كان المؤرخون على رأي ول ديورانت يصابون بالدهشة عندما يقفون على اطلال مدينة بابل وهم ينظرون الى خرائبها والصحارى الموحشة التي تحيط بها، كيف يمكن لهذا الخراب ان ينتج ذات يوم حضارة ثرية بعطائها ومنجزها الابداعي العلمي او المادي مع كثير من المنجز الشعري مثل ملحمة جلجامش واساطير عشتار وتموز وابتكار الالهة في محاولة لتفسير الكون ومعرفة بداية الخلق وولادة الانسان من حفنة من الطين ففي هذه الحضارة كان يتداخل المنجز المادي والتأمل الروحي في اطار من الشعرية والبحث الدائم عن الخلود فحضارة بابل اوجدت علم الفلك في محاولة منها للتطلع نحو السماء واكتشاف السديم والبحث عن الاله .
وانشأت علم اللغة واللغة هي اداة الحضارة الاولى للتعبير عن رؤية الانسان للكون ولصياغة الشعر والايقاع والتسامي على اللغة اليومية التي هي أقل قدرة في التعبير عن رؤية الانسان لما وراء الطبيعة او استكناه هواجس الذات .
وللبابليين اول انجاز في الشرائع كما فعل حمورابي وهو يتلقى القوانين من إله الشمس مكتوباً على الحجر. ويربط البعض
هذه الحضارة بانها فيض من
دجلة والفرات ولولاهما لما قامت حضارة بابل او نمت حدائقها المعلقة واشجارها الباسقة . مثلما كانت مصر هبة النيل على حد قول المؤرخ اليوناني هيرودوتس، ولهذا سميت بابل جنة الساميين وحديقة اسيا القديمة ومخزن حبوبها او قمحها .
اما عن جنس البابليين فيرى بعض المؤرخين انهم نتيجة تداخل الاكديين والسومريين وتزاوجهم وقد تغلبت السلالة الجديدة بأصلها السامي الاكدي ونبغ منها حمورابي الذي كان فاتحاً ومشرّعاً حكم 43 سنة فهو على حد تعبير المؤرخ ديورانت عاصفة هوجاء في الحرب اسس دولة بابل ووحدها ونشر لواء السلام ووضع قوانين العدالة باسم الالهة وقوانينه تبدأ بتحية الاله لكنها بعيدة عن روح الالوهة والديانة .
وكان هدفه الرئيس من هذه القوانين هو ان لا يظلم الاقوياء الضعفاء وهو الذي سقى ارض سومر وأكد بالماء الغزير ولأن
آلهة بابل او كهنتها لا تشبع فقد
بنى لهم مخزناً واسعاً لخزن الحبوب، وعندما تدخل مدينة
بابل تراها تمتد على ضفتي نهر الفرات حيث اقام هناك جسراً بينما تمخر السفن صاعدة ونازلة في النهر .
ولو أردنا ان نصف هؤلاء البابليين لوجدناهم سمر الوجوه سود الشعر يرسلون ضفائرهم تنوس على أكتافهم وتترك النساء أحدى كتفيها عارية بينما يتدثر الرجال بعباءاتهم واذا كان السومريون حفاة الاقدام فالبابليون كانوا يلبسون الاخفاف وكان رجالهم يضعون في مناطقهم او أحزمتهم اختاماً تمثل هوياتهم الشخصية ويختمون بها وثائقهم او رسائلهم . ولان بابل امتازت بالثراء و الترف والنعيم فقد طمع بها الغزاة الجائعون وأحرقوها .
ولعل نبوخذ نصر كان اقوى ملوك الشرق الادنى وكان أميا لكنه لا يخلو من جنون وقد بنى لبابل سوراً عظيماً طوله 56 ميلا تستطيع عربة تجرها أربعة جياد ان تجري اعلى هذا السور وهو أشاد على ربوةٍ حدائقه المعلقة تحرس قصره أسود ضخمة من الحجر وقد اشادها تكريماً لزوجته الاميرة التي لم تألف شمس بابل الحارة فعاودها الحنين الى خضرة بلادها وجبالها.
