تخطى إلى المحتوى

حكايتي البارت 2024

الونشريس

الونشريس

البارت (1)

سكن الليل و في ثوب السكون تختبئ الأحلام

وسعى البدر و للبدر عيون ترصد الأيام

صباح مشرق وأنغام فيروزية تصدح وقطرات الندى بللت النافذة تعلن بداية فصل الشتاء

وقفت لتحتسي قهوتها وبللت وجنتيها دمعات خفيفة تخفي الم وجروح عميقة خلفها الزمن

…..:نويييييييييير ووجع ما تسمعين أناديك من زمان

لاحت منها التفاته بعد أن مسحت بقايا الدموع

نوره :نعم خير وش تبين قطعتي علي أفكاري

جواهر: أمي تبغاك

نوره : طيب طيب الحين بنزل لها

جواهر : لاتتاخرين تراها مولعه مدري وش فيها أنتي وش مسويه

نوره : والله ما سويت شي المهم بلا كثرة حكي خليني انزل لا تعصب أكثر

دعوني في البداية أعرفكم على أبطال قصتي الذين يعيشون بذلك البيت المتوسط الحال في إحدى حارات مدينة الدمام

نوره ( الابنة الكبرى 25 سنه تخرجت من الجامعة منذ سنتين قسم جغرافيا والى الآن لم تجد وظيفة)

جواهر ( تصغر نوره بثلاث سنوات 22 سنه ثالثه قسم كيمياء)

محمد ( 20 سنه أول سنه بالجامعة << فاشل دراسيا قسم لغة عربيه)

نجلاء (17 ثاني ثانوي أدبي)

خالد (أخر العنقود الدلوع اللي ما ترفض له أمه أي طلب 15 ثالث متوسط)

ركضت نوره بين الممرات ونزلت بسرعة لامها

نوره : نعم يمه بغيتيني

أم محمد : وينك فيه من زمان وأنا أناديك

نوره : والله ما سمعتك

أم محمد : طيب يمه روحي سوي لي حلى وجهزي القهوة أم عبدالعزيز وأم احمد بيجون بعد شوي

وبوسط حكي نوره مع أمها دخل عليهم أبو محمد

أبو محمد : وأنتي ما عندك شغله إلا العزايم وجلسات الحريم اللي ما منها فايده

أم محمد : لا حول ولا قوة إلا بالله بدينا موال كل يوم وش فيها يعني إذا زاروني صديقاتي وش عندنا من الشغل

أبو محمد : التفتي لعيالك وحرصي عليهم أحسن لك

أم محمد : ليه وهم صغار ينتظرون الرضعه كلهم كبار الحمد لله

نوره تضحك على هواش أمها وأبوها اليومي : طيب أنا بروح المطبخ وانتو كملوا هواشكم على راحتكم .. يمه ودك بشي ثاني ولا الحلى يكفي

أم محمد : لا يمه كافي

في غرفة جواهر جلست على السرير تذاكر وشغلت أغنية بلاحب لراشد وصوته منخفض شوي

نجلاء : من وين طالعه الشمس اليوم غريبة جواهر بجلالة قدرها فاتحه الكتاب وتذاكر

جواهر : أقول ما تعرفين تطلعين وتسكرين الباب من جد اللي فيني مكفيني

نجلاء : خير عسى ماشر وش فيك

جواهر : والله بكره عندي اختبار والمادة صعبه وكثيرة وأنا دوبني اللحين فاتحتها وبالموت روقت عشان اقدر استوعب

نجلاء : بس بس واللي يرحم أمك وربي لوعتي كبدي وأنتي تحكين عن مادتك حتى أني كرهتها وأنا ما اعرفها أنا أحسن لي اطلع وأروح أشوف نوره وين اجلس معها

وقبل ما تطلع رمت جواهر المخدة عليها لكن نجلاء قدرت أنها تنقذ نفسها وطلعت من الغرفة

في المطبخ كانت نوره مشغولة ومنسجمة مع الطبخ والشاي والقهوة وتسللت نجلاء ورآها بشويش

نجلاء : بوووووووووووووووووووووووووووو

نوره انقزت من مكانها : وجعه والله انك ما تحسين لو أني محترقة أو صاير فيني شي من جد بزاره ما تشوفيني اصب الماي الحار

نجلاء فاطسه ضحك : ههههههههههههههههه وربي وربي شكلك يموت ضحك معليش ههههههههه أسفه لكن أنتي دايم تنقزين ما تعودتي علي ههههههههههههه

نوره : الحمدلله والشكر أقول طسي بس طسي مالت خليني أكمل شغلي قبل أمي ما تذبحني وأحولها عليك وأقول أنتي اللي اخرتيني وبعدين أنتي ما ورآك مذاكرة روحي شوفي دروسك

نجلاء : ول ول ول بالعة رادو أنتي وبعدين يا أختي العزيزة وش الفايدة من المذاكرة هذا أنتي منطقة بالبيت لا شغله ولا مشغلة و …………..

