تخطى إلى المحتوى

الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومبوس 2024

الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومبوس
الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومبوس

الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومبوس

تشير براهين عدة إلى أن المسلمين قدموا من إسبانيا وغرب إفريقيا إلى الأمريكتين خمسة قرون على الأقل قبل كريستوف كولومبوس،

وقد سجل التاريخ – مثلا- أن في منتصف القرن العشرين – الميلادي – في زمن الخليفة الأموي عبد الرحمن الثالث ( 929 – 961م)

أبحر مسلمون من أصول إفريقية من الميناء الإسباني ديلبا (بالوس) إلى (بحر الظلمات والضباب)(1).

ثم رجعوا بعد غيبة طويلة بغنائم كثيرة من أرض غريبة وبعيدة.

وكذلك سجل التاريخ أن مجموعة من الناس ذوي الأصول الإسلامية صاحبوا كولومبوس ومجموعة من المستكشفين الإسبان إلى العالم الجديد،

وقد كان آخر معقل للمسلمين في إسبانيا (غرناطة) التي سقطت عام (1492م) قبل فترة قليلة من صدور الاستكشافية الإسبانية،

حيث مجموعة من غير النصارى هربوا من الضيق الملقى عليهم، ومنهم من أظهر الاعتناق بالنصرانية من أجل ذلك.

توجد وثيقتان اثنتان على الأقل تثبتان الوجود الإسلامي في أمريكا الإسبانية قبل عام (1550م) لأجل القرار الذي كان عام (1539م)

من قبل كارلوس الخامس ملك إسبانيا، الذي أرغم أبناء المسلمين الذين أعدموا حرقا على الذهاب إلى أراضي إنديز الغربية (West Indies)،

هذا القرار صودق عليه عام (1543م) وبذلك تم ترحيل جميع المسلمين من السواحل الإسبانية.

كما أن عدة مراجع تثبت الدخول الإسلامي إلى أمريكا قبل ذلك، ويمكن اختصارها في ما يلي:

أ – الوثائق التاريخية:

1- المؤرخ والجغرافي المسلم أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي (871 – 957م) كتب في كتابه "مروج الذهب ومعدن الجواهر"

أن في حكم الخليفة المسلم لإسبانيا عبد الله بن محمد ( 888 – 912م) أبحر ملاح مسلم قرطبي اسمه الخشخاش بن الأسود من دلبا

(بالوس) في عام (889م) واجتاز المحيط الأطلسي الى أن بلغ أرضا مجهولة وعاد بكنوز غالية ثمينة.

وفي خريطة المسعودي هناك أرض كبيرة في بحر الظلمات و الضباب أشار لها بأنها: الأرض المجهولة.(1)

2- المؤرخ المسلم أبو بكر بن عمر القوطية، ذكر أنه أثناء مملكة الخليفة المسلم لإسبانيا هشام الثاني (976 – 1009م)

أبحر رحالة مسلم آخر هو أبو فروخ الغرناطي، من قادس في فبراير عام 999م إلى المحيط الأطلسي

حتى نزل بـ: غاندو Gando (من جزر كناري الكبرى) ثم أتم إبحاره غربا إلى أن رأى وسمى جزيرتين هما

كابراريا ((Capraria وبلويتانا (Pluitana) ثم عاد إلى إسبانيا في مايو من عام (999م)..(2)

-3كولومبس أبحر من بالوس Palos (بديلبا)، بإسبانيا ووصل إلى غميرة (Gomera) من الجزر الكناري،

وغميرة هي بالعربية تصغير للغمر وجمعها: الأغمار، وهم القوم الذين يهوون المشاكل والفتن.

هناك وقع كلومبوس في غرام مع بترز بوباديللا. Petriz Bobadella بنت القائد العام للجزيرة.

الإسم العائلي بوباديلاه جاء من الإسم العربي الإسلامي: أبو عبد الله.

آخر من رجالات بيت بوباديلاه هو (فرنسيسكو) وهو مندوب الملك، ربط كولومبوس في الأغلال

وأرسله من سانتو دومينكو رجوعا إلى إسبانيا في نوفمبر عام (1500م).

وقد كانت لعائلة بوباديللا علاقة بالأسرة الحاكمة (العبادية) التي كانت في إشبيلية (1031- 1091م).

وفي الثاني عشر من أكتوبر عام (1492م) نزل كلومبوس في جزيرة صغيرة في الباهماس،

كان اسمها غوان هاني (Guana Hani)، بمساعدة السكان الأصليين لتلك المنطقة،

ثم غير اسمها إلى سان سالفادور (San Salvador).

