تخطى إلى المحتوى

تفسير الآية 76 من سورة القصص 2024


الونشريس
{إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين}
الونشريس
إعراب الآية :
جملة "فبغى" معطوفة على جملة "كان"، الجار"من الكنوز" متعلق بـ "آتيناه"، "ما" اسم موصول مفعول ثان، "أولي" نعت للعصبة مجرور بالياء، جملة "إن مفاتحه لتنوء" صلة الموصول الاسمي، "إذ" ظرف زمان متعلق بمقدر أي: أظهر الفرح إذ، والجملة المقدرة مستأنفة، وجملة "إن الله لا يحب الفرحين" مستأنفة في حيز القول.
الونشريس
الألفاظ المشتركة في الآية الكريمة :
أشر
– الأشر: شدة البطر، وقد أشر (يقال: أشر وأشر بالفتح والكسر، والمعنى مختلف، انظر: الأفعال 1/103) يأشر أشرا، قال تعالى: (سيعلمون غدا من الكذاب الأشر( [القمر/26]، فالأشر أبلغ من البطر، والبطر أبلغ من الفرح، فإن الفرح – وإن كان في أغلب أحواله مذموما لقوله تعالى: (إن الله لا يحب الفرحين( [القصص/76] – فقد يحمد تارة إذا كان على قدر ما يجب، وفي الموضع الذي يجب، كما قال تعالى: (فبذلك فليفرحوا( [يونس/58] وذلك أن الفرح قد يكون من سرور بحسب قضية العقل، والأشر لا يكون إلا فرحا بحسب قضية الهوى، ويقال: ناقة مئشير (يقال: رجل مئشير وامرأة مئشير، وناقة مئشير وجواد مئشير، يستوي فيه المذكر والمؤنث. انظر: اللسان (أشر) )، أي: نشيطة على طريق التشبيه، أو ضامر من قولهم: أشرت الخشبة (أشر الخشبة: شقها).
بغى
– البغي: طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى، تجاوزه أم لم يتجاوزه، فتارة يعتبر في القدر الذي هو الكمية، وتارة يعتبر في الوصف الذي هو الكيفية، يقال: بغيت الشيء: إذا طلبت أكثر ما يجب، وابتغيت كذلك، قال الله عز وجل : (لقد ابتغوا الفتنة من قبل( [التوبة/48]، وقال تعالى: (يبغونكم الفتنة( [التوبة/47]. والبغي على ضربين.- أحدهما محمود، وهو تجاوز العدل إلى الإحسان، والفرض إلى التطوع.- والثاني مذموم، وهو تجاوز الحق إلى الباطل، أو تجاوزه إلى الشبه، كما قال عليه الصلاة والسلام: (الحق بين والباطل بين، وبين ذلك أمور مشتبهات، ومن رتع حول الحمى أوشك أن يقع فيه) (الحديث يروى عن النعمان بن بشير يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الحلال بين الحرام بين، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لعرضه ودينه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه). وهذه الرواية الصحيحة، والحديث أخرجه البخاري في الإيمان (انظر فتح الباري 1/116) ؛ ومسلم في المساقاة رقم (1599) )، ولأن البغي قد يكون محمودا ومذموما، قال تعالى: (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق( [الشورى/42]، فخص العقوبة ببغية بغير الحق.وأبغيتك: أعنتك على طلبه، وبغى الجرح: تجاوز الحد فس فساده، وبغت المرأة بغاء: إذا فجرت، وذلك لتجاوزها إلى ما ليس لها. قال عز وجل: (ولا تكرههوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا( [النور/33]، وبغت السماء: تجاوزت في المطر حد المحتاج إليهن وبغى: تكبر، وذلك لتجاوزه منزلته إلى ما ليس له ويستعمل ذلك في أي أمر كان. قال تعالى: (يبغون في الأرض بغير الحق( [الشورى/42]، وقال تعالى: (إنما بغيكم على أنفسكم( [يونس/23]، (ثم بغى عليه لينصرنه الله( [الحج/60]، (إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم( [القصص/76]، وقال: (بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي( [الحجرات/9]، فالبغي في أكثر المواضع مذموم، وقوله: (غير باغ ولا عاد( [البقرة/173]، أي: غير طالب ما ليس له طلبه ولا متجاوز لما رسم له.قال الحسن: غير متناول للذة ولا متجاوز سد الجوعة (ومثله عن الشعبي والنخعي قالا: إذا اضطر إلى الميتة أكل منها قدر ما يقيمه. راجع الدر المنثور 1/408).وقال مجاهد رحمه الله: غير باغ على إمام ولا عاد في المعصية طريق الحق (أخرج هذا عن مجاهد البيهقي في المعرفة والسنن وابن أبي شيبة وابن المنذر وغيرهم. انظر: الدر المنثور 1/408).