وكانت هذه الحدائق وهي
احدى عجائب الدنيا السبع
تسقى من نهر الفرات بآلات مائية مخبأة يديرها حشود من العبيد والأرقاء .
والنســــاء في هذه الحدائـــق يمشين غير محجبات بعيــــداً
عن اعين الغوغاء تسترهن الاشجار والزهور ولعل للبابليين مخيلة واسعة فقد بلغت آلهتهم 65,000 الف إله تحرس مدنهم وهم على
راي المؤرخين شرطة سرية في الدولة البابلية، ولعل الالهة
عشتار وهي إلهة الجمال والحب
وهي الأم الرؤوم التي توحي بخصوبة الارض يصورونها امرأة عارية
تقدم ثدييها للرضاع ويخاطبها المصلون بالعذراء المقدسة .
وقد رفض الزواج منها جلجامش لانه لا يثق بها وسبق ان أغوت أسداً وأحبته. ثم شغفت حباً بتموز عندما كان يرعى غنمه تحت الشجرة لكن خنزيرا برياً طعن تموز طعنه قاتلة فسقط في الجحيم تحت الارض وقد قررت عشتار ان تنزل الجحيم للبحث عن تموز وكان لايسمح بدخولها الا عارية فكانت تنزع في كل باب من ابواب الجحيم بعضاً من ثيابها او قلائدها او أقراطها الى ان وصل الامر الى ان تنزع مافي منطقة حقويها فما نعت عشتار أول الامر بنوع من الدلال لكنها خضعت بعد ذلك لقرار العري الألزامي وبعد ذلك أخذ سكان بابل يتناقصون وكذلك القرابين وتعطلت الحياة الجنسية والعلاقات الروحية بين الذكور والاناث في عالم الانسان او الحيوان وحينما تنجح في الخروج من عالم الظلام هذا وتجتاز الابواب السبعة وتستلم ثيابها وقلائدها واقراطها المنزوعة تعود الحياة الى الارض وينمو النبات ويكثر النسل، وكان البابليون يبكون تموز كل عام وينتحبون لموته وينتظرون يوم بعثه ليحتفلوا به.
بابل اسطورة التراث
وانشأت علم اللغة واللغة هي اداة الحضارة الاولى للتعبير عن رؤية الانسان للكون ولصياغة الشعر والايقاع والتسامي على اللغة اليومية التي هي أقل قدرة في التعبير عن رؤية الانسان لما وراء الطبيعة او استكناه هواجس الذات .
وللبابليين اول انجاز في الشرائع كما فعل حمورابي وهو يتلقى القوانين من إله الشمس مكتوباً على الحجر. ويربط البعض
هذه الحضارة بانها فيض من
دجلة والفرات ولولاهما لما قامت حضارة بابل او نمت حدائقها المعلقة واشجارها الباسقة . مثلما كانت مصر هبة النيل على حد قول المؤرخ اليوناني هيرودوتس، ولهذا سميت بابل جنة الساميين وحديقة اسيا القديمة ومخزن حبوبها او قمحها .
اما عن جنس البابليين فيرى بعض المؤرخين انهم نتيجة تداخل الاكديين والسومريين وتزاوجهم وقد تغلبت السلالة الجديدة بأصلها السامي الاكدي ونبغ منها حمورابي الذي كان فاتحاً ومشرّعاً حكم 43 سنة فهو على حد تعبير المؤرخ ديورانت عاصفة هوجاء في الحرب اسس دولة بابل ووحدها ونشر لواء السلام ووضع قوانين العدالة باسم الالهة وقوانينه تبدأ بتحية الاله لكنها بعيدة عن روح الالوهة والديانة .
