تخطى إلى المحتوى

تفسير سورةالقلم (الآيات 5:9) 2024

الونشريس

تفسير سورةالقلم
(الآيات 5:9)

الونشريس
{فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)}

الونشريس

.شرح الكلمات:
{بأيكم المفتون}: أي بأيكم المجنون.
{ودّوا لو تدهن}: أي تمنوا وأحبوا لو تلين لهم بأن لا تذكر آلهتهم بسوء.
{فُيدهنون}: فيلينون لك ولا يغلظون لك في القول.

الونشريس

معنى الآيات:
5،6 (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ)
فلما أنزله الله في أعلى المنازل من جميع الوجوه، وكان أعداؤه ينسبون إليه أنه مجنون مفتون قال
: { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ } وقد تبين أنه أهدى الناس، وأكملهم لنفسه ولغيره، وأن أعداءه أضل الناس، [وشر الناس] للناس، وأنهم هم الذين فتنوا عباد الله، وأضلوهم عن سبيله، وكفى بعلم الله بذلك، فإنه هو المحاسب المجازي.
_7 { هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
وهذا فيه تهديد للضالين، ووعد للمهتدين، وبيان لحكمة الله، حيث كان يهدي من يصلح للهداية، دون غيره. تفسيرالسعدى.
(8 ) فاثبت على ما أنت عليه -أيها الرسول- من مخالفة المكذبين ولا تطعهم.
( 9 ) تمنَّوا وأحبوا لو تلاينهم، وتصانعهم على بعض ما هم عليه، فيلينون لك. التفسير الميسر

الونشريس

فى ظلال الآيات:
•وبعد هذا الثناء الكريم على عبده يطمئنه إلى غده مع المشركين الذي ن رموه بذلك البهت اللئيم ; ويهددهم بافتضاح أمرهم وانكشاف بطلانهم وضلالهم المبين:
(فستبصر ويبصرون . بأيكم المفتون . إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين). .
_ والمفتون الذي يطمئن الله نبيه إلى كشفه وتعيينه هو الضال . أو هو الممتحن الذي يكشف الامتحان عن حقيقته . وكلا المدلولين قريب من قريب . . وهذا الوعد فيه من الطمأنينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين معه , بقدر ما فيه من التهديد للمناوئين له المفترين عليه . . أيا كان مدلول الجنون الذي رموه به . والأقرب إلى الظن أنهم لم يكونوا يقصدون به ذهاب العقل . فالواقع يكذب هذا القول . إنما كانوا يعنون به مخالطة الجنة له , وإيحاءهم إليه بهذا القول الغريب البديع – كما كانوا يظنون أن لكل شاعر شيطانا هو الذي يمده ببديع القول ! – وهو مدلول بعيد عن حقيقة حال النبي صلى الله عليه وسلم وغريب عن طبيعة ما يوحى إليه من القول الثابت الصادق المستقيم .
_ وهذا الوعد من الله يشير إلى أن الغد سيكشف عن حقيقة النبي وحقيقة مكذبيه . ويثبت أيهم الممتحن بما هو فيه ; أو أيهم الضال فيما يدعيه . ويطمئنه إلى أن ربه (هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين). . وربه هو الذي أوحى إليه , فهو يعلم أنه المهتدي ومن معه . وفي هذا ما يطمئنه وما يقلق أعداءه , وما يبعث في قلوبهم التوجس والقلق لما سيجيء !
_ثم يكشف الله له عن حقيقة حالهم , وحقيقة مشاعرهم , وهم يخاصمونه ويجادلونه في الحق الذي معه , ويرمونه بما يرمونه , وهم مزعزعو العقيدة فيما لديهم من تصورات الجاهلية , التي يتظاهرون بالتصميم عليها . إنهم على استعداد للتخلي عن الكثير منها في مقابل أن يتخلى هو عن بعض ما يدعوهم إليه ! على استعداد أن يدهنوا ويلينوا يحافظوا فقط على ظاهر الأمر لكي يدهن هو لهم ويلين . . فهم ليسوا أصحاب عقيدة يؤمنون بأنها الحق , وإنما هم أصحاب ظواهر يهمهم أن يستروها:
(فلا تطع المكذبين . ودوا لو تدهن فيدهنون). .
_ فهي المساومة إذن , والالتقاء في منتصف الطريق . كما يفعلون في التجارة . وفرق بين الاعتقاد والتجارة كبير ! فصاحب العقيدة لا يتخلى عن شيء منها ; لأن الصغير منها كالكبير . بل ليس في العقيدة صغير وكبير . إنها حقيقة واحدة متكاملة الأجزاء . لا يطيع فيها صاحبها أحدا , ولا يتخلى عن شيء منها أبدا .

