تتمتع الغالبية العظمى من الأطفال بالطاقة والحركة التي يبعثها الاندفاع لتحقيق السعادة والإقبال نحو الحياة، وهذا أمرٌ طبيعي جداً حتى أن عكس ذلك قد يكون من غير الطبيعي، إلاّ أن النشاط المفرط عند الأطفال يعد نقمةً بالنسبة لبعض الأمهات ومصدراً لقلقهن وانزعاجهن وسلوكاً يستوجب التهذيب..
ولا بدّ من الإشارة إلى أن هناك التباس بين النشاط العادي لأي طفل والنشاط الزائد، فاللعب والحركة مطلبان طبيعيان وعنصران أساسيان من عناصر النمو الجسماني والنفسي والذهني والاجتماعي للطفل، لكنهما ينبغي أن يكونا في حدود المعايير الطبيعية، وإلا انقلبا إلى مرض "فرط النشاط" !
وللتميز أكثر بين نشاط الأطفال المفرط المؤقت والذي يعد مرضاً، تعرّفي على صفات الطفل الذي يعاني من نشاط مفرط:
– إن الطفل الذي يعاني النشاطَ الزائد كمرض، ليس لديه القدرة على الراحة والاسترخاء، ويبدأ ظهور النشاط المفرط لديه في سن الثالثة تقريباً، ويتضح بصورة جلية عند دخوله المدرسة؛ حيث يكون الطفل كثير الحركة والقلق والتململ ويكون اندفاعياً في تصرفاته وقليل التركيز، شارد الذهن وغير قادر على توطيد صداقات، ولا يستطيع الجلوس طويلاً في مكان واحد.
أما صفات وأعراض النشاط المفرط عند الأطفال غير المرضي، فتظهر على الأطفال بالشكل التالي:
– أنه غالباً ما يكون متقلب المزاج وغير قادر على التحكم في بانفعالاته.. كما وقد يبدو ذلك غريباً، أنه غير واثق من نفسه وغير قادر على اتخاذ القرارات.
– السلبية وسرعة الشكوى والغضب والاكتئاب أغلب الأوقات والاتجاه إلى العناد عند المعاقبة بشدة.
– الحركة المستمرة مع عدم الجلوس إلا بمصاحبة الاهتزاز والقفز.
– عدم القدرة على التركيز لفترة كبيرة، والتحدث بصوت عالٍ وبكثرة مع الشرود بالكلام واطلاق الصرخات المفاجئة.
– عدم المقدرة على النوم بسهولة والتقلب كثيراً أثناء النوم.
أما عن الأسباب فهي: يمكن اختصارها بأسبابٍ عامة قد تكون طبية كالأنيميا المزمنة والأنيميا الوراثية وضعف الغدة الدرقية أو نقص السكر في الدم أو ضعف السمع أو البصر أو إصابات في المخ كان قد تعرّض لها الطفل أثناء الحمل أو الولادة، ولكن السبب يعدّ أكثر شيوعاً فهو يتمثل ببحث الطفل عن اهتمام أبويه ومحاولة لفت انتباههم ولو بارتكاب الأفعال الخاطئة، والمشاغبة ليشعر بحبهم واهتمامهم حتى لو تعرض للضرب.
وإليكِ سيدتي الأهم من كل ذلك الخطوات العلاجية للتخلص من النشاط المفرط عند الأطفال:
– ينصحك الخبراء بوضع برنامجاً تربوياً لتفريغ هذه الطاقة وإلا فإنه سوف يرتجل طفلك باللعب فيصبح، طفلاً مشاغباً، خاصةً إن كان كل أصدقائه هكذا فإنه سيكتسب العديد من الارتجالية في اللعب.
– حاولي أن تشغلي وقت فراغه، وامتصاص حب الاستطلاع عنده بطريقة تربوية باختيار أنواع من الألعاب تتميز بالفك والتركيب.
– درّبي طفلك على التركيز والجلوس الهادئ وقدمي له بعض الألعاب الشيقة المتنوعة، واشرحي له مضمونها حتى يرتبط بالجلوس أكثر، ولا تقدمي له شيئاً يحتاج للكتابة أو لمجهودٍ ذهنيٍ كبيرٍ حتى لا يمل.
– حاولي ألا يكون رد فعلك على الأعمال السيئة كبيراً؛ حتى لا يكرر العمل مراراً ليشبع رغبته في لفت الأنظار.
وأخيراً،كوني على يقينٍ بأن النضج النفسي والاجتماعي، سيساعد طفلك على تحويل هذه الطاقة غير العادية إلى سلوكيات مقبولة في المجتمع باشتراكه في الأنشطة الرياضية المختلفة، والعمل في الوظائف التي تتطلب نشاطاً غير عادي.
كما أن ما يقارب الثلث أو نصف الأطفال المصابين بفرط النشاط، يصبحون طبيعيين لا فرق بينهم وبين الآخرين عندما يصلون سن الشباب.