وكان هدفه الرئيس من هذه القوانين هو ان لا يظلم الاقوياء الضعفاء وهو الذي سقى ارض سومر وأكد بالماء الغزير ولأن
آلهة بابل او كهنتها لا تشبع فقد
بنى لهم مخزناً واسعاً لخزن الحبوب، وعندما تدخل مدينة
بابل تراها تمتد على ضفتي نهر الفرات حيث اقام هناك جسراً بينما تمخر السفن صاعدة ونازلة في النهر .
ولو أردنا ان نصف هؤلاء البابليين لوجدناهم سمر الوجوه سود الشعر يرسلون ضفائرهم تنوس على أكتافهم وتترك النساء أحدى كتفيها عارية بينما يتدثر الرجال بعباءاتهم واذا كان السومريون حفاة الاقدام فالبابليون كانوا يلبسون الاخفاف وكان رجالهم يضعون في مناطقهم او أحزمتهم اختاماً تمثل هوياتهم الشخصية ويختمون بها وثائقهم او رسائلهم . ولان بابل امتازت بالثراء و الترف والنعيم فقد طمع بها الغزاة الجائعون وأحرقوها .
ولعل نبوخذ نصر كان اقوى ملوك الشرق الادنى وكان أميا لكنه لا يخلو من جنون وقد بنى لبابل سوراً عظيماً طوله 56 ميلا تستطيع عربة تجرها أربعة جياد ان تجري اعلى هذا السور وهو أشاد على ربوةٍ حدائقه المعلقة تحرس قصره أسود ضخمة من الحجر وقد اشادها تكريماً لزوجته الاميرة التي لم تألف شمس بابل الحارة فعاودها الحنين الى خضرة بلادها وجبالها.
وكانت هذه الحدائق وهي
احدى عجائب الدنيا السبع
تسقى من نهر الفرات بآلات مائية مخبأة يديرها حشود من العبيد والأرقاء .
والنســــاء في هذه الحدائـــق يمشين غير محجبات بعيــــداً
عن اعين الغوغاء تسترهن الاشجار والزهور ولعل للبابليين مخيلة واسعة فقد بلغت آلهتهم 65,000 الف إله تحرس مدنهم وهم على
راي المؤرخين شرطة سرية في الدولة البابلية، ولعل الالهة
عشتار وهي إلهة الجمال والحب
وهي الأم الرؤوم التي توحي بخصوبة الارض يصورونها امرأة عارية
تقدم ثدييها للرضاع ويخاطبها المصلون بالعذراء المقدسة .
وقد رفض الزواج منها جلجامش لانه لا يثق بها وسبق ان أغوت أسداً وأحبته. ثم شغفت حباً بتموز عندما كان يرعى غنمه تحت الشجرة لكن خنزيرا برياً طعن تموز طعنه قاتلة فسقط في الجحيم تحت الارض وقد قررت عشتار ان تنزل الجحيم للبحث عن تموز وكان لايسمح بدخولها الا عارية فكانت تنزع في كل باب من ابواب الجحيم بعضاً من ثيابها او قلائدها او أقراطها الى ان وصل الامر الى ان تنزع مافي منطقة حقويها فما نعت عشتار أول الامر بنوع من الدلال لكنها خضعت بعد ذلك لقرار العري الألزامي وبعد ذلك أخذ سكان بابل يتناقصون وكذلك القرابين وتعطلت الحياة الجنسية والعلاقات الروحية بين الذكور والاناث في عالم الانسان او الحيوان وحينما تنجح في الخروج من عالم الظلام هذا وتجتاز الابواب السبعة وتستلم ثيابها وقلائدها واقراطها المنزوعة تعود الحياة الى الارض وينمو النبات ويكثر النسل، وكان البابليون يبكون تموز كل عام وينتحبون لموته وينتظرون يوم بعثه ليحتفلوا به.
بابل اسطورة التراث
مشكورة حبيبتى