وأما الابتغاء فقد خص بالاجتهاد في الطلب، فمتى كان الطلب لشيء محمود فالابتغاء فيه محمود نحو: (ابتغاء رحمة من ربك( [الإسراء/28]، و (ابتغاء وجه ربه الأعلى( [الليل/20]، وقولهم: ينبغي مطاوع بغى. فإذا قيل: ينبغي أن يكون كذا؟ فيقال على وجهين: أحدهما ما يكون مسخرا للفعل، نحو: النار ينبغي أن تحرق الثوب، والثاني: على معنى الاستئهال، نحو: فلان ينبغي أن يعطى لكرمه، وقوله تعالى: (وما علمناه الشعر وما ينبغي له( [يس/69]، على الأول، فإن معناه لا يتسخر ولا يتسهل له، ألا ترى أن لسانه لم يكن يجري به، وقوله تعالى: (وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي( [ص/35].
عصب
– العصب: أطناب المفاصل، ولحم عصب: كثير العصب، والمعصوب: المشدود بالعصب المنزوع من الحيوان، ثم يقال لكل شد: عصب، نحو قولهم: لأعصبنكم عصب السلمة (هذه العبارة من خطبة الحجاج بن يوسف الثقي لما دخل البصرة، والخطبة كاملة في عيون الأخبار 2/244؛ والعقد الفريد 4/181)، وفلان شديد العصب، ومعصوب الخلق. أي: مدمج الخلقة، و (يوم عصيب( [هود/77]، شديد، يصح أن يكون بمعنى فاعل، وأن يكون بمعنى مفعول. أي: يوم مجموع الأطراف، كقولهم: يوم ككفة حابل (وفي ذلك يقول الطرماح:كأن بلاد الله وهي عريضة * على الخائف المذعور كفة حابل)،وحلقة خاتم، والعصبة: جماعة متعصبة متعاضدة. قال تعالى: (لتنوء بالعصبة( [القصص/76]، (ونحن عصبة( [يوسف/14]، أي: مجتمعة الكلام متعاضدة، واعصوصب القوم: صاروا عصبا، وعصبوا به أمرا، وعصب الريق بفمه: يبس حتى صار كالعصب أو كالمعصوب به. والعصب: ضرب من برود اليمن قد عصب به نقوش، والعصابة: ما يعصب به الرأس والعمامة، وقد اعتصب فلان نحو: تعمم. والمعصوب: الناقة التي لا تدر حتى تعصب، والعصيب في بطن الحيوان لكونه معصوبا. أي: مطويا.
فتح
– الفتح: إزالة الإغلاق والإشكال، وذلك ضربان:أحدهما: يدرك بالبصر كفتح الباب ونحوه، وكفتح القفل والغلق والمتاع، نحو قوله: (ولما فتحوا متاعهم( [يوسف/65]، (ولو فتحنا عليهم بابا من السماء( [الحجر/14].والثاني: يدرك بالبصيرة كفتح الهم، وهو إزالة الغم، وذلك ضروب: أحدها: في الأمور الدنيوية كغم يفرج، وفقر يزال بإعطاء المال ونحوه، نحو: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء( [الأنعام/44]، أي: وسعنا، وقال: (لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض( [الأعراف/96]، أي: أقبل عليهم الخيرات. والثاني: فتح المستغلق من العلوم، نحو قولك: فلان فتح من العلم بابا مغلقا، وقوله: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا( [الفتح/1]، قيل: عنى فتح مكة (وهذا قول عائشة. انظر: الدر المنثور 7/510)، وقيل: بل عنى ما فتح على النبي من العلوم والهدايات التي هي ذريعة إلى الثواب، والمقامات المحمودة التي صارت سببا لغفران ذنوبه (انظر: روح المعاني 26/129). وفاتحة كل شيء: مبدؤه الذي يفتح به ما بعده، وبه سمي فاتحة الكتاب، وقيل: افتتح فلان كذا: إذا ابتدأ به، وفتح عليه كذا: إذا أعلمه ووقفه عليه، قال: (أتحدثونهم بما فتح الله عليكم( [البقرة/76]، (ما يفتح الله للناس( [فاطر/ 2]، وفتح القضية فتاحا: فصل الأمر فيها، وأزال الإغلاق عنها. قال تعالى: (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين( [الأعراف/ 89]، ومنه: (الفتاح العليم( [سبأ/26]، قال الشاعر:- 347 – بأني عن فتاحتكم غني(هذا عجز بيت للشويعر الجعفي، وشطره:ألا أبلغ بني عمرو رسولاوهو في الأساس (فتح) ؛ والمشوف المعلم 2/589؛ والجمهرة 2/4؛ واللسان (فتح) )وقيل: الفتاحة بالضم والفتح، وقوله: (إذا جاء نصر الله والفتح( [النصر/1]، فإنه يحتمل النصرة والظفر والحكم، وما يفتح الله تعالى من المعارف، وعلى ذلك قوله: (نصر من الله وفتح قريب( [الصف/13]، (فعسى الله أن يأتي بالفتح( [المائدة/52]، (ويقولون متى هذا الفتح( [السجدة/28]، (قل يوم الفتح( [السجدة/29]، أي: يوم الحكم. وقيل: يوم إزالة