تقول د. هناء عبد المنعم أستاذ أمراض النساء والتوليد جامعة الأزهر إن حدة هذه المشاعر متغيرة، وهى تزول، و50% – 70% من النساء الوالدات تشعر بها فى الفترة ما بين اليوم الرابع واليوم العاشر ما بعد الولادة، وتعتبر هذه ظاهرة طبيعية، ومن السهل نسبيا التعامل معها، وثمة أعراض أخرى منها: التململ وعدم الراحة، الصداع، البلبلة، النسيان، الانفعال الزائد، اضطراب فى النوم وأفكار سلبية تجاه المولود الجديد.
ونظرا لأن الحالة تعتبر مؤقتة وعابرة، فلا حاجة إلى العلاج، بل إلى الراحة والدعم من جانب الأسرة والأصدقاء،حيث إنه من 8- 12% من النساء الوالدات يصبن بحالة أكثر صعوبة من مجرد الكدر والسوداوية، وهى الحالة التى تسمى اكتئاب ما بعد الولادة، والتى تتميز بهبوط الحالة المزاجية، اللامبالاة وعدم الاكتراث، انعدام المتعة، اضطرابات فى الشهية وفى النوم، فرط الانفعال أو البطء، التعب أو انعدام النشاط، عدم التقدير الذاتى أو الشعور بالذنب، صعوبات فى التركيز أو فى اتخاذ القرارات.
أشارت هناء إلى أنه هناك حالات أكثر حدة قد تظهر أعراض أخرى من الاكتئاب بعد الولادة ويعتبر الأكثر خطورة لهذا الاضطراب،حيث يظهر الاكتئاب بصورة مرض "الانفصام العقلى، أو مرض الذهان الهوسى الاكتئابى، وهو الذى يعرف، حديثا، باسم "الاضطراب ذو الاتجاهين" أو "الاضطراب ثنائى القطب".
وأضافت أنه عند ظهور مؤشرات على أفكار انتحارية، أو محاولات لإيذاء المولود، من الضرورى جدا الحصول على استشارة فورية من طبيب نفسى، كما تحتاج إلى هذه الاستشارة الطارئة، أيضا، النساء اللاتى تعانين من اكتئاب حاد يتصف بصعوبة الاتصال مع الناس، المحافظة على النظافة الشخصية ورعاية الطفل، ومن الشائع أن اكتئاب ما بعد الولادة يعاود الظهور بعد الحمل التالى بنسبة 50% – 100% من الحالات، والنساء اللواتى تعانين منه قد يصبن باكتئاب لا علاقة له بالولادة (20% – 30%).
أوضحت هناء أن النساء اللواتى أصبن، فى الولايات المتحدة، بحالة حادة من الاكتئاب بعد الولادة هن نساء شابات، تحت سن 20 عاما، غير متزوجات ولا يتلقين علاجا طبيا بشكل منتظم، نساء من عائلات ذوات 6 أولاد أو أكثر، واللواتى فصلن عن عائلاتهن فى سن مبكرة ولم يتلقين الدعم فى فترة المراهقة، وهؤلاء النسوة يفشلن فى إنشاء علاقات سليمة مع أزواجهن، مثقلات بالمشاكل الاقتصادية، غير راضيات عن تعليمهن، وتعانين من اضطرابات عاطفية وعدم الثقة بالنفس.