لفظة (غوانا هاني) أتت من الماندينكا (Mandinka)، وهي مكونة من الألفاظ العربية (غوانا) إخوانا، أي: إخوان.

وهاني: اسم عربي، فاسم البلدة كان ( إخوان هانيء).(11)

وقد كتب فيرديناندو كولومبوس – ابن كريستوف كولومبوس – عن السود الذين رآهم والده في الهندوراس

قائلا: "الناس الذي يعيشون أقصى شرق نقطة كافيناس (Pointe Cavinas)، كما أهل كاب غراسيوس أديوس

(Cape Gracios adios) سود كليا. وفي نفس الوقت في هذه المنطقة تعيش قبيلة مسلمة من السكان الأصليين

تسمى المامي (Al Mamy)".

وفي لغة الماندينكا واللغة العربية ( Al Mamay) فيها استقاء من لفظة الإمام أو الإمامُ (Al IMAMU) قائد المصلين،

أو أحيانا زعيم الطائفة أو الأمة، بل أحيانا تطلق على فرد من الطائفة الإمامية الشيعية.(12).

4- ذكر المؤرخ واللغوي الأمريكي المشهور ليو وينر (Leo Weiner) من جامعة هارفارد، في كتابه "إفريقيا واكتشاف أمريكا"

الذي طبع عام 1920 (Africa and the Discover of America) أن كلومبوس كان على علم بوجود أقوام الماندينكا في العالم الجديد،

وأن مسلمي غرب إفريقيا كانوا منتشرين في منطقة الكارايبي، في وسط وجنوب وشمال الأراضي الأمريكية، بما في ذلك كندا،

حيث كانوا يتاجرون بل ويتزاوجون مع أقوام الإيروكويس (Iroquois) والألكونكوين (Algonquin) الهنديين.(13).

ب – الاستكشافات الجغرافية:

1- ذكر الجغرافي و الخرائطي المسلم المشهور الشريف الإدريسي ( 1099- 1166 م) في كتاب المشهور:

"نزهة المشتاق في اختراق الأفاق" أن مجموعة من الملاحين من شمال إفريقيا أبحروا نحو بحر الظلمات والضباب من لشبونة

(البرتغال) ليستكشفوا ماذا يحتوي وما هي حدوده، حيث وصلوا إلى جزيرة في عمق البحر بها أناس وحضارة،

وفي اليوم الرابع جاءهم مترجم خاطبهم باللغة العربية (3).

2- أشارت المراجع الإسلامية بوثائق ومعلومات تفصيلية عن الرحلة التي قام بها الشيخ زين الدين علي بن فضل المزندراني،

عبر بحر الظلمات والضباب، تلك الرحلة التي ابتدأت من طرفاية (جنوب المغرب) أثناء مملكة السلطان أبي يعقوب يوسف

(1286 – 1307م ) سادس الأسر المرينية الحاكمة، إلى جزيرة خضراء في البحر الكارايبي أثناء عام 1291 (690 هجرية)

وتفاصيل رحلته مذكورة في المراجع الإسلامية، وكثير من العلماء المسلمين على علم بهذه الأحداث التاريخية المدونة عن هذه الرحلة. (4).

3- المؤرخ المسلم شهاب الدين أبو العباس أحمد بن فضل العمري (1300-1384 م / 700-786هجرية) تقصى بالتفصيل في كتابه

"مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" الرحلات الاستكشافية الجغرافية في بحر الظلمات والضباب التي قام بها ملوك مالي.(5).

4- السلطان مانسوكا نكان موسى (1312-1337م) كان أشهر ملوك الماندينكا المعروف عالميا، التابع لإمبراطورية مالي الإسلامية،

عندما سافر إلى مكة في حجه الشهير عام 1324م، أخبر علماء حوزة سلطان المماليك البحرية الناصر، ناصر الذين محمد الثالث

(1309 –1940م) في القاهرة، أن أخاه السلطان أبا البكاري الأور (1285 –1312م) أرسل حملتين إلى المحيط الأطلسي.

وعندما لم يرجع السلطان الى تمبكتو في رحلته الثانية عام (1311م)، أصبح أخوه مانسو موسى سلطان الإمبراطورية بعده.(6).

5- كولوبوس والاستكشافيون الاسبانيون والبرتغاليون الأوائل لم يستطيعوا عبور المحيط الأطلسي إلى عمق (2400 كلم)

إلا بمساعدة والاعتماد على معلومات الجغرافيين والملاحين المسلمين، وعن طريق عدة خرائط لهم، من ضمنها خريطة المسعودي

(875 –957م) المضمنة في كتابه "أخبار الزمان"، الذي جمعت مادته من آسيا وإفريقيا.(9)

وكذلك فإن كولومبوس كان له قبطانان ذوا أصل مسلم في رحتله الأولى عبر المحيط الأطلسي:

– مارتن ألونسو بنزون Martin Alonso Pinzon كان قائد البحرية بينتا (PINTA).

