أحبكِ حباً عظيماً عظيماً *** وعفتكِ أني أرى فيكِ ضيما
أرى قصة ترتقي بالزنا *** وتدعو له واقعاً مستقيما
أرى فيكِ ما ليس من جلدتي *** أرى مسرحاً وافداً مستديما
تمثّـل في دوره العابثات *** فصار المصاب أليماً أليما
وأنكِ حلّـلـتِ فينا الغناء *** وأسميته اليوم فنّـــاً عظيما
وأما الأناشيد وآحسرتا *** تقرّ اللئيم وتغوي الحليما
وأعطيتِ للنقد سرّ الخلود *** فنافس فيه الكتاب الكريما
سرتْ في حشاه سموم الغموض *** فتاه البيان وصار عقيما
فأين (الكتاب) مع (الصاحبي) *** وأين(الدلائل) كانت علوما
وحتى البلاغة باتت لقيطاً *** وليت لها الآن أمّاً رؤوما
وتجويدنا الآن في مزلقٍ *** فان قلت إشماماً قال روما
تغير فيه صفات الحروف *** فما كان مستعلياً لن يدوما
رضيتِ بما مدح المادحون *** فجاريتِ هذا الزمان اللئيما
تعلـّمتُ : أنت منار الشعوب *** وتاج اللغات فصرتِ الجحيما
كثير الهموم عليكِ أنا *** عشقتكِ حتى بقيت يتيما
كذاك الهوى فعله في النفوس *** يثير الشجون لنا والهموما
تأملت في الأمس ماذا أرى *** جهوداً تطال السما والنجوما
أأن كان فينا أسود الحمى *** عليكِ يذودون ذوداً جسيما
وعا العلم أنتِ ومفتاحه *** وتاج الكتاب العظيم قديما
ففيها صفات الهدى والكمال *** حلماً وعلماً وديناً قويما
وكانت لأجدادنا قبلنا *** وتبقى لأحفادنا اليوم شيما
بنفسي أفدي لسان الأمين *** وأنظم فيه عقداً نظيما
وقفت أمام بقايا الحروف *** عفتها الغيوم فصارت رسوما
فهل بعد ما قيل من لآئمٍ *** على ما تلفظته أن يلوما
شعر الأستاذ / سالم مبارك الفلق
الان فيه عربية بالانجليزي وبالفرنساوي