فلنشحن حياتنا الزوجية بالاتيكيت
فلنشحن حياتنا الزوجية بالاتيكيت
يقول الاستشاري النفسي والاجتماعي خضر بارون إننا نبذل الكثير من الجهد لنجامل الآخرين ونعاملهم بلطف وذوق، ولو بذلنا القليل من هذا الجهد في بيوتنا لاختفى الكثير من المشاكل بين الأزواج والزوجات. يقول بارون:
الإتيكيت مجموعة من السلوكيات الإنسانية التي نتعامل بها مع الآخرين بذوق ورقة، وهو فن يمكن اكتسابه من خلال التدريب والتعود عليه في المواقف المختلفة في العمل والأماكن العامة وحتى الشارع، لذا فمن الأولى أن نستخدمه في بيوتنا، وأن نكون حريصين على تطبيق قواعده وأسسه في التعامل مع الطرف الآخر، سواء مع الزوج أو الزوجة. فغالبية المشاكل التي تندلع بسببها الخلافات الزوجية ناجمة في الأساس عن خلافات وتفاصيل بسيطة للغاية تحدث من خلال التعامل اليومي بين الأزواج، لكن المشكلة أن هذه الخلافات تتراكم ومن ثم تتدرج وتكبر مثل كرة الثلج فتزداد حدتها، وتصبح كأنها جبل لا يمكن التعامل معه، وتؤدي إلى الشقاق والخلاف بين الزوجين.
عند تطبيق الإتيكيت بمعناه المعروف، وهو فن التعامل بذوق مع الآخرين، بين الزوج وزوجته، فإنه ينعش الحياة الزوجية ويبدد الخلافات اليومية البسيطة التي تحدث بين كل زوجين في كل بيت وفي كل يوم. ولا يتطلب الأمر سوى بعض الجهد من الزوج والزوجة للإلمام بقواعد وأسس الإتيكيت، ولا يوجد أجمل من الكلمة الطيبة التي تترك في النفوس أثرا جميلا وتبدد أي خلاف قبل أن يكبر ويزداد حدة.
وفي الآونة الأخيرة ظهر الكثير من الكتب التي تتحدث عن الإتيكيت خاصة فيما يتعلق بالحياة الزوجية، ويمكن للزوجين قراءة كتاب منها للإلمام بهذه القواعد.
::+:+:+:+::
إتيكيت الزوجة
::+:+:+:+::
وعن أهم قواعد الإتيكيت التي يمكن تطبيقها بين الزوجين يقول خضر بارون:
إتيكيت الحياة الزوجية نوعان: الأول يتعلق بكيفية تعامل الزوجة مع زوجها والثاني يتعلق بكيفية تعامل الزوج مع زوجته.
ويصبح الإتيكيت ذا قوة مؤثرة في الحياة الزوجية عندما يبدأ تطبيقه من اليوم الأول من الزواج، ولذا أنصح الخطيبين بالتدريب على كيفية التعامل بذوق ولطف بعضهما مع البعض الآخر منذ فترة الخطبة، والاتفاق على مجموعة من القواعد والأسس يحرصان على تطبيقها خلال سنوات الحياة الزوجية.
بالنسبة إلى إتيكيت الزوجة فأول قواعده ألا تهمل جمالها ونفسها خاصة في السنوات التالية للسنة الأولى للزواج، فلا تجعل زوجها يراها في مظهر غير طيب. وقد نجحت الأعمال الدرامية التلفزيونية بتصوير بعض الزوجات المنهمكات في أعمال البيت وهن يرتدين ملابس مبهدلة تفوح منهن رائحة الطعام، فهذا المشهد نراه كثيرا في البيوت، وأول قواعد الإتيكيت هنا أنه على الزوجة الاهتمام بجمالها وأناقتها، وأن يكون لها عطرها الخاص الذي يترك رائحته في قلب الزوج.
نأتي إلى نقطة مهمة تتعلق بإتيكيت الحديث، فبعض الزوجات متهمات بالثرثرة، وعلى الزوجة هنا أن تتعلم متى تتكلم وذلك باختيار الوقت المناسب، وكذلك عليها أن تتعلم كيف تتكلم، فقد أثبت بحث أجري مؤخرا ان من الأشياء التي يحبها الرجل في زوجته الحديث بصوت هادئ، لذلك يفضل أن تتحدث الزوجة إلى زوجها بصوت هادئ عندما تتبادل الحديث معه ولا ترفع صوتها حتى عندما يحتدم النقاش بينهما.
