تخطى إلى المحتوى

جحيم النار الإغريقية . وإختراع النار الإسلامية 2024


الونشريس

اقدم لكم هذا الموضوع

جحيم النار الإغريقيه … وإختراع النار الإسلاميه

الونشريس

النار الاغريقية التي طالما ارعبت الجيوش ، واهلكت الجنود وقاست منها القادة الصناديد ولعبت النار الاغريقيه دوراً مهماً فى الصراع البيزنطي الاسلامى من أجل السيادة على البحر المتوسط.

فقد أدى ظهورها كسلاح بحري لدى الأسطول البيزنطي فى القرن السابع الميلادي (الأول الهجري) إلى بروز عنصر قوه جديد أسهم فى تحقيق الانتصارات البحرية كما أنقذ مدينة القسطنطينية من السقوط فى أيدي العرب المسلمين بعد حصارين مريرين ، بدأ الأول سنة 674م/54هـ زمن الخليفة معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما وأستمر خمس سنوات.

الونشريس

أما الثاني فقد بدأ عام 717م/99هـ زمن الخليفة سليمان بن عبد الملك وأستمر قرابة العام . وتجدر الاشاره إلى أن الأساطير فضلاً عن حوليات التاريخ قد تناقلت أخبار النار الاغريقيه فى الغرب الاوروبى منذ أواخر العصور الوسطى بصوره مشوشة تفتقر إلى الوضوح لأنها اعتمدت على افتراضات خاطئة.

وهكذا شاعت الاجتهادات غير العلمية بخصوص المادة السرية المقذوفه ووجدت طريقها إلى بعض كتب المؤرخين الحديثين.


الونشريس

حصار القسطنطينية وبداية معرفة المسلمين بالنار الإغريقية

كانت النار الاغريقية سبباً رئيسياً في فشل الحملتين ، اللتين سيرهما المسلمين لفتح القسطنطينية ، في عهد الخليفة معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما وفي عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك ، حيث استعمل البيزنطيين في هاتين

الونشريس

المعركتين ناراً سموها النار البحرية أو النار الأغريقية وهو عبارة عن مركب كيمائي مكون من النفط والكبريت ، القار، وكان هذا المركب يشعل بالنار وتقذف به المراكب فيشعل فيه النار والعجيب أنه كان يزداد اشتعالاً إذا لامس الماء ومخترع هذا المركب الكيميائي الفتاك ، الذي فتك بالعديد من سفن المسلمين وجنودهم هو مهندس سوري الأصل اسمه كالينكوس ، كان في أوائل الأمر في خدمة المسلمين ثم هرب إلى القسطنطينية ، ووضع خبرته في خدمة البيزنطيين.

وكان هذا السلاح الجديد من أهم العوامل التي ساعدت البيزنطيين على الصمود والاستمرار في الدفاع عن العاصمة وظل هذا السلاح سراً خفياً ، لا يعرفه إلا المتخصصون في صناعته ، وكان الأباطرة يمدون حلفاءهم بهذا السلاح دون أن يطلعوهم على سره ،، ومرت أربعة قرون ، وهو سلاح غامض لم يعرف كنهه سوى مخترعه.

الونشريس


أصل التسمية ونشأتها

يرجع أطلاق اسم النار الاغريقيه على هذا السلاح إلى الصليبيين من أهل الغرب الأوروبي . أما البيزنطيون الذين كانوا يتكلمون اليونانية فلم يستخدموا هذه التسمية ، ربما لأنهم اعتبروا أنفسهم من الرومان على أساس أن دولتهم كانت امتدادا للإمبراطورية الرومانية فى الشرق.

وكان من المتوقع أن يطلق البيزنطيون على هذا السلاح أسم النار الرومانية ، ولكن المصادر البيزنطية استخدمت فى معظم الأحيان عدة صفات عند إشارتها له مثل النار المصنعة المركبة سريعة الالتصاق التي تعرف بالنار السائلة أو النار البحرية.

