تخطى إلى المحتوى

دربى طفلك على الصيام 2024

قل عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أنهم كانوا يدربون أبناءهم الصغار على الصيام، ويعودونهم عليه، وأقرهم على ذلك رسول الله ، فقد روى البخاري في صحيحه عن الرُّبيِّع بنت مُعوِّذ قالتأرسل النبي غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه ومن أصبح صائماً فليصم، قالت: فكنا نصومه بعد ونُصوِّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار), وجيء بسكران في رمضان إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال موبخاً وزاجراًفي رمضان ويلك وصبياننا صيام), فهذا دليل على أن صيام الصبيان على عهد الصحابة رضوان الله عليهم كان معروفاً غير مستنكر أو مستهجن، كما آل إليه الحال عند بعض الأسر في هذا الزمان من استنكار صيام الصيام واعتباره من التشدد والقسوة.


الونشريس

ولا يعني تدريب الأولاد على الصيام افتراضه عليهم، فإن جمهور العلماء يفتون بأن الصيام غير واجب على من هو دون البلوغ ؛ لكن المقصود من هذه الأحاديث مشروعية تمرين الصبيان على الصيام وتعويدهم عليه.

الونشريس

وأعجب من هذا ما كان يفعله عليه الصلاة والسلام عندما كان صيام عاشوراء مفروضاً، حيث " كان يعظمه، ويدعو برضعائه ورضعاء فاطمة فيتفل في أفواههم ويأمر أمهاتهن ألا يرضعن إلى الليل "، فإذا كان الرضع يشاركون المسلمين في صيام ذلك اليوم المفضل حرمةً وتعظيماً له، وتدريباً على الصوم، فإن الأطفال الكبار دون البلوغ أولى بهذا التمرين، خاصةً إذا قاربوا الحلم، حيث يكونون أقدر على تحمُّل الصوم ومشقته.

الونشريس

وقد كان بعض السلف رضوان الله عليهم يُوقِّتون بداية أمر الصبي بالصيام إذا أطاقه وهذا منقول عن ابن سيرين وقتادة والزهري وعروة بن الزبير رحمهم الله.

والأب يقدر بخبرته طاقة ولده ومقدرته على الصوم، فإن رأى فيه قوة عليه، ورغبة فيه، أمره به وحثه عليه مبيناً فضل الصيام وأجره عند الله، ولا يتقيد في ذلك بسن معينة.

الونشريس

كما يمكنه أن يُقسم النهار إلى أجزاء، فليس من الضروري أن يصوم الولد كامل النهار – خاصة الولد الصغير – فيكون الجزء الأول مثلاً من صلاة الفجر حتى صلاة الظهر، والجزء الثاني من صلاة الظهر إلى صلاة العصر، والجزء الثالث من صلاة العصر حتى صلاة المغرب، والولد يصوم من هذه الأجزاء حسب طاقته وقدرته دون إجبار، فيحثه الأب على الصوم ويكافئه على ذلك، مع مراعاة عدم إضرار الصيام به.

الونشريس

كما يمكن للأب أن يقدم لأولاده اللُّعب المختلفة، عند الحاجة ليلهيهم بها عن طلب الطعام، اقتداء بالسلف الصالح، ولا بأس أن يخرج بهم للنزهة أو المسجد إذا احتاج الأمر، فإن بعض السلف كانوا يأخذون الأولاد إلى المسجد في يوم عاشوراء، ويجعلون لهم الألعاب من الصوف ليلتهوا بها عن طلب الطعام.

    موضوع قيم جداً

    أشكرك المهاجرة على موضوعاتك

    جزاك الله كل خير
    تم التقيييييييم
    الونشريس

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.