شخصية طفلك تتشكل باللعب
اصطحبت طفلي البالغ من العمر 3 سنوات إلى احد متنزهات الأطفال، وبدون أن يكون له سابق معرفة بأحد ممن هم في مثل سنه من اللاعبين، وجدته يندمج معهم لينتقلوا من لعبة إلى أخرى وهم يتبادلون الضحكات. وبطبيعة الحال بدأت ارقبهم وبخاصة عندما بدأوا في تبادل المساعدة للتأرجح على الأراجيح ذات الاحبال الغليظة، ثم عندما اندمجوا في تكوين أشكال من الصلصال وقد ارتضوا، بشكل تلقائي، قائدا منهم بات يعطي كلا منهم الأوامر كمن تدرب على القيادة. استغرقت في التفكير وشغلني ما يبديه كل منهم من جهد في تحقيق هدفه، وتعجبت من ادراك هؤلاء الصغار لفكرة القيادة في الوقت الذي لا يزيد عمر أكبرهم عن 5 سنوات.. وتذكرت في حينها مقولة شهيرة في عالم التربية مفادها (اللعب هو عمل الصغار) فهم لا يشعرون أثناء لهوهم انهم يلعبون ولكنهم في حالة تركيز شديدة تشعرهم بالجدية وتمنحهم الإحساس بالمسؤولية والرغبة في الفوز أثناء اللعب. دكتور هاني السبكي استشاري الطب النفسي يؤكد أن اللعب حالة شديدة الخصوصية جذبت انتباه علماء النفس لدراستها وثبت من خلال التجربة أن اللعب يساهم في تعليم الطفل بشكل غير مباشر القيم والاتجاهات والسلوكيات المطلوب منه اكتسابها إلى جانب الخبرات أيضا. ويؤكد دكتور هاني السبكي أن النبي (ص) كان من اكثر المتفهمين لطبيعة الطفل ورغبته في اللعب، وهناك الكثير من الدلائل التي تشير إلى هذا الاهتمام النبوي ، منها انه كان يلاعب أبناء الصحابة ويطلب منهم الاستباق إلى حيث يجلس. والحقيقة أن اللعب لا يساهم في تعليم الطفل فقط، ولكنه يساعده على النمو النفسي والعقلي أيضا من خلال احتكاكه بالأطفال ممن هم في مثل سنه والتعرف على أسلوب التعامل معهم والدفاع عن نفسه وتقبل رأي الآخر دون عنف.
كيف تتعرفين على شخصية طفلك من أسلوب لعبه: « تستطيع كل أم أن تدرك طبيعة شخصية طفلها وبعض العيوب التي يعاني منها إذا ركزت في أسلوب لعبه»، هكذا بدأت دكتورة منال عمر، استشاري طب نفس الأطفال، حديثها معنا «نعم فهناك الطفل ذو الشخصية القيادية وهي شخصية لا تفرض منطقها بالقوة، ولكنها تستطيع جذب الآخرين بأسلوب الحديث والمبادرة. وعلى النقيض منها هناك الطفل الانقيادي الذي ينتظر دائما من غيره أن يرشده، وهناك الشخصية العدوانية سريعة الانفعال التي ترفض الآخر الذي لا يوافقها الرأي أو السلوك وهكذا..ولهذا فمن خلال اللعب بتنا نستطيع تقويم سلوك الأطفال أو تدعيمه بشكل غير مباشر. وهنا مراحل يمر بها الطفل في علاقته بالألعاب وأسلوب اللعب الذي يقوم به. ففي سنوات عمره الأولى يكون احتياجه إلى اكتشاف العالم الصغير المحيط به من خلال العاب يستطيع إمساكها بيده مصنوعة من مواد طبيعية لا تؤذيه كالمطاط والقماش والكارتون المقوى، كما يحب مشاهدة أطفال مثله يلعبون. وعلى الام في هذه المرحلة استيعاب حاجة طفلها وتشجيعه من خلال مشاركته اللعب بأشيائه البسيطة. أما في عمر سنتين حيث يبدأ الطفل في الاحتكاك بالعالم المحيط به من خلال اللعب مع أقران له في العائلة أو النادي أو المنزل، فتعتبر الألعاب التي تحتاج إلى الذهن أيضا مناسبة مثل المكعبات والصور التي يقوم بترتيبها ليخرج منها بصورة متكاملة في النهاية لحيوان أو طائر أو إنسان. كما أن على الام في هذه المرحلة مساعدته على الاندماج مع أطفال في سنه حيث تعتبر هذه المرحلة بداية نموه الاجتماعي. بعد ذلك يبدأ الطفل في استخدام خياله في اللعب من خلال تخيل بعض الشخصيات التي يلعب معها، أو استخدام بعض الأشياء التي يكمل بها ألعابه، كأن يستخدم فرشاة شعر كجهاز هاتف أو يلجأ إلى تقليد الشخصيات المقربة إليه أو التي شاهدها في التلفزيون.
الغريب كما تؤكد دكتورة منال عمر هو «اهمال بعض الأمهات لقيمة اللعب واهمال احتياجات الطفل النفسية والعاطفية التي يحصل عليها عندما تشاركه أمه اللعب، وتحاول التعويض عن ذلك بشراء اللعب غالية الثمن ظنا منها أنها يمكن أن تعوضه عن غيابها أو عدم لعبها معه، متجاهلة أن قيمة اللعب تأتى من أمور عدة لا تدخل فيها قيمة اللعبه أو ثمنها».
يتصفح الموضوع حالياً : 4 (1 عدلات و 3 زائرة)
رااائعه
بارك الله فيكى
جزاك الله خيرا حبيبتى على مجهودك الرائع
كنت محتاجه بجد الموضوع دى
بارك الله فيكى
بارك الله فيكى
بارك الله فيكى