وما كان يمكن أن يلتقي الإسلام والجاهلية في منتصف الطريق ولا أن يلتقيا في أي طريق .

وذلك حال الإسلام مع الجاهلية في كل زمان ومكان . جاهلية الأمس وجاهلية اليوم , وجاهلية الغد كلها سواء . إن الهوة
_قال ابن إسحق: حدثني يزيد بن زياد , عن محمد بن كعب القرظي , قال:حدثت أن عتبة بن ربيعة وكان سيدا , قال يوما وهو جالس في نادي قريش , ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده:يا معشر قريش . ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا ؟ وذلك حين أسلم حمزة , ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون . فقالوا:
يا أبا الوليد قم إليه فكلمه . فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:يا بن أخي . إنك منا حيث علمت:من السطة في العشيرة والمكان في النسب , وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم , فرقت به جماعتهم , وسفهت به أحلامهم , وعبت به آلهتهم ودينهم , وكفرت به من مضى من آبائهم . فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها , لعلك تقبل منها بعضها . قال:فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :" قل يا أبا الوليد أسمع " . . قال:يا بن أخي . إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا . وإن كنت إنَّما تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك . وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا , وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه , فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه ! – أو كما قال له – حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه قال:
" أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ " قال:نعم . قال:" فاستمع مني " . قال:أفعل .
فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. حم. تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. بَشِيراً وَنَذِيراً، فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ. وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها يقرؤها عليه، فلما سمعها منه عتبة أنصت لها، وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما، يسمع منه، ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها فسجد، ثم قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك. فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟
قال ورائي أني سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه،
فو الله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه
العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا:
سحرك والله يا يا أبا الوليد بلسانه، قال: هذا رأيي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم

• فهذه صورة من صور المساومة . وهي كذلك صورة من صور الخلق العظيم . تبدو في أدبه صلى الله عليه وسلم وهو يستمع إلى عتبة حتى يفرغ من قوله الفارغ الذي لا يستحق الانتباه من مثل محمد صلى الله عليه وسلم في تصوره لقيم هذا الكون , وفي ميزانه للحق ولعرض هذه الأرض . ولكن خلقه يمسك به لا يقاطع ولا يتعجل ولا يغضب ولا يضجر , حتى يفرغ الرجل من مقالته , وهو مقبل عليه . ثم يقول في هدوء:" أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ " زيادة في الإملاء والتوكيد . إنها الطمأنينة الصادقة للحق مع الأدب الرفيع في الاستماع والحديث . . وهما معا بعض دلالة الخلق العظيم .

الونشريس

.من هداية الآيات من أول السورة ..
1- تقرير مسألة أن الله تعالى أن يقسم بما شاء من خلقه.
2- بيان فضل القلم الذي يكتب به الهدى والخير.
3- تقرير عقيدة القضاء والقدر إذ كان ذلك بالقلم الذي أول ما خلق الله.
4- بيان كمال الرسول صلى الله عليه وسلم في أدبه وأخلاقه وجعله قدوة في ذلك.
5_التنديد بأصحاب الصفات التالية كثرة الحلف بالكذب، المهانة، الهمزة النميمة، الغيبة، البخل، الأعتداء، غشيان الذنوب، الغلظة والجفاء، الشهرة بالشر.

الونشريس

جزاكم الله خيراً على طيب المتابعة .. دمتم طيبين .فى رعاية الرحمن
الونشريس

المراجع:
•تفسير القرآن العظيم ابن كثير
• تيسير الكريم الرحمن فى تفسير كلام المنان

السعدى

•في ظلال القرآن الكريم سيد قطب
• أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
الجزائرى.
الونشريس


    مشششكورة على الطرح الونشريس

    ششششششششششششششششكككككككككككككككككرااااااااااااااااااااااااا

    الونشريس اقتباس الونشريس
    الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مَلِكَــةْ الرُوح الونشريس
    الونشريس
    مشششكورة على الطرح الونشريس
    الونشريس الونشريس

    بارك الله فيكِ واحسن اليكِ دمتِ طيبة

    الونشريس اقتباس الونشريس
    الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايناس110 الونشريس
    الونشريس
    ششششششششششششششششكككككككككككككككككرااااااااااااااااااااااااا
    الونشريس الونشريس

    جزاكِ الله خيراُ وبارك الله فيكِ واحسن اليكِ دمتِ طيبة

    تم تقييمك

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.