شهر رمضان فرصة لجمع الشمل بين الاهل والاقارب كما ان صلة الرحم والترابط من تعاليم الدين ولاسيما في الشهر الكريم لكن بعضنا لا يعرف انها احد الاسباب الرئيسية لتقوية جهاز مناعة الجسم وان زيارة الاقارب تمنح الجسم مقاومة ضد الامراض لانها ببساطة تخرج الطاقة الزائدة عن الجسم وتحسن الحالة النفسية لنا.. وان علماء الصحة النفسية والاجتماع قبل علماء الدين اكدوا هذه الحقيقة العلمية بأعتبارها وسيلة للترويح عن القلوب والنفوس قبل الابدان ويقول الدكتور زكي عثمان استاذ الثقافة الاسلامية بجامعة الازهر ان زيارة الاقارب من الاشياء الضرورية في حياتنا لتحقيق علاقات اجتماعية قوية وصلبة بين الناس وبخاصة في شهر رمضان المبارك فهي لها طعم جميل ومذاق خاص تنعكس منها البهجة والفرحة. لكن لابد لنا ان نتساءل ماذا نريد من زيارة اقاربنا التي انقطعت علاقتنا بهم منذ زمن بعيد وماذا نستفيد من التواصل بعد ان قطعته انشغالاتنا بأمور الحياة وقلة زيارتنا لبعضنا البعض؟! اننا ببساطة نريد الوئام والمحبة والراحة او بما يسمي ‘بالسكينة’ ومن هنا تكون زيارة الاقارب وصلة الرحم وسيلة تمنح الجسم المناعة ضد الامراض العضوية والنفسية وتقوي جهاز المناعة واذا كان هذا هو البعد النفسي والاجتماعي ومما لا شك فيه ان الانسان يميل بطبعه الي الالفة لو توافرت هذه الانطباعات لصار الجسم خاليا من اي مرض بعيدا عن القلق والاضطرابات والمشاكل العائلية وعن كل ما يعكر صفو الحياة واذا تخلصنا من متاعبنا وضغوط الحياة عندما نتزاور ونتقارب فإننا نشعر براحة نفسية تنعكس علي سلوكياتنا مع الاخرين وفي عملنا وبيتنا.. وعندما ينطلق مدفع الافطار وترفع يديك بالدعاء الى الله في لحظة الافطار وتتمني لأقاربك الصحة والعافية ويتمنون لك دوام المحبة والتواصل الاجتماعي انها لحظة واحدة دون كل اللحظات يجتمع فيها الشمل وتقوي فيها العلاقات وتلتقي فيها القلوب والارواح قبل الابدان مما يقوي جهاز المناعة الذي نسميه ‘حائط الصد’ الذي تنطفيء امامه نيران الاحقاد والذي يحكم العملية كلها هو البعد الديني من خلال ما قاله سبحانه وتعالي ‘وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة’ واكد عليه الرسول صلي الله عليه واله وسلم في قوله ‘من سره ان يبسط في رزقه ويمد له في اجله فليصل رحمه’ هذا الحديث يطبق عليه الابعاد الثلاثة النفسي والجتماعي والديني فان زيارة الاقارب وصلة الرحم تصنع كل هذه الامور عندما تصفو القلوب وتستريح النفوس وتستكين الضمائر وتقوي العلاقات والاواصر الانسانية.
من جانب اخر إذا كانت المرأة الحامل لا تعاني من اي امراض وتتمتع بصحة جيدة فإنه من الافضل لها ان تصوم رمضان لانه يحسن من الحالة النفسية والمزاجية لها فالصيام يشعرها بالطمأنينة والارتياح وهذا له دور كبير في التخلص من الاكتئاب والهموم التي قد تتأثر بها المرأة اثناء فترة الحمل.. فاذا كانت الحامل لا تعاني من اي امراض تحتم عليها الافطار فالصيام له فوائد عديدة بالنسبة لها لانه يريح الجهاز الهضمي الذي عادة ما يكون مضطربا مع الحمل فيقل عسر الهضم وتخفف الغازات وتتحسن حالة الحموضة طالما التزمت الحامل بعدم المبالغة في الاكثار من تناول الطعام عند الافطار لكن اذا كانت الحامل تعاني من مشاكل صحية مثل مرض السكر او متاعب في الكلي فإنه يفضل لها ان تفطر لان صيامها يؤثر علي هبوط السكر في الدم الذي يترتب عليه اضرار كثيرة في نمو الجنين واذا كانت تعاني من نزيف متكرر من المشيمة فلابد ان تفطر كما ان الام الحامل في توءم عليها بالافطار وخصوصا في الشهور الاخيرة حتي لا يؤدي الى نقص السوائل والاملاح المعدنية في جسمها اما اذا كانت لا تعاني من اي مشكلة صحية فالافضل لها ان تصوم رمضان.