– وأخوه فايسينتي يانز بنزون Vicente Yanez Pinzon الذي كان قائد البحرية نينا (NINA).

وقد كانا غنيين خبيرين أتيا بمجهزي السفن الذين ساعدوا على تنظيم استكشافية كولومبوس، وجهزا بارجته المسماة القديسة ماريا

( SANTA MARIA)، وقد ساعداه على نفقتهما الخاصة لأسبابهما التجارية والسياسية.

و عائلة البنزون (Pinzon) كانت لها علاقة بأبي زيان محمد الثالث ( 1362 – 1366م) ملك الدولة المرينية في المغرب

( 1196-1465). (10).

ج – النقوش والزخارف العربية (الإسلامية):


1- الإنتروبولوجيون وجدوا أن الماندينكيين طبقا لتعليمات مانسا موسا (Mansa Musa) اكتشفوا عدة مناطق في شمال أمريكا

على طريق المسيسيبي وأنهار أخرى، وعلى الزوايا الأربع من (أريزونا) كتابات تدل كذلك على أنهم أحضرو فيلة من إفريقيا إلى تلك الناحية.(7).

2- ذكر كلومبوس في أوراقه أن في الإثنين 21 من أكتوبر لعام (1492م) عندما كانت سفينة مبحرة قريبا من جيبارا (Gibara)

الساحل الشمالي الشرقي لكوبا، رأى مسجدا على قمة جبل جميل.

وأطلال المساجد والمآذن مع كتابات من القرآن الكريم وجدت في كوبا والمكسيك والتكساس ونيفادا (8).

3- أثناء رحلة كولومبوس الثانية الثانية أخبره هنود إسبانولا (هايتي) ESPANOLA، أن أناسا "سودا" جاؤوا الى الجزيرة،

قبل وصوله، ولإثبات ذلك أحضروا له رماحا لهؤلاء المسلمين السود.

تلك الرماح كانت رؤوسها مغطاة بمعدن أصفر كان يسميه الهنود الحمر (غواني) Guanin، وهي كلمة أتت من غرب إفريقيا تعني:

الذهب المخلوط بمعادن أخرى، بل الأغرب أن لها علاقة بالكلمة العربية (غناء) الذي يعني كثرة المال و غزارته.

بعد ذلك أحضر كولومبوس عينة من "الغوانين" إلى إسبانيا، ففحصت ووجد أنها احتوت على 18 جزءا من الذهب (56,25%)

وستة أجزاء من الفضة (18,75%) وثمانية أجزاء من النحاس (%15)، وهي نفس النسبة التي توجد في المعادن الإفريقية في غينيا(14).

4- في عام (1498م) أثناء رحلة كلومبوس الثالثة إلى العالم الجديد، نزل في ترينيداد (Trinidad)، ثم حل بقارة أمريكا الشمالية،

حيث ذهبت ثلة من جماعته المسلحة عبر الساحل، ورأت نساء بلديات يلبسن أغطية للرأس ملونة ومنسوجة بالقطن المتناسق.

وقد أشار كلوبوس الى أن تلك الأغطية تشبه في ألوانها أغطية الرأس والمأزر التي يرتديها الغينيون. بل كذلك في طريقة لباسها وأغراضها.

وقد أسماها المايزرات(AMAYZARS)، والميزار المأزر كلمة عربية تشير إلى التنانير والأغطية والفساتين

التي كان يلبسها المورو(Moros) (وهم مسلوا إسبانيا وشمال إفريقيا).. وقد جاءت من غرب إفريقيا (غينيا) إلى المغرب وإسبانيا والبرتغال.

أثناء هذه الرحلة اندهش كولومبوس عندما رآى البلديات المتزوجات يلبسن (سراويل قطنية قصيرة) البراكاس (Bragas)

واستغرب من أين تعلمن ذلك اللباس.

الفاتح الإسباني هرنان كورتس (Hernan Cortes)، وصف لباس المرأة الهندية بأنه (مثل الحجاب الطويل،

ولباس الرجل الهندي تشبه المئزر، مصبوغة على هيئة الألبسة المورية (المغربية) ( الفضفاضة).

وقد وصف فردينادز كولومبوس الكساءات البلدية القطنية بقول: "بنطلونات واسعة على نفس هيئة ولباس الشالات الذي ترتديه النساء في غرناطة".