الشبهة بإقامة القيامة، وقيل: ما كانوا يستفتحون من العذاب ويطلبونه، والاستفتاح: طلب الفتح أو الفتاح. قال: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح( [الأنفال/19]، أي: إن طلبتم الظفر أو طلبتم الفتاح – أي: الحكم أو طلبتم مبدأ الخيرات – فقد جاءكم ذلك بمجيء النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا( [البقرة/89]، أي: يستنصرون الله ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام وقيل: يستعلمون خبره من الناس مرة، ويستنبطونه من الكتب مرة، وقيل: يطلبون من الله بذكره الظفر، وقيل: كانوا يقولون إنا لننصر بمحمد عليه السلام على عبده الأوثان. والمفتح والمفتاح: ما يفتح به، وجمعه: مفاتيح ومفاتيح. وقوله: (وعنده مفاتح الغيب( [الأنعام/59]، يعني: ما يتوصل به إلى غيبه المذكور في قوله: (فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول( [الجن/26 – 27]. وقوله: (ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة( [القصص/76]، قيل: عنى مفاتح خزائنه. وقيل: بل عني بالمفاتح الخزائن أنفسها. وباب فتح: مفتوح في عامة الأحوال، وغلق خلافه. وروي: (من وجد بابا غلقا وجد إلى جنبه بابا فتحا) (هذا من كلام أبي الدرداء. انظر: النهاية 3/408؛ واللسان (فتح) ؛ وعمدة الحفاظ: فتح) وقيل: فتح: واسع. * فتر- الفتور: سكون بعد حدة، ولين بعد شدة، وضعف بعد قوة. قال تعالى: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل( [المائدة/19]، أي: سكون حال عن مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله: (لا يفترون( [الأنبياء/20]، أي: لا يسكنون عن نشاطهم في العبادة. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لكل عالم شرة، ولكل شرة فترة، فمن فتر إلى سنتي فقد نجا وإلا فقد هلك) (الحديث عن ابن عباس قال: كانت مولاة للنبي تصوم النهار وتقوم الليل، فقيل له: إنها تصوم النهار وتقوم الليل.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لكل عمل شرة، والشرة إلى فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل) أخرجه البزار ورجاله رجال الصحيح، وابن حبان وابن أبي عاصم. انظر: مجمع الزوائد 2/260؛ والترغيب والترهيب 1/46.الشرة: النشاط) فقوله: (لكل شرة فترة) فإشارة إلى ما قيل: للباطل جولة ثم يضمحل، وللحق دولة لا تذل ولا تقل. وقوله: (من فتر إلى سنتي) أي: سكن إليها، والطرف الفاتر: فيه ضعف مستحسن، والفتر: ما بين طرف الإبهام وطرف السبابة، يقال: فترته بفتري، وشبرته بشبري.
فرح
– الفرح: انشراح الصدر بلذة عاجلة، وأكثر ما يكون ذلك في اللذات البدنية الدنيوية، فلهذا قال تعالى: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم( [الحديد/23]، (وفرحوا بالحياة الدنيا( [الرعد/26]، (ذلكم بما كنتم تفرحون( [غافر/75]، (حتى إذا فرحوا بما أوتوا( [الأنعام/44]، (فرحوا بما عندهم من العلم( [غافر/83]، (إن الله لا يحب الفرحين( [القصص/76]، ولم يرخص في الفرح إلا في قوله: (فبذلك فليفرحوا( [يونس/58]، (ويومئذ يفرح المؤمنون( [الروم/4]. والمفراح: الكثير الفرح، قال الشاعر:- 349 – ولست بمفراح إذا الخير مسني * ولا جازع من صرفه المتقلب(البيت لهدبة بن خشرم. وهو في الحماسة البصرية 1/115؛ والشعر والشعراء ص 462)وما يسرني بهذا الأمر مفرح ومفروح به، ورجل مفرح: أثقله الدين (انظر: المجمل 3/720؛ والجمهرة 2/139؛ واللسان (فرح) )، وفي الحديث: (لا يترك في الإسلام مفرح) (الحديث عن عمرو بن عوف المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يترك مفرح في الإسلام حتى يضم إلى قبيلة) أخرجه الطبراني؛ والبغوي في شرح السنة 10/210، وفيه كثير بن عبد الله المزني وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات.والحديث يروى بالجيم والحاء، ومعناه بالجيم: القتيل يوجد بالفلاة، فإنه يودى من بيت المال، ولا يطل دمه.انظر: مجمع الزوائد 6/296؛ وغريب الحديث لأبي عبيد 1/30)، فكأن الإفراح يستعمل في جلب الفرح، وفي إزالة الفرح، كما أن الإشكاء يستعمل في جلب الشكوى وفي إزالتها، فالمدان قد أزيل فرحه، فلهذا قيل: (لا غم إلا غم الدين) ( (لا هم إلا هم الدين، ولا وجع إلا وجع العين) أخرجه الطبراني في الصغير، والبيهقي في الشعب عن جابر رفعه، وقال البيهقي: إنه منكر. انظر: معجم الطبراني الصغير ص 311؛ وكشف الخفاء 2/369.وقال الصغاني في موضوعاته ص 38: إنه موضوع).
