فتوي بتحريم عرض قمصان النوم أو الملابس الداخلية ملبوسه أو على منيكان
حكم عرض ملابس النساء الداخلية في الأسواقً
السؤال
يقوم بعض أصحاب المحلات التجارية التي تبيع الملابس النسائية بعرض الملابس الداخلية للنساء على مجسمات في محلاتهم، ومنهم من يعرض صوراً إباحية لنساءٍ يلبسن الملابس الداخلية في أوضاع مخزية، ويرى هؤلاء التجار أن هذه وسيلة لتسويق بضائعهم فما قولكم في ذلك؟
التاريخ 03/07/2019
المفتي د.حسام الدين بن موسى عفانة
الحـــــل
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد..
يحرم عرض الملابس الداخلية للنساء على المجسمات المسماة بالمنيكان ويحرم نشر صور النساء الإباحية بالملابس الداخلية
وغيرها وأن ذلك يدخل في إشاعة المنكرات والفواحش بين الناس وأن التاجر الذي يستعمل هذه الوسائل المحرمة لترويج تجارته
فإنه يُدخل في كسبه الحرام .
يقول الدكتور حسام عفانه –أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس بفلسطين-:
من الضوابط الشرعية التي تحكم العمل في التجارة تحريم الاتجار والعمل بالمحرمات سواء كان ذلك بانتهاك محرم أو ترك واجب.
يقول الله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
سورة المنافقون الآية 9.
ومن الأمور المحرمة استعمال الصور الإباحية في ترويج البضائع فمن المعلوم عند أهل العلم أن للوسائل أحكام المقاصد،
قال الإمام العز بن عبد السلام:
للوسائل أحكام المقاصد فالوسيلة إلى أفضل المقاصد هي أفضل الوسائل والوسيلة إلى أرذل المقاصد هي أرذل الوسائل
قواعد الأحكام 1/46.
فوسيلة المحرم محرمة أي إن ما أدى إلى الحرام فهو حرام.
فالصور الإباحية التي تشتمل على الفحشاء والمنكر محرمة ولا يجوز استعمالها
في ترويج البضائع وكذلك التماثيل التي يستعملها التجار لعرض الملابس عليها والمسماة المنيكان فهذه تعتبر من التماثيل المحرمة شرعاً،
فقد ورد عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
(ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته)
رواه مسلم
وإن عرض الملابس النسائية الداخلية عليها يضيف منكراً إلى منكر،
فلا يجوز
استعمالها في عرض الملابس وخاصة الملابس الداخلية للنساء
لما يترتب على ذلك من مفاسد كثيرة ففي ذلك فتنة للرجال وخاصة الشباب منهم.
ويضاف إلى ما سبق أن عرض الملابس الداخلية للنساء على هذه المجسمات وهي على شكل امرأة فيه امتهان للمرأة وكرامتها واحتقار لها
ومتاجرة بجسدها حيث إن جسم المرأة يستغل أبشع استغلال لكسب المال.
ومما يدل على تحريم هذا العمل قوله تعالى: "وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَان" سورة المائدة الآية 2 .
قال الشيخ ابن قدامة المقدسي-رحمه الله-: [وهذا النهي يقتضي التحريم] المغني 4/167.
سـؤال
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة نصب التماثيل في المحلات التجارية لعرض الثياب عليها ؛ تماثيل للرجال ، وأخرى للنساء ،
بل وتـُعـرَض الملابس الداخلية النسائية على هذه التماثيل ، فما حكم الشرع في هذه الظاهرة ؟
الجـواب
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . . وبعد :
فالتمثـال : هو ما نـُحِتَ من حجر ، أو صُنِعَ من نحاس أو خشب أو بلاستيك ونحوه ، على صورة إنسان أو حيوان ، وهو المعروف بالصورة المجسمة التي لـها ظل .
وقد أجمع العلماء على تحريم الصور ذات الظل ، وكل الصور المجسمة ، والتماثيل ، لكل روحٍ من إنسان أو حيوان ؛ فيحرم بالإجماع صنعُ التماثيل ، ونصبُها ، وإقامتها في أي مكان ؛ ، لما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخَلق الله "
ـ أي يُشَبِّهون ما يصنعونه بما يصنعه الله ـ
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أصحاب هذه الصور يعـذبون ، ويُقال لهم : أحيوا ما خلقتم "
رواه مسلم
وعن أبي سعيد رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تماثيل أو صورة "
رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني
وهذه التماثيل المنتشرة قد تحققت فيها مضاهاة خلق الله تعالى ؛ أفلا ترى أنك لو مررت على هذه التماثيل ، فإنك تشعر لأول وهلة أنك أمام إنسان حقيقي ؛ رجلٍ أو امرأةٍ ؟ ثم ألم تسمع أن بعض الناس عندما مرَّ على واحد من هذه التماثيل ، ظنه رجلاً ، فَرَدَّ عليه السلام .؟!
