شهر رجب كغيره من الشهور، لا يخصص بعبادة دون غيره من الشهور ؛ لأنه لم يثبت
عن النبي – صلى الله عليه وسلم – تخصيصه لا بصلاة ولا صيام ولا بعمرة ولا بذبيحة ولا غير ذلك،
وإنما كانت هذه الأمور تفعل في الجاهليَّة فأبطلها الإسلام؛ فشهر رجب كغيره من الشهور، لم يثبت فيه
عن النبي – صلى الله عليه وسلم – تخصيصه بشيء من العبادات؛ فمن أحدث فيه عبادة من العبادات وخصه بها ؛
فإنه يكون مبتدعاً؛ لأنه أحدث في الدين ما ليس منه،
والعبادات توقيفية؛ لا يقدم على شيء منها؛ إلا إذا كان له دليل من الكتاب والسنة،
ولم يرد في شهر رجب بخصوصيته دليل يُعتمد عليه، وكل ما ورد فيه لم يثبت
عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، بل كان الصحابة – رضوان الله عليهم – ينهون عن ذلك
ويُحذرون من صيام شيء من رجب خاصة .
أما الإنسان الذي له صلاة مستمر عليها ، وله صيام مستمر عليه ؛
فهذا لا مانع من استمراره في رجب كغيره ، ويدخل تبعاً.
جميع ما أحدث النَّاس في رجب من البدع المنكرة
ومن العجيب أنَّ الناس قد أحدثوا في شهر رجب بدعاً كثيرةً لم ينزل الله بها من سلطان ،
وهذه البدع التي سأذكرها نبَّه عليها أئمة الإسلام وعلماؤه، كشيخ الإسلام ابن تيمية،
وابن القيِّم، والشاطبي ، وابن رجب الحنبلي ، والطرطوشي، وابن حجر.
ومن المعاصرين: الشيخ علي محفوظ، والشُّقيري، والشيخ ابن باز، و العثيمين والألباني – رحمهم الله-
والفوزان – حفظه الله – وجميع ما سأذكره في مقالتي – أيها القاريء النبيل – من باب قول الشاعر:
عَـَرفْتُ الشَّرَّ لا للشَّر لكنْ لِتَـوَقِّيهِ
وَمَنْ لا يَعْرِفِ الشَّرَّ جَدِيرٌ أنْ يقعْ فيه
أولاً: ومن أوائل ما ابتدع النَّاس في رجب الصَّلاة، وهي عندهم على أنواع:
* منها ما يُسمَّى بـ (الصَّلاة الألفية) ، وهي تُصلَّى في أول يوم من رجب، وفي نصف شعبان ،
وهي غير صلاة الرغائب .
*صلاة أُمِّ داود ، وهي تُصلَّى في نصف رجب؛
ثانياً: ومما أحدث النَّاس في رجب الصِّيام، وهم فيه على أصناف:
* فمنهم من يحرص على صيام اليوم الأول والثاني والثالث منه ،
* ومنهم من يصوم اليوم السابع منه فقط، ويُصلِّي صلاة الرَّغائب في تلك الليلة .
* ومنهم من يصوم الشهر كلَّه .
ثالثاً: زيارة قبر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر.
رابعاً: الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في ليلة السابع والعشرين منه ،
وقراءة قصة المعراج .