ناء
– يقال: ناء بجانبه ينوء ويناء. قال أبو عبيدة (ليس في مجاز القرآن) : ناء مثل ناع. أي: نهض، وأنأته: أنهضته. قال تعالى: (ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة( [القصص/76].
الونشريس
تفسير الجلالين :
76 – (إن قارون كان من قوم موسى) ابن عمه وابن خالته وآمن به (فبغى عليهم) بالكبر والعلو وكثرة المال (وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء) تثقل (بالعصبة) الجماعة (أولي) أصحاب (القوة) أي تثقلهم فالباء للتعدية وعدتهم قيل سبعون وقيل أربعون وقيل عشرة وقيل غير ذلك اذكر (إذ قال له قومه) المؤمنون من بني إسرائيل (لا تفرح) بكثرة المال فرح بطر (إن الله لا يحب الفرحين) بذلك
الونشريس
تفسير ابن كثير :
قال الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعد بن جبير عن ابن عباس قال : " إن قارون كان من قوم موسى" قال كان ابن عمه وهكذا قال إبراهيم النخعي وعبد الله بن الحارث بن نوفل وسماك بن حرب وقتادة ومالك بن دينار وابن جريج وغيرهم أنه كان ابن عم موسى عليه السلام . قال ابن جريج هو قارون بن يصهب بن قاهث وموسى بن عمران بن قاهث وزعم محمد بن إسحاق بن يسار أن قارون كان عم موسى بن عمران عليه السلام . قال ابن جريج وأكثر أهل العلم على أنه كان ابن عمه والله أعلم وقال قتادة بن دعامة كنا نحدث أنه كان ابن عم موسى وكان يسمى المنور لحسن صوته بالتوراة ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري فأهلكه البغي لكثرة ماله : وقال شهر بن حوشب زاد في ثيابه شبرا طولا ترفعا على قومه . وقوله : " وآتيناه من الكنوز" أي الأموال " ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة " أي ليثقل حملها الفئام من الناس لكثرتها. قال الأعمش عن خيثمة كانت مفاتيح كنوز قارون من جلود كل مفتاح مثل الإصبع كل مفتاح على خزانة على حدته فإذا ركب حملت على ستين بغلا أغر محجلا وقيل غير ذلك والله أعلم . وقوله : " إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين" أي وعظه فيما هو فيه صالحو قومه فقالوا على سبيل النصح والإرشاد : لا تفرح بما أنت فيه يعنون لا تبطر بما أنت فيه من المال " إن الله لا يحب الفرحين " قال ابن عباس يعني المرحين وقال مجاهد يعني الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم .
الونشريس
تفسير القرطبي :
لما قال تعالى : " وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها " [ القصص : 60 ] بين أن قارون أوتيها واغتر بها ولم تعصمه من عذاب الله كما لم تعصم فرعون , ولستم أيها المشركون بأكثر عددا ومالا من قارون وفرعون , فلم ينفع فرعون جنوده وأمواله ولم ينفع قارون قرابته من موسى ولا كنوزه قال النخعي وقتادة وغيرهما : كان ابن عم موسى لحا ; وهو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوى بن يعقوب ; وموسى بن عمران بن قاهث وقال ابن إسحاق : كان عم موسى لأب وأم وقيل : كان ابن خالته ولم ينصرف للعجمة والتعريف وما كان على وزن فاعول أعجميا لا يحسن فيه الألف واللام لم ينصرف في المعرفة وانصرف في النكرة , فإن حسنت فيه الألف واللام انصرف إن كان اسما لمذكر نحو طاوس وراقود قال الزجاج : ولو كان قارون من قرنت الشيء لانصرف .

    جزاك الله خيراً

    جزاك الله خيراً

    مجهود رائع

    الونشريس

    الونشريس

    جزانا واياكم حبايبي

    تسلمي ياقمر جزيت الفردوس الاعلى

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.