الخوف من الضرب:
هناك اعتقاد سابق لدى الأطفال خاصة في مناطق الأرياف –وهو ما يحدث بالفعل- وهو أن المدرسين يقومون بضرب الأطفال وتعذيبهم؛ الأمر الذي يجعل الأطفال ينفرون من الذهاب إلى المدرسة وربما يهربون منها في حال إجبارهم عليها، وما يرسخ لهذا المعتقد لديهم هو تعرض الأطفال بالفعل للضرب من جانب المدرسين.
الاستيقاظ المبكر:
صدق أو لا تصدق أن الاستيقاظ المبكر قد يكون من الأسباب التي تدفع الطفل للهروب من الذهاب إلى المدرسة، والسبب في ذلك أن هذا الطفل اعتاد على السهر وعدم الاستيقاظ مبكرا بسبب تعويد والديه له على ذلك، وهي المشكلة النادرة التي لم يتعرض لها الكثير من أخصائيي الطفولة والدراسة.
القلق والاكتئاب:
ربما يتجنب الأطفال المدرسة لأنهم يحاولون تفادي مشاعر سلبية مثل القلق والاكتئاب، أو تجارب سلبية مثل الاختبارات أو علاقات اجتماعية مضطربة. من ناحية أخرى، ربما يجدون مغنما إيجابيا مثل المزيد من الرعاية من جانب الوالدين، والفرصة للعب ألعاب الفيديو طوال اليوم أو بالنسبة إلى الأولاد الأكبر الحصول على المتع غير المشروعة.
ويشير الخبراء إلى حدوث نوع من التداخل، فالأطفال الذين يتغيبون عن المدرسة لعدد من الأسباب التي تبدو أشبه بالتهرب من المدرسة ربما يصبحون قلقين إلى حد بعيد، والحقيقة أن التغيب عن الدراسة يزيد من الضغوط الدراسية والاجتماعية التي تنتظر عودة الطفل، وتنشأ دائرة خطرة كلما كنت غائبا، سيرغب فيها الطفل في الابتعاد عن المدرسة.
حيل الأطفال للتهرب من المدرسة:
وقد يلجأ الأطفال إلى العديد من الحيل لكي يتهربوا من المدرسة؛ فمثلا قد يفاجأ الأهل في الصباح، وقت الذهاب إلى المدرسة بالطفل يرفض الذهاب ويشكو من آلام في البطن ويبكي وقد يحاول التقيؤ ويُلقي بنفسه على الأرض متلوياً من الألم الذي يدّعيه. هذه المشكلة تجعل الأهل يقعون في حيرة، فكثير من الأحيان يرضخ الأهل لمطلب الطفل ويتركونه يبقى في المنزل، وبعد أن يسمحوا له في البقاء في البيت، تذهب جميع الأعراض الجسدية التي كان يشكو منها الطفل؛ فيتوقف عن البكاء وتذهب آلام البطن أو الصداع وكل ما كان يدّعي بأنه يُعاني منه.
هذه المشكلة تجعل الطفل يتمادى في هذا الأمر، ويُكرّر ما فعله في اليوم التالي مما يجعل الأهل يقعون في حيرةٍ في كيفية التعامل مع الطفل الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة ويشعرون بأنهم في ورطة من عدم قدرة ابنهم على الذهاب إلى المدرسة مرةً آخرى.
مشكلة الأطفال المستجدين:
تحدث عادةً مشاكل رفض المدرسة في بداية الدراسة، خاصةً للأطفال المستجدين في المدرسة أو الأطفال الذين ينتقلون من مرحلة إلى مرحلة أخرى، مثل الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة. وعادة تكون هناك بعض المخاوف لدى الأطفال الذين يرفضون الذهاب إلى المدرسة مثل أن يكون لدى الطفل خوف على أحد والديه، مثل أن يخاف الطفل الافتراق عن والدته وأن يحدث مكروه لوالدته لو تركها وذهب إلى المدرسة، وهناك بعض الأطفال يخشون أن تموت الوالدة أو الوالد حين يكون هو في المدرسة.
