جسمك وجسم طفلك متوازيين.
•احملي طفلك فوق حجرك أو حضنك، واستخدمي اليد المقابلة للثدي الذي يرضع منه طفلك.
•احملي طفلك فوق حجرك، وأسنديه باليد نفسها التي تكون من جهة الثدي الذي يرضع منه طفلك.
•لو كان لديك توأم ورغبت في إرضاعهما معاً، يمكنك المزج ما بين الوضعيات.
قد تجدين من الأسهل استخدام نفس اليد للثديين، على الأقل في الوقت الذي تتعلمين فيه كيفية القيام بالرضاعة الطبيعية.
ربما يعني ذلك إبقاء طفلك في حضنك لإطعامه من ثدي واحد، وتحت إبطك لإطعامه من الثدي الثاني، بحيث تمسكينه بنفس الذراع واليد عند الرضاعة من أيّ من الثديين.
إذا عثرت على وضعية تناسبك وتناسب طفلك، فلا بأس بالاستقرار عليها. لكن كلما كبر طفلك واكتسبت مزيداً من الخبرة، يُحتمل أن ترغبي في تبديل وضعيات الرضاعة حسب المكان الذي تتواجدين فيه والأمر الذي تقومين به.
في حال أصبت بالتهاب في الثدي أو انسداد في قنوات الحليب، قد تنصحك طبيبتك أو أخصائية الرضاعة الطبيعية بحمل طفلك في وضعية مختلفة.
ربما تكون هذه الوضعية نصيحة جيدة، لكن لو نجحت معك فمعناه أنك قادرة على حمل طفلك بحيث يتمكن من الرضاعة بشكل أفضل وليس لأن تغيير الوضعية يسمح لطفلك بشرب الحليب من جزء مختلف ثديك. فجميع أجزاء الرضعة تصل جيداً وبشكل متساوٍ إلى طفلك لو كان مطبقاً بفمه على الثدي بطريقة صحيحة ولا فرق في الوضعية التي يكون عليها.