حتى الشبه كان خارقا بين أرجوحات الأطفال الشبكية هناك بتلكم في شمال إفريقيا.(15).

5- ساق الدكتور باري فيل (Barry Fell) في جامعة هارفرد في كتابه "القصة الأمريكية" 1980(Saga America) ،

براهين علمية تدعم الوصول الإسلامي إلى أمريكا قرونا قبل كريستوف كولومبوس في شمال وغرب إفريقيا.

حيث اكتشف الدكتور فيل وجود مدارس إسلامية في فالي أف فاير (Valley of Fire)، وألان سبرينغز (Allan Springs)،

ولوغومارسينو(Logomarsino)، وكيهول (Keyhole)، وكانيون (Canyon)، وواشو (Washoe) وهيكيسون سوميت باس

(Hickison Summit Pass) في نيفادا (Nevada) ، وميسا فردي (Mesa verde)، في كولورادو (Colorado)،

وميمبرز فالي (Mimbers Vallez)في المكسيك الجديدة (NewMexico)، وتيبير كانو(Tipper Canoe)

في ولاية إنديانا (Indiana) ترجع الى تاريخ (700 –800) للميلاد وجد منقوشا في الصخور في الغرب الحار الجاف

لأمريكا نصوصا ورسومات بيانية وخرائط تمثل أطلالا من مجموعة مدارس ابتدائية ودراسات عليا،

ولغة النقوش كانت اللغة العربية لشمال إفريقيا منقوشة بالخط الكوفي القديم.

وقد تضمنت العلوم المنقوشة: الكتابة والقراءة والحساب، والدين والتاريخ والجغرافيا، والرياضيات والفلك وعلم الملاحة.

وأصول الزوار المسلمين في شمال أمريكا كانت: الإيروكويس Iroquois، والألغونكين Algonquin والأناسازيون Anasazi،

والهو هوكام Hohokam ، وكذلك ذوو الأصول الأولميكية .(16) (Olmec)

6- هناك 565 إسم لمناطق (قرى ومدن وجبال وأنهار وبحار). في الولايات المتحدة الأمريكية يوجد (484)، وفي كندا (81)،

وكلها ذوات أصول إسلامية وعربية.

هذه الأسماء كانت سميت أصلا من لدى البلدين قبل وصول كولومبوس، وبعض هذه الأسماء لها معان مقدسة،

مثل : مكة(Macca) (وبها 720 من السكان في ولاية إنديانا، وقبيلة مكة الهندية Makka Indian tribe) في ولاية واشنطن.

والمدينة (Medina) بها 2100 من السكان في ولاية إداهو، والمدينة كذلك بها 8500 من السكان في ولاية نيويورك.

والمدينة بها 1100 من السكان، وحازن (Hazen) بها 500 آلاف من السكان في نورث داكوتا (North Dakota).

والمدينة أيضا وبها 17000 من السكان، والمدينة أخرى بها 120190 من السكان في آهيو(Ohèo).

والمدينة أيضا بها 1100 من السكان في تينيسي (Tonnesse) ، والمدينة بها 26000 من السكان في ولاية تكساس (Texas)،

والمدينة بها 1200 من السكان في أونتاريو (Ontario)، وماحومت (Mahomet) بها 3200 من السكان في إلينوتس

(ILLINOTS) ومنى (Mona) بها ألف من السكان في أوتاه ( UTAH). وأرفا بها 700 من السكان في أونتاريو (Ontario) … إلخ.

وهناك دراسات متخصصة في أسماء القرى الهندية –الأمريكية- العتيقة أظهرت أسماء عديدة لها جذور وأصول عربية وإسلامية.

مثلا أناسازي (Anasazi)، أباتشي (Apache)، أراواك (Arawak)، حوحوكام (Hohokam)، حوبا (Hopa)، حبي (Hopi)،

ملة (Makkah)، محيقان (Mohigan)، محوق (Mhouk)، نازكا (Nazca)، زولو (Zulu)، زوني (Zuni)، أريكانا (Arikana)،

شافين (Chavin)، شيلوركي (Chelorkee)، كري (Cree)…إلخ.

واعتمادا على ما ذكرته في المعلومات التاريخية والجغرافية واللغوية، فإني أدعو إلى الاحتفال بالذكرى الألفية الأولى

لدخول المسلمين إلى الأمريكيتين، خمسة قرون قبل كولومبوس، أدعو جميع الدول وكذلك الأقليات الإسلامية حول العالم،

ونتمنى أن يجد هذا النداء فهما تاما وإدراكا كافيا، ويجذب دعما كاف منهم….

بقلم الدكتور يوسف مروه

منقوول

    مشكورة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.