على أية حال ، إذا كانت المواد الكميائيه غير المكرره المستخدمة فى العصور الوسطى قد مكنت الإنسان من ابتكار أنواع متباينة من الاسلحه الحارقة ، فإن الافتقار إلى وجود مصطلح فني محدد لهذا السلاح البحري الحارق فى النصوص التاريخية قد ساهم فى التشوش والخلط بين النار الاغريقيه التي كانت معروفه لهم ولغيرهم من الأمم المعاصرة.

لا شك أن الدولة البيزنطية استطاعت فى الربع الثالث من القرن السابع الميلادي الأول الهجري تطوير سلاح بحري حارق زودت به أسطولها ، وأثبت هذا السلاح دقه فى الأداء وفاعليه فى التأثير فاقت ما كان معروفا ًمن قبل من أسلحه حارقه.

وتنسب المصادر البيزنطية الفضل فى ذلك إلى مهندس يدعى كالينيكوس ، رحلت أسرته من بعلبك إلى القسطنطينية بعد فتوح المسلمين العرب لبلاد الشام . وهناك استطاع تطوير تلك النار البحرية فى وقت مناسب مكن الإدارة البيزنطية فى عهد الإمبراطور قسطنطين الرابع 668- 685م من تجهيز عدة تشكيلات من السفن التي تحمل مقدماتها قاذفات لهب خاصة.

وبفضل هذه التجهيزات استطاعت تلك السفن قذف سفن المسلمين بتلك النار البحرية وحرقها .وكان هذا أحد أسباب فشل حصار المسلمين الأول للعاصمة البيزنطية سنة 678م / 59ه .ويتكرر استخدام النار الاغريقيه ضد سفن المسلمين أثناء حصارهم الثاني للعاصمة البيزنطية سنة 717م/99هـ.

الونشريس

وكانت السفن الحربية البيزنطية التي تم تجهيزها بقاذفات النار الاغريقيه ، من طراز دورمون . وكانت كل سفينة تشتمل على صفين من المجاديف فضلاً عن خمسين مقعداً خشبياً طويلاً يسمح الواحد بجلوس اثنين من المجذفين .وفى البداية كان جهاز قذف النار يوضع فى مقدمة السفينة ويتولى توجيهها المجذف الامامى بينما يتولى زميله إلقاء ورفع المرساة الاماميه.

الونشريس

إستخدام النار الإغريقيه ضد غير المسلمين

ولم يقتصر استخدام هذا السلاح البحري على البحر المتوسط ضد سفن المسلمين ، ففي مطلع صيف سنة 941م تعرضت بيزنطة للخطر من الشمال عندما عبر الروس بقيادة إيجور أمير كييف ، البحر الأسود وهاجموها بأسطول كبير . وأضطر البيزنطيون إلى استخدام سفنهم المجهزة بالنار فى قذف سفن الروس وتدميرها.

وفى عصر الحروب الصليبية استمر البيزنطيون يستخدمون النار الاغريقيه كسلاح بحري يقذف اللهب على السفن المعادية .ففي مطلع القرن الثاني عشر الميلادي تعرضت جزر البحر الإيجي لاعتداء بعض سفن البيازنه التي تحمل الصليبيين إلى الاراضى المقدسة ، فأمر الإمبراطور الكسيوس الأول كومنين 1081- 1118م بإعداد السفن البيزنطية لمطارده البيازنه.

كما أمر بتزويد الأنابيب البرونزية التي تقذف اللهب بأطراف من حديد أو نحاس مطلي على هيئة رؤوس حيوانات متوحشة وقد فتحت أفواهها ليندفع منها اللهب المدمر . وكان غرض الإمبراطور إشاعة الرعب فى نفس العدو . وفى سنة 1102م دارت معركة بحريه بالقرب من جزيرة رودس استخدم فيها
البيزنطيون النار الاغريقيه.