لـذا يـجب على من اقتنى شيئاً من هذه التماثيل إزالـتُها وعدمُ نصبها ؛ لأن اتـخاذها واستعمالـها بوضعها في البيوت والـمحلات التجارية تَشَبُّهٌ بعبدة الأوثان ، وعودة بالناس إلى شيء من فعل الـجاهلية الأولى ، التي حرص النبي صلى الله عليه وسلم على مَحوها من الوجود ؛ لتُمحى من الأذهان وحياة الناس ؛ فهـا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل علي بن أبي طالب رضى الله عنه إلى مكة قبل حجة الوداع
ويقول له : " لا تدع تمثالاً إلا طمسته ، ولا قبراً مُشرفاً إلا سوَّيته " أخرجه مسلم عن علي .
ولا فرق في الحرمة بين أن يكون التمثال لرجل أو امرأة ، بل إن تمثال المرأة العارية أشد حرمة ، وأعظم خطراً
لما فيه من تفصيلٍ لـجسد المرأة ، وإبداءٍ لمفاتنها ، كما وتشتد الحرمة ، ويعظم الإثم ، أكثر وأكثر
إذا عُرضت الملابس الداخلية وملابس النوم على تـماثيل النساء
لما فيه من إثارة الغرائز ، وتأجيج الشهوات ، وفضح ما يجب ستره .
وإذا قطع رأس تمثال الرجال جـاز استعماله عند بعض الفقهاء ؛ لأن مقطوع الرأس لا يعيش عادة ، والأولى والأرجح عدم إقامته أو نصبه
سداً للذريعة وخروجاً من الخلاف ، وأما ربطُ عنق التمثال بحبلٍ أو رسمُ خطٍ حوله فلا يُبِيحُ استعمالَه عند أحد من العلماء .
أما تـماثيل النساء التي تـُفَصِّل أعضاء الـمرأة ، وتبـرز مفاتنها ، فلا يـجوز استعمالُها أو نصبُها مطلقاً ؛ سواء قـُطع رأسها أو لم يقطع ؛
لـما فيها من الفتنة والفساد .
ومن المنكـرات العـظيمة ، والـمحرمات الشديدة عرضُ الصور العارية للنساء ، في واجهة الـمعارض ، وعلى البسطات في الأسواق
للـتـرويج من خـلالـها لـملابس الـنساء الداخلية ؛ فتظهر فيها الـمرأة عارية في صورة شيطـانية فاضحة فاتنة ، تفسد الأخلاق ، وتدعو إلى الرذيلة .
واعلم أخي المسلم صاحب المحل التجاري جزاك الله خيراً أن الإيمان يحتاج إلى تضحيات ، وأن طاعة الله تعالى ورضاه لا تُنال إلا بالعمل
بما يرضي الله تعالى، وأن المعصية تؤثر في حياة المؤمن ، ورزقه ، وسعادته ، وأهل بيته
حتى قال أحد السلف : (( إنني لأعرف الذنب في خُلُقِ دابَّـتي ))
أي أنه يعرف أنه أذنب وعصى الله بما يحصل معه من سوء خُلق دابته .
فاحرص أخي المسلم على ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وإيـاك إيـاك من معصيته ومخالفة أمره ، خوفـاً من الوقوع فيما حذر الله منه
بقوله تعالى فليحذر الذين يُخالِفُونَ عن أمْرِه أن تـُصيبَهم فتنةٌ أو يـُصيبَهم عذابٌ أليم )سورة النور 63
فـاعمد إلى هذه التماثيل وحطمها ، ولا تضعها في متجرك ، وأما ثمنها فلا تحزن عليه ، واجعله تضحية وجهاداً في سبيل الله تعالى
واعلم أن من ترك شيئاً لله تعالى عوضه الله خيراً منه .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
مفتي محافظة خان يونس وعضو اللجنة العليا للافتاء بفلسطين
والساكت عن الحق شيطان اخرس
والدال علي الخير كفاعله فانشريها اخيتي
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
والمصيبة إيضاَ إن كثير من الإخوات هداهن الله يقمن بنشر هذه المجسمات والصور الخليعة فى المنتديات اى فى تواقيعهن ..!!
نسأل الله لهن الهداية..
فاحذرى أخيتى من مجرد نشر مثل هذه الصور فى المنتديات بدعوى أنها ليست لبشر حقيقيين
نسأل الله العافية من كل بلاء
وخلاصة الأمر
أنه يحرم عرض الملابس الداخلية للنساء على المجسمات المسماة بالمنيكان ويحرم نشر صورالنساء الإباحية بالملابس الداخلية وغيرها
وأن ذلك يدخل في إشاعة المنكرات والفواحش بين الناس
وأن التاجر الذي يستعمل هذه الوسائل المحرمة لترويج تجارته فإنه يُدخل في كسبه الحرام