::+:+:+:+::
إتيكيت الزوج
::+:+:+:+::
أما بالنسبة لإتيكيت الزوج فأول القواعد أن يتعامل مع زوجته برقة ولطف وأن يتحدث إليها بلغة بعيدة عن النقد. مثلا عندما يشم رائحة لا تعجبه منها، من الخطأ أن يقول لها رائحتك كريهة، فهذا الأسلوب يترك جرحا في نفس الزوجة، وإنما الإتيكيت هنا أن يتصرف بشكل أفضل، وذلك بإهدائها نوعا من مزيل رائحة العرق أو فليقل لها: ما رأيك لو نغير مزيل رائحة العرق الخاص بنا؟
ومن المواقف التي تحدث يوميا في البيوت هذا المشهد: الزوجة تتحدث بينما الزوج لا ينصت جيدا لما تقوله أو يتركها تتحدث وينصرف، وهذا يتعارض مع أصول الإتيكيت. هنا يجب على الزوج الإنصات أو أن يطلب من زوجته بلطف تأجيل المناقشة إلى وقت آخر قائلا: من فضلك هل يمكن تأجيل مناقشة هذا الموضوع إلى الغد؟
ومن قواعد الإتيكيت التي لا يراعيها بعض الرجال أنهم يتركون عبء المنزل على الزوجة العاملة، فهي تعمل مثله وعليه أن يتحمل بعض العبء ويشعرها أنه يشاركها العمل في البيت. مثلا من الأشياء التي تترك أثرا طيبا في نفس الزوجة أن يقوم الزوج بغسل الأطباق بعد وجبة الغداء حيث تكون الزوجة التي عادت لتوها من العمل قد قامت بتحضير المائدة.
وهناك إتيكيت الهدية، فالزوجة تشعر بالرضا عندما يتذكرها الزوج بهدية، ويخطئ بعض الرجال عندما يظنون أن الهدية الغالية الثمن هي الأفضل، فهدية بسيطة تأتي من دون تخطيط تترك أثرا كبيرا في نفس الزوجة حتى لو كانت وردة. ومن قواعد إتيكيت الهدية أن يكتب الزوج عبارة رقيقة معها، وأن لا يذكر ثمن الهدية أو يترك ورقة السعر عليها.
وهناك أشياء بسيطة تعتبر من أساسيات الحياة الزوجية التي يتجاهلها الكثير من الأزواج. مثلا عند ركوب السيارة يجب أن يفتح الزوج الباب لزوجته، وعلى الأزواج أن يتذكروا جملة ‘ليديز فرست’ (النساء أولا) في كل مناسبة.
ويفرح الزوجة أن يلقي عليها زوجها التحية أثناء الخروج أو العودة من وإلى البيت، والقبلة هنا أكبر دليل على الترحاب والاشتياق. كما أن اتصالا هاتفيا لا يستغرق ثواني يقول فيه الزوج لزوجته أنه سيتأخر بعض الوقت يترك أثرا جيدا في نفس الزوجة.
وعلى الزوج أيضا عدم التنصت على هاتف زوجته أو التفتيش في حقيبتها الخاصة لأنها قد تفهم ذلك على أنه نوع من عدم الثقة من الزوج.
::+:+:+:+::
عشر قواعد تكرس فن الإتيكيت بين الأزواج
::+:+:+:+::
1 اجعلوا ثقافة الاعتذار قاعدة يومية، فمن يخطىء يعتذر بشجاعة وعلى الآخر تقبل الاعتذار.
2 ـ تقديم التنازلات لا يعني أن من يفعل ذلك هو الأضعف ولكن الأكثر واقعية وتسامحا.
3 ـ الشجار لا مفر منه، لكن إياكم والصراخ فهو بمثابة صب الزيت على نار أي خلاف.
4 ـ احترموا اهتمامات الآخر وهواياته ولا تقللوا من شأنها، بل حاولوا مشاركته فيها لكي يزيد التقارب والود بينكم.
5 ـ لا تقتحموا خصوصيات الطرف الآخر واستأذنوا دائما.
6 ـ تكلموا بصوت هادئ حتى في المواقف الساخنة.
7 ـ ابتعدوا عن لغة التهديد والنقد المستمر والعبارات الجارحة.
8 ـ تبادلوا عبارات الثناء والإعجاب ولو بشكل عابر، فبعض الغزل يصلح ما أفسده الدهر.
9 ـ لغة الهدية لها مفعول السحر.
10 احفظوا الحكمة القائلة ‘حبال الكذب قصيرة’، فلا أجمل من الصراحة.
يــــسلمووووو