ويبدو أن قاذفات اللهب كانت قد شهدت بعض التطور فى ذلك الوقت ، إذ يتضح من وصف المؤرخة المعاصرة آنا كومنين للمعركة أن أنابيب قاذفات اللهب الاغريقيه كانت مثبته على وصلات متحركة مكنت القائمين عليها من توجيه النار البحرية فى كل اتجاه.

الونشريس

فرض السريه على النار الإغريقية

ومنذ نجاح بيزنطة فى تطوير هذا السلاح البحري الحارق ، حرص الأباطرة على إحاطته بالسرية التامة .وكانت القوانين البيزنطية تحرم تصدير المعدات الحربية للخارج ، ففي القانون رقم (63) الذى أصدره الإمبراطور ليو السادس 886- 912م تم فرض عقوبات قاسيه على كل من يشارك فى تصدير عتاد حربي للأمم المعادية.

والمرجح أن الإمبراطور كان يقصد بالأمم المعادية العرب المسلمين تحديداً ، بدليل انه ذكر فى مناسبة أخرى أن الخطر العربي الاسلامى على الدولة البيزنطية هو الذى دفعه إلى كتابة مؤلفه عن فن الحرب والقتال المعروف بتكتيكا أما الإمبراطور قسطنطين السابع

الونشريس

بورفيروجنيتوس فقد حرص فى كتابه المعنون بالاداره الامبراطوريه على تحذير أبنه رومانوس الثاني من كشف أسرار النار الاغريقيه التي يجب ألا تعرف طريقها إلى أيه أمه أخرى .وأكد أن كل من يتجرأ على مخالفة هذه الوصية ستحل به اللعنة ويطرد من رحمة الكنيسة.

الونشريس

طبيعة تركيب النار الإغريقية

وعلى الرغم من إن النصوص التي أشارت إلى النار الاغريقيه تعد كثيرة فإن المعلومات التي أوردتها عن المادة المقذوفه وكيفية إعدادها وقذفها جاءت مبتسرة وفى بعض الأحيان مخلة ومتفرقة.

وربما كان ذلك راجعاً إلى حرص الاداره البيزنطية على إحاطة هذا السلاح الحارق بهالة من السرية حتى شاع فى الغرب الاوروبى منذ العصور الوسطى أن النار الاغريقيه عبارة عن ماده مقذوفه ذات تركيبات سريه خاصة.

وإذا كانت النار الاغريقيه قد حظيت باهتمام المؤرخين فإنها اجتذبت أيضاً اهتمام المشتغلين بالعلوم الطبيعية وخاصة الكيمياء فضلاً عن عدد من المتخصصين فى العلوم العسكرية .ولما كان المؤرخ لا يستطيع بمفرده حل كافة الإشكاليات التي تواجهه . فإن التعاون بينه وبين الكميائى فى هذه المرحلة يصبح ضرورة ملحه.

إذا بدأنا بالبحث فى ماهية المادة المقذوفه المعروفة بالنار الاغريقيه نجد أن العنصر الرئيسي عبارة عن نفط ، سواء كان النفط معالجاً أي مكرراً أو خاما .وكان النفط يوجد بوفرة فى شمال شرق البحر الأسود وفى الأقاليم القوقازية الممتدة حتى بحر قزوين مثل أبخازيا وجورجيا وأذربيجان.

ويعدد الإمبراطور قسطنطين السابع فى الفصل الأخير من مؤلفه عن الاداره الامبراطوريه أماكن آبار النفط التي كانت متاحة للدولة البيزنطية فى القرن العاشر الميلادي ، حيث كان النفط يتسرب بصوره طبيعيه إلى سطح الأرض.

وإذا كان العلماء قد اتفقوا على أن النفط يمثل العنصر الرئيسي فى تكوين المادة المقذوفه فإنهم اختلفوا حول العناصر المضافة الاخري مثل القار والكبريت والراتينج والجير الحي….إلخ.