لم تعد نوره في عالم نجلاء ولم تعد تسمع حديثها فنجلاء قد ضربت على الوتر الحساس

نوره كانت تحب الدراسة وتحب الحياة وتتمنى أن تكون شيئاً عندها من الطموح الكثير

ولكنها تحطمت وتلاشت جميع أمالها.

نجلاء تطرقع بأصابعها أمام وجه نوره …. ياهوووووووو وين الناس أنا من أحاكي من سنة

ابتسمت نوره ابتسامة باهتة متجاهلة تفكيرها …. معاك والله معاك يعني وين بروح بس انشغلت

بالشغل علشان أخلص بسرعة

نجلاء أومأت برأسها ورفعت أكتافها غير مصدقة : مممممم باين

وبعدها ذهبت نجلاء وأكملت نوره أعمالها في المطبخ ….

كان هذا يوم من أيام تلك العائلة البسيطة عائلتنا لها من الأصدقاء الكثير ولها أقارب وكل فرد فيها له

من العلاقات والمشاكل والهموم والأفراح ستدخل عائلتنا تلك في متاهات وسنتعرف عليها فردا فردا

وبالتفصيل الممل ….

الونشريس

البارت 2

في منتصف شهر يناير في أحدى حدائق مدينة الضباب أشعل سيجارته ورفع ياقة معطفه الطويل

واحكم ربطة الحزام .. يمشي الهوينة وقد أخذته أفكاره للبعيد .. لتلك البلاد التي ابتعد عنها رغماً عنه سنوات فصلته عن مدينته المحبوبة هناك ولد ونشاء .. أهله أصحابه مدرسته أساتذته طفولته وكل ذكرياته …

…. : حمووووووووووووووووووووووووووودي

التفت مبتسماً : اصغر عيالك أنا حمودي

ناصر : من خمس سنين وأنا أناديك وأنت الله أعلم أي كوكب وصلت

حمد : ههههههههههههههههههههههههه كوكب بلوتو

ناصر : وأنا كل هذي المدة أظن بلوتو كلب ميكي

حمد : أقول نصور عن الهذرة الزايدة وقولي وش كنت تبقى تلاحقني وتناديني

ناصر بجدية : والله يا حمد أنا كلها كم أسبوع ونازل على السعودية وش رايك تخاويني

صمت حمد لدقائق ثم أردف قائلا .. والله يا ناصر أنت تدري بالقصة كلها ماله داعي أعيد وأزيد أغلى ما على قلبي أني أروح اليوم قبل بكرة لكن وش أقول لا حول ولا قوة ألا بالله .. الله يسهلها وييسر ألأمور

هز ناصر رأسه متأسفاً لحال صديقه العزيز وبعدها خرجا من الحديقة ليصلا لتلك الشقة التي جمعتهما لسنوات وأثناء الطريق ظلا صامتين وكل منهما ذهبت به أفكاره للبعيد

فحمد كان كل تفكيره منشغلا بعائلته وزاد حنينه كلام ناصر أغمض عينيه وذهب هناك لذلك اليوم المشئوم .. ذالك اليوم الذي أحكم عليه بالإعدام عندما صدر قرار أبعاده عن وطنه وعائلته

أما ناصر فكانت فرحته برجوعه لوطنه وأهله ناقصة فصديق الغربة حمد لن يكون متواجدا معه

في ديار الخير

** لندع ناصر وحمد في تفكيرهما ولنذهب ونهبط على أراضي السعودية وبالتحديد في مدينة الخبر

في أحد الأحياء الراقية عائلة ذات حال ميسور تتكون من ….

أبو حمد و أم عبدالله

ولديهم ثلاث أبناء ( عبدلله الابن الأكبر 19 سنه أول سنة هندسة معمارية بجامعة البترول)

(هياء 16 سنه أول ثانوي )

(سارة 13 سنة أول متوسط )

… ماما تكفين لا تكسرين خاطري خذي لو ملعقة وحده يعني إلى متى بتظلين كذا اللي صار صار والحمدلله على كل حال

أم عبدالله …………

…. واللي يخليك كفاية امسحي ذا الدموع وش بيفيد البكاء الحين بيرجع اللي راح أو بيغيره

…. هيونه خليها على راحتها لا تضغطين عليها أكثر من كذا

هياء : بس يا سارة مو وضع ذا.. أنتي كنتي صغيرة حيل ولا تدرين وش السالفة والموضوع صار له سنوات وأمك على نفس حالها من ذاك اليوم

كانت تتنقل بنظراتها وتتفحص أبنائها الملتفين حولها لم تكن تسمع أي من كلامهم فلقد أخذها تفكيرها للبعيد لذلك الغائب كم اشتاقت له ..

