لكن دراسة جديدة أظهرت أن هذا النوع من الغذاء يساهم في الحفاظ على وزن مثالي لمرضى السكري من النوع الثاني، كما إنه يقلل من اعتمادهم على الأدوية التي تعمل على خفض السكر، مقارنة بنظرائهم الذين يتناولون طعاماً قليل الدهون، ويستخدمون الأدوية لخفض السكر، وفقاً لدراسة نشرت في دورية "حوليات الطب الباطني".
والنوع الثاني من مرض السكري هو الأكثر انتشاراً في العالم، إذ يعاني منه حوالي 20 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، كما يعتقد الباحثون أن ثلث الأطفال الذين ولدوا منذ بداية القرن الجديد سيصابون بالمرض في إحدى مراحل حياتهم.
وفي هذا الإطار، قال المتخصص في الغدد الصماء في جامعة ميسوري، ريتشارد هيلمان: "غذاء منطقة المتوسط ليس غذاء سحرياً، لكنه يحتوي على الكثير من الخصائص، ونعلم جميعاً أنه طعام صحي."
لكنه عاد ليقول: "لست متفاجئاً من نتيجة الدراسة، فبعد الأبحاث الكثيرة التي سبقتها وبينت أن ذلك الغذاء يقلل من احتمال الإصابة بالجلطات والنوبات القلبية، يمكننا توقع مثل هذه النتائج، لكن الدراسة أيضاً، أعطتنا معلومات مفيدة حول مرض السكري."
وتمت الدراسة على 215 شخصاً ممن يعانون السمنة، وتم اكتشاف إصابتهم بالنوع الثاني من مرض السكري مؤخراً، وجرى الطلب من مجموعة منهم تناول أطعمة قليلة الدهون، فيما تتناول المجموعة الثانية أطعمة كتلك التي يتم تناولها في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
وبعد أربع سنوات، وجد الباحثون وهم إيطاليون، أن 44 في المائة فقط من الذين استمروا في تناول الغذاء المتوسطي كانوا بحاجة لاستخدام الأدوية لخفض السكر في الدم، مقابل 70 في المائة من الذين تناولوا أطعمة قليلة الدهون.
وتقول الدكتور كريستين لين محررة المجلة العلمية التي نشرت الدراسة:"الناس الذين يتناولون أطعمة المتوسط، أكثر قدرة على تنظيم مستوى السكر في الدم بسبب الغذاء الذي يتناولنه، في حين تعمل الأدوية فقط عندما يرتفع مستوى السكر عن الحد اللازم."
ويمكن لأولئك الذين يعانون النوع الأول من مرض السكري، والتي تتطلب حالتهم تناول الأنسولين، أن يتناولوا الأطعمة المتوسطية، مع ممارسة التمارين الرياضية ما يجعلهم في غنى عن تناول الأنسولين، وفي حال لم تنجح هذه الوصفة في تخفيض السكر فيجب العودة لتناول الأنسولين.
موضوع شيق