ويلاحظ أن المؤرخة البيزنطية آنا كومنين تذكر أن المادة المقذوفه اشتملت على ماده راتينجيه صمغيه فضلاً عن الكبريت .أما علماء الكيمياء فإنهم يؤكدون أن نترات البوتاسيوم والجير الحي لا علاقة لهما بالنار الاغريقيه.

وتجدر الاشاره إلى أن النفط فى باطن الأرض يتكون من مزيج من عناصر الأولفين والنفثالين .وعندما يصل إلى سطح الأرض يكتسب لزوجه مشابهه للبارافين الكيروسين وتبدأ العناصر القابلة للتطاير فى التبخر بفعل حرارة الجو ، وتصبح المادة المتبقية فى النهاية قطرانيه لزوجه يصعب إشعالها. ومع أنه يمكن استخراج النفط عندما تكون درجة

حرارة الأرض منخفضة فى الصباح الباكر أو فى فصل الشتاء ، فإن الحاجة تظل ماسه لعلاج هذا النفط الخام بشكل أو بأخر لزيادة قابليته للاشتعال . والسؤال الذي يفرض نفسه هنا :هل كان النفط الخام يمر بعملية تكرير قبل استخدامه ؟

يبدو أن عمليات التكرير أو التقطير كانت بدائيه فى هذه المرحلة ، كما أن تكرير النفط بصفه خاصة تكتنفه المخاطر بسبب تطاير غازات قابله للانفجار. وكان الاعتقاد الشائع أن تنقية العمليات الكميائيه كالتقطير أو التكرير لم تتطور فبل القرن الثاني عشر الميلادي ، بيد أن المصادر البيزنطية كثيراً ما تصف النار البيزنطية بالنار المعدة أو النار المجهزة وهو ما يعنى أن النفط كان يعالج بشكل أو بأخر قبل استخدامه . ويرى البعض أن النار الاغريقيه فى صورتها الأولى كانت عبارة عن سائل أو نفط متطاير.

وفى هذه الحالة يمكن القول أن الإضافة التي قدمها المهندس كالينكوس فى القرن السابع الميلادي كانت عبارة عن تنقية أوليه جديدة لتكرير النفط .ومن المحتمل أن هذه التنقية تضمنت إضافة ماده راتينجيه صمغيه إلى النفط لزيادة اللزوجة وربما لزيادة سرعة التهابه أيضاً ومما يرجح هذا الاحتمال وصف النار المجهزة فى بعض المصادر بأنها لزجه سريعة الالتصاق.

ولا شك أن عدداً من المشاكل المتعلقة بكيفية قذف النار الاغريقيه من السفن الحربية فى عرض البحر قد وجدت طريقها إلى الحل بفضل الدراسة المشتركة المتميزة التي قدمها كل من جون هالدون وهو مؤرخ ومايكل بيرن وهو كميائى ، التي جاءت مصحوبة ببيان عملي أمام مؤتمر علمي أنعقد فى بريطانيا سنة 1974م . لقد أثبت الباحثان بالتجربة إمكانية استخدام النفط الخام ومعالجته بالتسخين قبيل وأثناء قذف النار المحرقة.

الونشريس

وطبقاً لهذه الدراسة يتكون جهاز قذف اللهب المثبت فى مقدمة السفينة الحربية من أربعة أجزاء

الجزء الأول : وعاء كبير من البرونز محكم الإغلاق يحتوى على النفط المعالج أو الخام .

الجزء الثاني : مجمرة لتسخين وعاء النفط ، هذه المجمرة لم تكن عبارة عن نار فى حطب مكشوف وهو ما قد يشكل خطورة على سطح سفينة مصنوعة من الخشب بل كانت تحتوى على ألياف كتانيه تحترق ببطء ، ويمكن زيادة تأجيجها باستخدام منفاخ .

الجزء الثالث : مضخة siphon من البرونز تتصل بالجزء العلوي من الوعاء لتساهم فى زيادة الضغط الضروري لقذف النفط .