أم عبدلله : ليت الأيام ترجع وينمحي اللي كان وترجع تعيش بوسطنا … كان هذا ما يدور في ذهنها

أشارت بعدها لهياء …

هياء : نعم ماما .. ودك ترتاحين في غرفتك

أومأت برأسها بنعم .. ألتفت هياء وأمسكت بالكرسي المدولب ودفعتها إلى غرفتها

وأثناء خروجها من غرفة أمها دخل عبدالله

..هلا هلا وغلا بهيونة الحلوة العسل

هياء : سلامات يابو الشباب وش ذا الكلام الحلو تراني هياء أختك والله مو أي وحدة ثانية

عبدالله : أدري والله أدري انك أم كشة

هياء : أيوه كذا أنت اخوي عبودي من شوي خفت عليك ظنيتك مريض ولا أحد بدلك

عبدالله : أقول مالت عليك بس جد ما تستاهلين الدلع المووووهيم أخوك ميت جوع ياليت تسوين لي أي شي أكله ولا تخلين العلة سريافي تقرب من الأكل اللي لي

سارة : أنا مدري وش فيك عليها مسكينة وش حليلها

عبدالله : بسم الله الحين أنتي وش دخلك يا زينك ساكتة

هياء : واك واك فشلوها لقطي لقطي .. بس جد عبود الحين انت ليه ما تحبها

عبدلله : مدري بس أحسها مقرفة

هياء وسارة … ههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله أنك شي

سارة : طيب وش رايكم نسوي لنا كلنا عشا ووو بوب كورن وخرابيط ونسهر على فلم

عبدلله : مع أني ودي أذبحك بس فكرة حلوة ها هيونه وش رايك

هياء : أوك وخصوصا بكرة خميس يعني ما في مدااارس

عبدلله وسارة : أبو الدفرة يا شيخ

بعدها ذهبت هياء إلى المطبخ وبدأت تعد ما اتفقوا عليه وبالها مشغول في أمها تتمنى لو تجد حلا لهذا الموضوع وتنهيه ..

في صباح اليوم الأخر ..

أبو حمد جالس على أحدى الكنبات في الصالة وبيده ريموت التلفاز ويقلب في القنوات ..

أطل على ساعته فوجدها العاشرة تلفت هنا وهناك ولم يجد أحدا من أبنائه

أبو حمد : لا اله إلا الله وينهم ذا العيال ولا احد منهم موجود ..

وأخذ ينادي بصوت عال … أم عبدلله يااااااااااااااااا أم عبدالله

ولا من مجيب .. ذهب إليها وراءاها كالعادة جالسة على كرسيها المدولب بعد أن ساعدتها سريافي في النهوض من السرير وتنظر في الفراغ

أبو حمد : أستغفر الله الحين أنتي إلى متى بظلين كذا ترى تعبت منك حيل ولا تتوقعين أنك بهذي الطريقة بتضغطين على وتخليني أغير رأيي

والله ثم والله أنو أنا حتى أسمي ودي ما يقولون لي أبو … أستغفر الله لا تذكريني فيه عسى ربي ياخذ روحه ونفتك منه ولا تجلسين تتبكبكين لي ترى جد مليت من ذا الحال

في مكان أخر من الدور العلوي …

سارة على جهاز اللاب توب منشغلة بمحادثة في المسن …

*** سااااااارونة أحلى مغرورة << فديتني

أي وبعدين وش صار << أحس مو مصدقة

*** يا قلب ما يكفي اللي صار

أبدا والله بعدها تفارقوا وحلفوا ما يكلمون بعض

لكن ما عليك منهم كلها يومين ويرجعون لأنو اللي بينهم عمر يعني مو معقول على شي تافه مثل كذا يتفارقوون

*** سااااااارونة أحلى مغرورة << فديتني

صووووووح معك حق والله

المووووهيم قلبوووو أنا الحين بروح أسوي لي شي أكله وأتروش

بايااااات

*** يا قلب ما يكفي اللي صار

أوك يا عسل

سيآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ

لنعد لأراضي مدينة الضباب في شقة حمد وناصر بالتحديد

حمد : والله مظلوم يا ناصر وربي مظلوم أنا تعبت من ذا الظلم ومن ذا الهم سنوات وأنا أتعذب

أشتقت لأمي وأخواني والله أشتقت حسبي الله في اللي كان السبب

ناصر : ألا ما تطلع الحقيقة في يوم من الأيام تعوذ من الشيطان وصدقني ما راح أتركك أنا بس أوصل الديرة وأدور عليهم وأنقل لهم أخبارك وأقول لهم أنك بخير وأحاول أوصلكم لبعض وأدور على الحقيقة وترجع وأنت رافع الراس

هز حمد رأسه وسرح في البعيد

    ممكن تنقلوه للقصص

    رووووووووووووووووعه

    حلو كتييير

    ورينا ابدعاتك يا قمر

    الوسوم:

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.