الخوف من أصدقائه:
عوامل أخرى قد تكون أيضا سبباً في رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، مثل خوفه من بعض التلاميذ المشاغبين أو من بعض المدرسين أو حتى من بعض الحيوانات، إذا كان في الطريق إلى المدرسة.
مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة ليست مشكلةً سهلة، فبعض الطلبة والطالبات يتوقفون عن الدراسة بشكل كامل ولا يعودون إلى المدرسة مرةً أخرى، ويصعب حل المشكلة بالنسبة لهؤلاء.. تقول إحدى المعلمات إن طالبة في المستوى الثالث ابتدائي توقفت عن الدراسة بشكلٍ كامل بسبب تهديد طالبة آخرى لها بضربها واستخدام العنف ضدها.
نصائح:
أول هذه النصائح أنه يجب عليك أن تتفادى أساليب الحماية الزائدة لابنك داخل البيت؛ لأن هذا الأسلوب يخرب شخصية الابن أكثر مما يحميه ويبطئ نموه السليم، وأيضا حاولي البقاء معه بعض الوقت داخل المدرسة فى أيامه الأولى فيها، ليتمكن من الانخراط والتطبع مع البيئة الجديدة وهو يشعر بوجودك.. وبهذه الطريقة يبدأ الطفل بالانتباه لأشياء كثيرة قد تجذبه للمدرسة وتثير إعجابه وفضوله ما دام مطمئنا لوجودك معه.. ففى غيابك لاسيما فى الأيام الأولى قد لا ينتبه لأى شئ بالمدرسة لأن فراقك له يشغل كل تركيزه.
– وقبل أن تتركيه فى المدرسة وقبل مفارقته أعطه شحنات من الحب والحنان تعبيراً باللسان وضميه إلى صدرك وطمئنيه بالكلام واملئيه بالأمل، وأشعريه بالثقة فى نفسه وفى قدراته، وعبرى أيضا عن ثقتك بالمدرسة والمدرسات فهذا الشعور مهم للطفل ليطمئن هو أيضا ويثق بجوه الجديد.
– إذا استمرت مخاوف الطفل دون أن يحدث أى تغيير إيجابى فى سلوكه فينبغى بدء التأكد والتدقيق فى عوامل أخرى منها المدرسة والمعلمة والأصدقاء من جهة، وعوامل نفسية خاصة بالطفل من جهة أخرى.. فينصح بإجراء اختبارات نفسية للتأكد من عدم وجود موانع ذاتية لديه تمنعه من فراق أمه وتصيبه بالخوف من الأجواء الجديدة، والطفل عادة فى سن السنة والنصف يخاف من كل إنسان غريب عن الأسرة ويعتبره مصدر إزعاج وخوف، لذلك من الضرورى تعويد الطفل على التعامل مع الغرباء والتعامل معهم بدون انزعاج وهذه خطوات تكون عادة فى مرحلة قبل الروضة.
– ساعدى الطفل على إقامة علاقات مع أقران له لأن ذلك مهم جدا لإشباع حاجته للانتماء وهو بهذا يتأقلم اجتماعيا مع بيئات أخرى خارج الأسرة، ومن الخطأ استعمال أساليب التهديد والعقاب والتخويف لجعل الطفل يرضخ ويدخل المدرسة بلا بكاء وصراخ، كما من الخطأ اللجوء لأساليب الهدايا والإغراء، وفى هذا السن من الطبيعى ومن المعتاد أن يبكى الطفل لحظة فراق أمه فليس مطلوب أن تتجاهل بكاءه وأن لا تتفاعل مع بكائه ولكن من الأهمية بمكان مساعدته تدريجيا على فك الالتصاق بالأم والتوافق مع المدرسة.