تخطى إلى المحتوى

رسالة لمن فقد الولد 2024

يا من فقدت الولد
عظم الله لك الآجر وألهمك الصبر ورزقك الشكر
عظم الله أجرك وجبر الله كسرك وعوضك خيري الدنيا والآخرة عمن فقدت
فقد الأولاد ، فلذات الأكباد ، ثمرات القلوب ، مِن أعظم المصائب ، التي تصيب الإنسان في حياته ، هي والله نار في الفؤاد ، وحرقة في الأكباد ، لهذا كان ثواب الصبر على فقدهم عظيم ، وأجره في الميزان ثقيل ،
يقول عليه الصلاة والسلام : ( بخ بخ بخمس ما أثقلهن في الميزان : لا إله إلا الله ، وسبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، والولد الصالح يتوفى للمرء فيحتسبه ) أخرجه ابن حبان في صحيحه وصححه الألباني
أي شيء أعظم من الصبر وقد ذكره الله في القرآن الكريم ما يزيد على مائة موضع ، وقرنه مع الصلاة التي هي عمود الإسلام فقال سبحانه : ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) سورة البقرة آية : 45
وبشر سبحانه الصابرين بثلاث خصال كل خصلة منها خير من الدنيا وما عليها
فقال : ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) سورة البقرة 155- 157
يا من فقدت فلذة كبدك فتألمت عليك بالصبر والاحتساب فالأجر عظيم
يقول الله تعالى في الحديث القدسي : ( ما لعبدي المؤمن جزاءاً إذا قبضت صَفَّيهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) أخرجه البخاري
ويقول صلى الله عليه وسلم :
إذا مات ولد العبد قال الله عز وجل لملائكته : قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم . فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم . فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون حمدك واسترجع . فيقول الله تعالى : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة ، وسموه بيت الحمد ) حسنه الألباني
يا لها من بشارة عظيمة أن يُبني لك بيت في الجنة
يا لها من بشارة عظيمة أن يبشرك الرسول الكريم بالنجاة من النار وولوج الجنان
ويقول لنسوة من الأنصار : ( لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبهم إلا دخلت الجنة . فقالت امرأة منهن أو اثنين يا رسول الله ؟ قال : أو اثنين ) رواه مسلم
ألا تعلم أن تلك المصيبة كفارة لذنوبك وخطاياك ورفعة في درجاتك
ألم يقل رسولنا الكريم : ( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كَفّرَ الله عز وجل بها عنه حتى الشوكة يشاكها ) متفق عليه
ألم يقل : ( لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) حديث حسن صحيح
وقال عليه السلام : ( من يُرد الله به خيراً يُصب منه ) رواه البخاري
ألا تعلم أخي أنها قد تكون لك منزلة عند الله لم تبلغها بعملك ، يُبلغك الله إياها بالابتلاء
يقول الرسول الكريم : ( إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل ، فما يزال يبتليه مما يكره حتى يبلغه إياها ) حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة
وهذا عمر بن عبد العزيز رحمه الله، ضرب نموذجاً من النماذج التي تحتذى بالصبر، وقوة التحمل، وعدم الجزع، بل السرور عندما مات ابنه عبد الملك، فقد روى سفيان الثوري، قال: قال عمر بن عبد العزيز، لابنه عبد الملك وهو مريض: كيف تجدك؟ قال في الموت، قال له: لأن تكون في ميزاني، أحب إليَّ من أن أكون في ميزانك، فقال له: يا أبت لان يكون ما تحبّ أحب إليَّ من أن يكون ما أحبّ,, قيل فلما مات ابنه عبدالملك، قال عمر: يا بنيّ لقد كنت في الدنيا كما قال الله جل ثناؤه المال والبنون زينة الحياة الدنيا ، ولقد كنت أفضل زينتها، وإني لأرجو أن تكون اليوم من الباقيات الصالحات، التي هي خير من الدنيا، وخير ثواباً، وخير أملا.
والله ما سرني أني دعوتك من جانب، فاجبتني,, ولما دفنه قام على قبره، فقال: مازلت مسروراً بك، منذ بشّرت بك، وما كنت قطّ أسرّ إليَّ منك اليوم,, ثم قال: اللهم اغفر لعبد الملك بن عمر، ولمن استغفر له.
وختاماً:
نحن مُلك لله ، فالله الذي خلق من العدم ، ووهب السمع والبصر، وأسبغ النِعم ، فإذا سلب شيء من تلك النِعم ، فإنما استرد صاحب المُلك بعض ما وهب
الله أربط على قلب كل أب وأم فقد أبناً وألهمه الرضا والصبر والسلون
آمين
    الونشريس

    جزاك الله خيرا أختنا الغالية

    ربنا يصبر كل من فقد ابن من ابنائه ميرسى على التوبيك

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.