الجزء الرابع : عبارة عن أنبوب مغلف بالبرونز يخرج من جدار الوعاء الذى يحتوى على النفط ، ويتصل بأنبوب آخر مثبت على وصله متحركة تمكنه من الدوران بحريه .ويحكم تثبيت جميع الوصلات بالقصدير لمنع أي تسرب.

وقد وضحت الاميرة أن كومستين إبنة الامبراطور تونين اليكس 1081-1118 م هذه النار في كتابها ، عن تاريخ حياة أبيها ، فصورت هذه الناربما تحدثه من اضرار جسيمة ،

ثم اوضحت تركيبة هذه النار فقالت انها مزيج من النفط والزيت ، والكبريت المجمد بنوع من الصمغ القابل للاشتعال ، وكان هذا المزيج يُوضع في انابيب من النحاس لها فم يُوقد منها ، وفي مؤخرتها قوس يدفعها بقوة الضغط الي الامام ، وكانت تلك الانابيب ، النحاسية تُوضع بكميات كبيرة ، في اسطوانة هائلة مستديرة ، وتُلقي في موقع المنجنيق ثم تُقذف علي العدو فتُصليه ناراًحامية … وانها نفس نظرية قاذفات اللهب حالياً ، والتي تطورت الي النابلم ..!!

الونشريس


    ذكاء المسلمين وإختراع النار الإسلامية

    رغم حرص البيزنطيين على الاحتفاظ بسرية سلاح النار البحرية ، فإن الاسلحة لا تستمر سرية لفترة طويلة مع استمرار حالة الحرب وما يصاحبها من انتصارات وغنائم للبعض أو هزائم وخسائر فى العتاد والعدة للبعض الأخر.

    الونشريس

    لقد أشارت المصادر البيزنطية بفزع إلى وقوع 36 جهاز لقذف النار الاغريقية فضلا عن كميات كبيره من النفط فى أيدي البلغار سنة 812م عندما نجحوا فى الاستيلاء على مدينتي مزمبريا ودفلتوس المطلتين على ساحل البحر الأسود.

    وإذا كان البلغار لم يستفيدوا من الغنيمة لأنهم لم يمتلكوا أسطولاً بحرياً ، فإن المسلمين كانوا أكثر أستفاده من غنائم معاركهم البحرية ضد البيزنطيين . وفى كثير من الأحيان كان المسلمون يأسرون قطعاً من أسطول العدو بتجهيزاتها وهنا كانوا يقومون بعكسها أي بتحويلها إلى سفن اسلامية.

    ويبدو أن المسلمين فى غرب البحر المتوسط كانوا أسبق فى التوصل إلى استخدام قاذفات النار البحرية فى سفنهم البحرية.

    فكانت سفن الأساطيل الاندلسية قد بدأ تجهيزها بالنار البحرية فى سنة 844م /230هـ .بالنسبة لشرق البحر المتوسط فالمرجح أن بعض تشكيلات السفن الاسلامية كانت مجهزه بهذا السلاح منذ أواخر القرن التاسع الميلادي الثالث الهجري فعندما حاصرت سفن أساطيل الشام ومصر بقياده غلام زرافه الذي يعرف فى المصادر البيزنطية بليو الطرابلسى مدينة سالونيكا واستخدمت قاذفات النار البحرية فى هجومها ، فإن الدهشة أصابت المدافعين عن المدينة وأدت إلى ارتباكهم التام ونجاح المسلمين فى اقتحام تلك المدينة التي تعد ثاني اكبر المدن البيزنطية سنه 904م/291هـ.

