الحلقة الأولى من سيرة حبيبي صلى الله عليه وسلم
أصالة نسبه الشريف عليه الصلاة والسلام:
أصالة نسبه الشريف عليه الصلاة والسلام:
حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (واسمه شيبة الحمد ) بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب وهو من خير القرون وأزكى القبائل وأفضل البطون .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً حتى كنت من القرن الذي كنت فيه ) .
"صحيح البخاري"
كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل , واصطفى قريشاً من كنانة , واصطفى من قريش بني هاشم , واصطفاني من بني هاشم ) ."صحيح مسلم"
نسب الني صلى الله عليه وسلم :
اختار الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم من خير القبائل والبيوت ,فإنه صلى الله عليه وسلم لم يتسلل إلى نسبه الشريف شيء من أدران الجاهلية فهو صلى الله عليه وسلم من سلالة آباء كرام وكلهم سادة أشراف أطهار.
قصي بن كلاب :
مات أبوه وهو في حضن أمه, تزوجت أمه رجلاً احتملها إلى بلاده بأطراف الشام , فحملت قصياً معه لصغره وكان لا يزال فطيماً وسمي قصياً لتقصيها به إلى الشام ,فلما شب رجع إلى مكة ,تزوج ابنة والي مكة آنذك من بني خزاعة واسمها حُبّى وولدت له أولاداً منهم عبد مناف وعبد الدار.
عندما توفي والي مكة وقعت حرب بين خزاعة وقريش أدت أخيراً إلى تغلب قصي على أمر مكة والبيت وكان ذلك في أواسط القرن الخامس للميلاد تقريباً ومنذ ذلك الوقت صارت لقصي ومن ثم لقريش السيادة التامة .
أعمال قصي :
استخلص أمر مكة وشؤون البيت من خزاعة .
جمع القرشين من الجبال والشعاب والأودية إلى مكة فسمي مجمعاً .
أحدث وقود النار بالمزدلفة حين وقف بها حتى يراها من دُفع من عرفة.
ابتنى بيتاً سماه دار الندوة (جعل منها مجلساً للشورى ودار حكومة لقريش ).
ينسب إليه أعمال مكة الداخلية والخارجية. وإلى جانب ذلك من أعمال اللواء, والحجابة , والسقاية , والرفادة .
بعد موت قصي تقاسم أبناؤه هذه الأعمال فكان لبني عبد مناف السقاية والرفادة وبقي لبني عبد الدار الحجابة واللواء والندوة .
تولى هاشم بن عبد مناف السقاية والرفادة حيث كان موسراً يستطيع الاضطلاع بنفقاتهم
هاشم بن عبد مناف :
هو من تولى السقاية والرفادة من بني عبد مناف وكان رجلاً موسراً ذو شرف كبير , تولى هذه الأمور بعد وفاته أخوه المطلب بن عبد مناف وسمي هاشم لأنه أول من هشم الثريد (كسر الخبز وأعده للثريد ) لقومه بمكة . ويذكر أن قريشاً كانت قد أصابهم قحط , فرحل إلى فلسطين فاشترى منها الدقيق وقدم به إلى مكة , وبذل طعامه لكل نازل بالبلد المقدس أو وارد عليه .
وكان أخذ عل نفسه عهداً بأن يسقي الحجاج ويكفيهم بالماء قربةً إلى رب البيت مادام حياً , فقام لذلك بحفر عدة آبار مما يسر لمكة الماء وساعد على إكثاره عندهم .
وهو أول من سَنّ رحلتي الشتاء والصيف لقريش وكذلك ينسب إليه إيلاف قريش والمقصود بالإيلاف (عهود ومواثيق مع سادات القبائل في مقابل إسهامهم بأموالهم وبحمايتهم لقوافل قريش , في مقابل ضرائب معينة تدفع لهم وسهام من الأرباح تؤدى لهم مع إعطائهم رؤوس أموالهم وما ربحته في الأسواق ).
تزوج سلمى ( من بني عدي بن النجار ) عندما قدم إلى المدينة وتوفي بغزة من أرض فلسطين عندما خرج إلى الشام تاجراً وكانت هي قد حملت بعبد المطلب الذي سمته شيبة الحمد عندما ولدته لشيبة في رأسه وسمي أيضاً عبد المطلب الذي ولي أمور السقاية والرفادة كما سنورد لاحقاً.
سنورد فيما يلي شرح لهذه الكلمات الأربعة :
اللواء : وظيفة تتعلق بشؤون الحرب فاللواء هو العلم الذي يحمل في المعارك .
الحجابة :فهي حجابة الكعبة والقائم عليها يمتلك مفاتيح الكعبة فهو الذي يأذن للناس بالدخول إليها .
السقاية :هي جمع الماء من آبار مكة وحمله على القرب وسكبه في حياض من أدم (جلد ) توضع في فناء الكعبة وتحلى بالتمر والزبيب .
الرفادة : هي طعام يصنع للحاج على سبيل الضيافة ,حيث فرض قصي على قريش خرجاً تخرجه في الموسم من أموالها ليتم صنع الطعام به للحجاج يأكل منه من لم تكن له سعة ولا زاد ممن يحضر الموسم .
مقولة قصي في قريش :
إنكم جيران الله وأهل بيته وأهل الحرم وإن الحجاج ضيف الله وأهله وزوار بيته , وهم أحق الضيف بالكرامة , فاجعلوا لهم طعاماُ وشراباً أيام الحج , حتى يصدروا عنكم .
>>يُتبع بإذن الله >>
مصادر السيرة مختصر الجامع في السيرة النبوية : تأليف سميرة الزايد
صور من حياة الرسول : تأليف أمين دويدار
فقه السيرة : تأليف محمد سعيد رمضان البوطي
بسم الله ماشاءالله مجهود مميز
ومتابعين معاكِ إن شاءالله السيرة العطرة لرسولنا صلى الله عليه وسلم
ومتابعين معاكِ إن شاءالله السيرة العطرة لرسولنا صلى الله عليه وسلم