يعتبر الغضب من العلامات المهمة التى قد تدل على أن طفلك سيلجأ للسلوك العنيف مع الوضع فى الاعتبار ان الطفل فى مرحلة ما قبل دخول المدرسة وفى المرحلة الابتدائية قد ينفجر غاضبا بدون أى سبب واضح. أما الطفل الأكبر سنا فإن ردود أفعاله قد يكون مبالغا فيها فيما يخص أى إحباط يتعرض له أو نقد يوجه له بل إنه أحيانا قد يلجأ لأسلوب الانتقام. وهناك بعض الأطفال الذين قد يشعرون بالغضب بسبب ضغط أهاليهم عليهم ليحققوا المزيد من النجاح على المستوى الدراسى.
وفى كثير من الأحيان يكون الطفل المندفع المتسرع مائلا للتصرف بعنف وأحيانا قد تصل تصرفاته المضطربة تلك لنطاق الفصل المدرسى أو أثناء الاجتماعات أو التجمعات العائلية. أما الطفل الذى يتصرف بطريقة لا خوف فيها قد لا يكون متفهما بشكل كامل العواقب المترتبة على أفعاله وتأثيرها على سلامته وسلامة الآخرين. لكى تفهمى سبب سلوك طفلك العنيف فيجب أن تدونى أوقات واماكن تصرفه بعنف، فعلى سبيل المثال قد يحدث أن يتصرف بعنف فى المدرسة بسبب استفزاز أحد زملائه له. أما إذا كان طفلك عنيفا فى المنزل فيجب أن تبحثى عن الأسباب التى قد تكون وراء هذا العنف فى المنزل. إن الطفل الذى يشاهد برامج تليفزيونية عنيفة فإنه قد يلجأ للعنف ويبدأ فى تقليد ما يشاهده ويقرر أن العنف هو تصرف مقبول لمواجهة المواقف المحبطة المختلفة. ويجب أن تقللى من مشاهدة طفلك للبرامج التليفزيونية العنيفة وتجعليه يفهم أن تلك التصرفات غير مقبولة. قد لا يتمكن الطفل أحيانا من التحكم فى أعصابه عند شعوره بالغضب لأنه لا يعلم آلية التحكم المناسبة والتى ستمكنه من التعبير عما يدور بداخله، ويمكنك أن تعلمى طفلك مثلا المشى مبتعدا عن موقف معين كان سيغضبه مع تعليمه أيضا التنفس بعمق.
أحيانا قد تحتاج تصرفات طفلك العنيفة التدخل الطبى لأنه قد يبدأ فى إيذاء الآخرين ممن هم حوله وبعد ذلك سيشرح لكى الطبيب الخطوات الواجب عليك اتباعها وكيفية التعامل مع الطفل. يجب أن يكون لك أنت وزوجك موقف موحد فيما يخص مواجهة سلوك طفلكما العنيف وأيضا بخصوص العواقب التى سيواجهها الطفل بسبب سلوكه هذا. وعندما يهدأ الطفل عليك أن تشرحى له التصرفات العنيفة التى تعتبر غير مقبولة على الإطلاق مثل تكسير أغراض الآخرين وضربهم. ويجب أيضا أن يكون حوارك مع طفلك مناسبا لسنه ولطريقة تصرفه سابقا ونمط حياته.
إن سلوكيات الطفل العنيفة قد تكون بسبب غير ظاهر للناس أى أنه بسبب مشاكل عنف فى المنزل أو بسبب مشاكل نفسية عند الطفل ولذلك فيجب أن تفكرى أيضا فيما إذا كانت عائلتك تحتاج لتغيير أسلوب ونمط تصرفاتها