    ويرى بعض المؤرخين أن عصيان إيفيميوس القائد البيزنطي لأسطول صقلية واضطراره للجوء إلى الأمير زيادة الله بن الأغلب سنة 827م/212هـ لم يترتب عليه بداية فتح الأغالبه لجزيرة صقليه فحسب ، بل يضاف إلى ذلك نجاحهم فى التعرف على عناصر النار البحرية وتجهيز سفنهم بها أيضاً. وبالفعل كانت سفن الاغالبة التي أغارت على البحر التيرانى سنة 835م/220هـ مجهزة بقاذفات النار.

    في القرن العاشر المسيحي ، الرابع الهجري ، عرف الباحثون سر هذه النار ، وبينوا العناصر التي تكونت منها ، والوسائل التي يمكن إخمادها بها ، وتطور هذا السلاح حتى كان منه ما يشبه المفرقعات ، وكانت تلقى على الأعداء بواسطة المجانيق ، أو أنابيب نحاسية تقذف من السفن ، وكان لها صوت مدو يصحبه دخان كثيف مسبوق بلهب خاطف ، وشغل هذا الاختراع عقول العلماء المسلمين ، فراحوا يبحثون ويفكرون ، حتى عرفوا سره في مطلع القرن الحادي عشر المسيحي ، الخامس الهجري ، وأدخلوا عليه تعديلات جعلته أشد فتكاً ، وأقوى أشراً من النار الأغريقية

    الونشريس

    واستخدم المسلمون هذا السلاح الفتاك في حروبهم مع الصليبيين بأرض الشام ، وكان وقعه شديداً على الصليبيين ، ونشر فيهم الرعب والفزع ،

    ومن ذلك الحين عرفت هذه النار ((بالنار الإسلامية)) ، يقول الدكتور إبراهيم العدوي: لأن الأعداء عجزوا عن معرفة هذا السلاح الجديد الذي احتضنه المسلمون ، وظل استخدام النار الإسلامية سائد حتى القرن الرابع عشر المسيحي ، الثامن الهجري حيث دخلت عليها تطورات وتعديلات كثيرة ، أدت أخيراً إلى صناعة البارود.

    ولا شك أن توافر النفط فى بعض أقاليم المسلمين كان من بين العوامل التي مكنتهم من استخدامه فى أسلحتهم البرية والبحرية .وكانت آبار النفط تكثر فى إيران وأذربيجان وصقليه.

    ويحدثنا الرحالة أبو دلف الخزرجى فى القرن الرابع الهجري عن عيون النفط التي توجد فى باكويد من أعمال شروان وهى اليوم باكو فى جمهورية أذربيجان .كذلك يصف لنا ابن الشباط التونسي طريقة استخراج زيت النفط من الآبار القريبة من سرقوسه على الساحل الشرقي لجزيرة صقليه ، وكيف أن الرجل الزى ينزل فى البئر كان عليه أن يغطى رأسه ويسد مسام أنفه وإلا هلك لساعته.

    وجدير بالذكر أن المسلين أفادوا من تراث الحضارات السابقة عليهم والمعاصرة لهم فى تطوير أسلحتهم وفن قتالهم فى البر والبحر.

    ومن ثم تعتبر النار الإسلامية أساس هذا الانقلاب الخطير في أساليب الحرب التي عرفها العالم الحديث وبرهن المسلمون على أنهم لا يقفون مكتوفي الأيدي أمام أي سلاح جديد يفاجئهم به الأعداء ، وأنهم قادرون على استغلاله فيما بعد لما فيه صالحهم ونفعهم ونسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين لا يجاد حل للتفوق العسكري الأمريكي والغربي عليهم.


    المصادر والمراجع

    كتاب بيزنطة /وسام عبد العزيز فرج
    الدولة الاموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار / د علي الصلابي
    الفن الحربي للجيش المصري في العصر المملوكي البحري /عميد ا- ح – محمود نديم احمد
    السلوك لمعرفة دول الملوك / المقريزي
    موقع الجمعية العلمية التاريخية

    منقـــــــــــــــول

    الف شكر ليكى اختى الغاليه

    مشكورة

    شكرا على المرور الجميل

    الونشريس

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.