النقرس الكاذب pseudogout هو نوع من التهاب المفاصل الذي يتسم بحدوث نوبات مفاجئة من الألم في المفاصل، وتورمها، وهو يتشابه إلى حد بعيد من النقرس، ولذلك سمي باسمه، إلا أن النقرس يؤثر في العادة على إبهام القدم، فيما يؤثر النقرس الكاذب على الركبة، ومع ذلك فإن كلا المرضين يمكنه أن يؤثر على مفاصل الجسم الأخرى.
ويحدث النقرس بسبب تراكم بلورات يورات الصوديوم
sodium urate، أما النقرس الكاذب فيحدث بسبب بلورات أملاح الكالسيوم ـ وهي ديهيدرات بيروفوسفات الكالسيومcalcium pyrophosphate dehydrate التي تعرف اختصارا بحروف CPPD. وتتشكل بلورات الكالسيوم CPPD هذه في البداية في الغضروف ثم تنتقل نحو السائل المفصلي synovial fluid، محفزة على حدوث التهاب المفصل.
وغالبية الأشخاص الذين تظهر صور الأشعة السينية (أشعة إكس) لهم وجود بلورات KCPPD لا تظهر لديهم أعراض هذه الحالة المرضية إطلاقا، إلا أن بعضا منهم يصابون بالنقرس الكاذب، إضافة إلى التهاب المفاصل المزمن.
عوامل خطر ولا نعرف لماذا تتشكل بلورات الكالسيوم في المفاصل، إلا أنها قد تكون ناجمة عن زيادة في مستويات الكالسيوم أو بيروفوسفات الكالسيوم، أو بسبب عوامل أخرى تقود إلى التشبّع الأقصى ببيروفوسفات الكالسيوم في الغضروف والعظم.
وتشمل عوامل خطر الإصابة بالنقرس الكاذب:
التاريخ العائلي للشخص، تعرض الفصل إلى صدمة، وتقدم العمر.
ولكن، وما دام الجسم يقوم بمهمة التمثيل الغذائي (الأيض) للكالسيوم بشكل طبيعي، فإن الكالسيوم المتناول عن طريق الغذاء أو المكملات، لا يزيد من عمليات تشكيل بلورات CPPD.
والتمثيل الغذائي للكالسيوم عملية منضبطة تماما، فالكالسيوم الآتي من الغذاء أو المكملات يتم امتصاصه في الأمعاء لينتقل إلى مجرى الدم لتوظيفه في مختلف مهمات الخلايا، ومنها عملية تشكيل العظام، وإن كان الجسم يمتص أكثر مما يحتاجه، فإن الكليتين تلفظان الفائض منه.
ومع ذلك فإن بعض الحالات المرضية قد تؤدي إلى الإخلال بهذا التنظيم المنضبط، الأمر الذي يتسبب في ازدياد مستويات الكالسيوم في الدم، وقيام الجسم بتشكيل بلورات الكالسيوم CPPD.
والحالات المرضية هذه المرتبطة بظهور النقرس الكاذب تشمل مسببات حدوث فائض الكالسيوم في الدم، مثل فرط نشاط الغدة جار الدرقية hyperparathyroidism، أو قلة مستويات المغنيسيوم في الدم، أو خمول الغدة الدرقية hypothyroidism، أو زيادة الحديد داخل الأنسجة Hemochromatosis.
ويمكن للطبيب إجراء تحاليل للدم لتشخيص مثل تلك الحالات، وإن كانت نتائج التحاليل طبيعية فإن بإمكانك، بشكل آمن ومن دون أي خوف، تناول الكالسيوم (وفيتامين دي) اللازمين لتقليل مخاطر الإصابة بهشاشة العظام.