تخطى إلى المحتوى

تفسير الآية 5 من سورة هود 2024

{ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور}
الونشريس
إعراب الآية :
"حين" ظرف زمان متعلق بـ "يعلم"، وجملة "يستغشون" مضاف إليه، وجملة "يعلم" مستأنفة.
الونشريس
الألفاظ المشتركة في الآية الكريمة :
ثنى
– الثني والاثنان أصل لمتصفات هذه الكلمة، ويقال ذلك باعتبار العدد، أو باعتبار التكرير الموجود فيه أو باعتبارهما معا، قال الله تعالى: (ثاني اثنين( [التوبة/40]، (اثنتا عشرة عينا( [البقرة/60]، وقال: (مثنى وثلاث ورباع( [النساء/3] فيقال: ثنيته تثنية: كنت له ثانيا، أو أخذت نصف ماله، أو ضممت إليه ما صار به اثنين.والثنى: ما يعاد مرتين، قال عليه السلام: (لاثنى في الصدقة) (الحديث أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث 1/98؛ وابن الأثير في النهاية 1/244؛ والفائق 1/158، ورواته ثقات) أي: لا تؤخذ في السنة مرتين. قال الشاعر:- 84 – لقد كانت ملامتها ثنى *** (هذا عجز بيت، وصدره:أفي جنب بكر قطعتني ملامةوهو ينسب لأوس بن حجر في ديوانه ص 141؛ وإلى معن بن أوس كما في غريب الحديث 1/98؛ وإلى كعب بن زهير في اللسان (ثنى) ؛ وديوان كعب ص 128 وهو الأرجح؛ وانظر: المجمل 1/163)وامرأة ثني: ولدت اثنين، والولد يقال له: ثني، وحلف يمينا فيها ثنيا وثنوى وثنية ومثنوية (هذا كله بمعنى الاستثناء)، ويقال للآوي الشيء: قد ثناه، نحو قوله تعالى: (ألا إنهم يثنون صدورهم( [هود/5]، وقراءة ابن عباس: (يثنونى صدورهم) (وهي قراءة شاذة. انظر: البصائر 1/345) من: اثنونيت، وقوله عز وجل: (ثاني عطفه( [الحج/9]، وذلك عبارة عن التنكر والإعراض، نحو: لوى شدقة، (ونأى بجانبه( [الإسراء/83].والثني من الشاة: ما دخل في السنة الثانية وما سقطت ثنيته من البعير، وقد أثنى، وثنيت الشيء أثنيه: عقدته بثنايين غير مهموز، قيل (انظر: المجمل 1/164) : وإنما لم يهمز لأنه بنى الكلمة على التثنية، ولم يبن عليه لفظ الواحد. والمثناة: ما ثني من طرف الزمام، والثنيان الذي يثنى به إذا عد السادات. وفلان ثنية أهل بيته كناية عن قصور منزلته فيهم، والثنية من الجبل: ما يحتاج في قطعه وسلوكه إلى صعود وحدود، فكأنه يثني السير، والثنية من السن تشبيها بالثنية من الجبل في الهيئة والصلابة. والثنيا من الجزور: ما يثنيه جازره إلى ثنيه من الرأس والصلب، وقيل: الثنوى. والثناء: ما يذكر في محامد الناس، فيثنى حالا فحالا ذكره، يقال: أثني عليه.وتثنى في مشيته نحو: تبختر، وسميت سور القرآن مثاني في قوله عز وجل: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني( [الحجر/87] لأنها تثنى على مرور الأوقات وتكرر فلا تدرس ولا تنقطع دروس سائر الأشياء التي تضمحل وتبطل على مرور الأيام، وعلى ذلك قوله تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني( [الزمر/23]، ويصح أنه قيل للقرآن: مثاني؛ لما يثنى ويتجدد حالا فحالا من فوائده، كما روي في الخبر في صفته: (لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه) (الحديث أخرجه رزين وأبو عبيد في كتابه (فضائل القرآن)، وقال: هذا غريب من هذا الوجه. وعند الترمذي: (ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه). انظر سنن الترمذي: باب فضائل القرآن رقم (2908)، قال: وإسناده مجهول. وأخرجه أحمد في المسند برقم (704)، وابن أبي شيبة 6/125).ويصح أن يكون ذلك من الثناء، تنبيها على أنه أبدا يظهر منه ما يدعو إلى الثناء عليه وعلى من يتلوه، ويعلمه ويعمل به، وعلى هذا الوجه وصفه بالكرم في قوله تعالى: (إنه لقرآن كريم( [الواقعة/77]، وبالمجد في قوله: (بل هو قرآن مجيد( [البروج/21].والاستثناء: إيراد لفظ يقتضي رفع بعض ما يوجبه عموم لفظ متقدم، أو يقتضي رفع حكم اللفظ عما هو. فمما يقتضي رفع بعض ما يوجبه عموم اللفظ قوله تعالى: (قل لا أجد فيما أوحى إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة( الآية: [الأنعام/145].وما يقتضي رفع ما يوجبه اللفظ فنحو قوله:والله لأفعلن كذا إن شاء الله، وامرأته طالق إن شاء الله، وعبده عتيق إن شاء الله، وعلى هذا قوله تعالى: (إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين *** ولا يستثنون( [القلم/17 – 18].
خفى
– خفي الشيء خفية: استتر، قال تعالى: (ادعوا ربكم تضرعا وخفية( [الأعراف/55]، والخفاء: ما يستر به كالغطاء، وخفيته: أزلت خفاه، وذلك إذا أظهرته (انظر: المجمل 2/297)، وأخفيته: أوليته خفاء، وذلك إذا سترته، ويقابل به الإبداء والإعلان، قال تعالى: (إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم( [البقرة/271]، وقال تعالى: (وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم( [الممتحنة/1]، (بل بدا لهم ما كانوا يخفون( [الأنعام/28]، والاستخفاء: طلب الإخفاء، ومنه قوله تعالى: (ألا إنهم يثنون صدروهم ليستخفوا منه( [هود/5]، والخوافي: جمع خافية، وهي: ما دون القوادم من الريش.
