انتشرت ظاهرة الزواج من أجل المال، خاصة زواج الفتيات الصغيرات من كبار السن بحثاً عن الحياة الكريمة، والحصول على المال والرفاهية في المعيشة، ولكن السؤال هل سيكون هناك توافق عقلي بين هذين الزوجين؟ هل سينظران إلى الامور بنفس المنظار أم ان رؤيتهما للأمور ستختلف؟ هل يستطيع هذا الزوج أن يجاري زوجته ولفترة كم من الزمن سيفعل ذلك إن استطاع ؟
وفي هذا الصدد، أشارت الدراسات الاجتماعية أن الخيانات الزوجية وضياع الأبناء والتشرد واليتم المبكر وترمل الزوجة الصغيرة كلها نتائج شبه محتومة مترتبة على هذا الزواج فلم تعد العفة في هذا العصر هي سبب الزواج، بل أصبح المال هو العامل الرئيسي، وهذا يعود للانفتاح الخطير الذي نحن عليه من الثقافات الغربية من خلال الفضاء المفتوح.
وفي هذا الشأن يقول الاستشاري النفسي الدكتور السيد البدوي أن أهم الأسباب التي تدفع الفتاة للزواج من رجل بعمر أبيها لجاهزيته المادية وعدم رغبتها في أن تكلف نفسها عناء الحياة وأن تكد وتكدح وتتحمل الصعاب في الحياة مع شاب في مقتبل العمر حتى ولو كان ذلك على حساب سعادتها وتحقيق ذاتها وذلك"، مشيراً إلى أن الأسباب التي تؤدي إلى ذلك هي "فقدان الثقة في الشاب وأنه لن يستطيع تلبية متطلباتها أو حتى إشباع حاجاتها الأولية، وأيضاً فقدان الثقة في ذاتها لأنها تصبح على قناعة بعجزها وضعفها ومن الأفضل أن تختار السهل اليسير حتى وإن كان الثمن باهظاً".
وأوضح البدوي أن من الأسباب التي تدفع الفتيات الزواج من رجل مسن هو "عدم الاطمئنان للمجتمع الذي تعيش فيه ومن أنه سوف يدعمها ويساندها ويساند زوجها الشاب، بالإضافة إلى تفشي وانتشار أفكار خاطئة مثل الانتهازية والإتكالية والوصول إلى أقصر الطرق للمراد تحقيقه وعدم بذل المجهود".
إلى ذلك، أشار البدوي إلى أن "التربية التي تنشأ على الكبت للأمور العاطفية والجنسية والاستمتاع بالدور الأنثوي للفتاة يجعلها تضع كل تركيزها على الأمور المادية والمكسب الذي ستحققه من الزيجة بعيداً عن الدور الأنثوي المنوط بها".
وأخيراً أكد الدكتور البدوي "إن زواج صغيرات السن من كبار السن لا يبني أسرة ولا يهتم بالأطفال وبتنشئتهم تنشئة صحيحة وهو بالأصح تعبير عن عجز كل طرف وكل منهما يبحث عن مصلحة من هذه الزيجة ويسعى لتنفيذها وإذا انتهت انتهى المشروع وانهار وتكون العواقب وخيمة ويدفع ثمنها غالباً الأطفال، أما الزوجة الشابة فتعلم من خلال حساباتها بالثمن الذي ستدفعه مما يجعلها مهيأة لتقبل كافة الخسائر".
ولا حرمنا الله من طلتكم
وبارك لكم وبارك فيكم