الونشريس
تفسير الجلالين :
5 – ونزل كما رواه البخاري عن ابن عباس فيمن كان يستحيي أن يتخلى أو يجامع فيفضي إلى السماء وقيل في المنافقين (ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه) أي الله (ألا حين يستغشون ثيابهم) يتغطَّون بها (يعلم) تعالى (ما يسرون وما يعلنون) فلا يغني استخفاؤهم (إنه عليم بذات الصدور) أي بما في القلوب
الونشريس
تفسير ابن كثير :
قال ابن عباس كانوا يكرهون أن يستقبلوا السماء بفروجهم وحال وقاعهم فأنزل الله هذه الآية روى البخاري من طريق ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر أن ابن عباس قرأ ألا إنهم تثنوني صدورهم الآية فقلت يا أبا العباس ما تثنوني صدورهم ؟ قال الرجل كان يجامع امرأته فيستحيي أو يتخلى فيستحيي فنزلت " ألا إنهم تثنوني صدورهم " وفي لفظ آخر له قال ابن عباس أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم ثم قال : حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال قرأ ابن عباس " ألا إنهم تثنوني صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم" قال البخاري : وقال غيره عن ابن عباس " يستغشون" يغطون رءوسهم وقال ابن عباس في رواية أخرى في تفسير هذه الآية يعني به الشك في الله وعمل السيئات وكذا روي عن مجاهد والحسن وغيرهم أي أنهم كانوا يثنون صدورهم إذا قالوا شيئا أو عملوه فيظنون أنهم يستخفون من الله بذلك فأخبرهم الله تعالى أنهم حين يستغشون ثيابهم عند منامهم في ظلمة الليل " يعلم ما يسرون " من القول " وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور " أي يعلم ما تكن صدورهم من النيات والضمائر والسرائر وما أحسن ما قال زهير بن أبي سلمى في معلقته المشهورة : فلا تكتمن الله ما في قلوبكم ليخفى ومهما يكتم الله يعلم يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ليوم حساب أو يعجل فينقم فقد اعترف هذا الشاعر الجاهلي بوجود الصانع وعلمه بالجزئيات وبالمعاد وبالجزاء وبكتابة الأعمال في الصحف ليوم القيامة وقال عبد الله بن شداد : كان أحدهم إذا مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ثنى عنه صدره وغطى رأسه فأنزل الله ذلك وعود الضمير إلى الله أولى لقوله " ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون " وقرأ ابن عباس ألا إنهم تثنوني صدورهم برفع الصدور على الفاعلية وهو قريب المعنى .
الونشريس
تفسير القرطبي :
أخبر عن معاداة المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين , ويظنون أنه تخفى على الله أحوالهم . " يثنون صدورهم " أي يطوونها على عداوة المسلمين ففيه هذا الحذف , قال ابن عباس : يخفون ما في صدورهم من الشحناء والعداوة , ويظهرون خلافه . نزلت في الأخنس بن شريق , وكان رجلا حلو الكلام حلو المنطق , يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يجب , وينطوي له بقلبه على ما يسوء . وقال مجاهد : " يثنون صدورهم " شكا وامتراء . وقال الحسن : يثنونها على ما فيها من الكفر . وقيل : نزلت في بعض المنافقين , كان إذا مر بالنبي صلى الله عليه وسلم ثنى صدره وظهره , وطأطأ رأسه وغطى وجهه , لكيلا يراه النبي صلى الله عليه وسلم فيدعوه إلى الإيمان ; حكي معناه عن عبد الله بن شداد فالهاء في " منه " تعود على النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل : قال المنافقون إذا غلقنا أبوابنا , واستغشينا ثيابنا , وثنينا صدورنا على عداوة محمد فمن يعلم بنا ؟ فنزلت الآية . وقيل : إن قوما من المسلمين كانوا يتنسكون بستر أبدانهم ولا يكشفونها تحت السماء , فبين الله تعالى أن التنسك ما اشتملت عليه قلوبهم من معتقد , وأظهروه من قول وعمل . وروى ابن جرير عن محمد بن عباد بن جعفر قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول : " ألا إنهم تثنوي صدورهم ليستخفوا منه " قال : كانوا لا يجامعون النساء , ولا يأتون الغائط وهم يفضون إلى السماء , فنزلت هذه الآية . وروى غير محمد بن عباد عن ابن عباس : " ألا إنهم تثنوي صدورهم " بغير نون بعد الواو , في وزن تنطوي ; ومعنى " تثنوي " والقراءتين الأخريين متقارب ; لأنها لا تثنوي حتى يثنوها . وقيل : كان بعضهم ينحني على بعض يساره في الطعن على المسلمين , وبلغ من جهلهم أن توهموا أن ذلك يخفى على الله تعالى : " ليستخفوا " أي ليتواروا عنه ; أي عن محمد أو عن الله .

    جزاك الله خيرا

    جزاكى الله خير

    جزانا واياكم الجنة

    جزاكي الله خيرااااااااااااااااااااا

    جزانا واياكي خيرا

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.