أرجو من الله أن ينفعنا بعلمه ويلحقنا بهم آمين.
باب : التأييدات الغيبية للصحابة:
كيف كان النبي صل الله عليه وسلم وأصحابه مؤيدين بالتأييدات الغيبية، لما تركوا الأسباب المادية، وتشبثوا بالأسباب الروحانية، وكان هم الصحابة رضي الله عنهم كهمه صل الله عليه وسلم في هداية الأقوام ودعوتهم، وكانوا في الدعوة والجهاد متصفين بأخلاقه وشمائله صل الله عليه وسلم.
أولا: المدد بالملائكة:
إمداد الصحابة بالملائكة يوم بدر:
1
أخرج البيهقي (3/81) عن سهل بن سعد قال: قال أبو أٌسيد رضي الله عنه بعدما ذهب بصره: يا ابن أخي، والله لو كنت أنا وأنت ببدر، ثم أطلق الله بصري لأريتك الشحب الذي خرجت علينا من الملائكة من غير شك ولا تمار.
2
اخرج الطبراني عن عروة قال : نزل جبريل عليه السلام يوم بدر على سيما الزبير وهو معتجر بعمامة صفراء.
قال الهيثمي(6/84).
3
وأخرج أبو النعيم في (الدلائل)(ص170)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت سيماء الملائكة يوم بدر عمائم بيض، قد أرسلوها إلى ظهورهم ، ويوم حنين عمائم خضر، ولم تقاتل الملائكة يوما إلا يوم بدر، وإنما كانوا يكثرون عددا ومددا ، لا يضربون.
تكملة امداد الصحابة بالملائكة يوم بدر
اخرج ابن اسحاق عن عكرمة قال: قال ابو رافع مولى رسول الله صل الله عليه وسلم : كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس، وأسلمت أم الفضل، وأسلمت، وكان العباس يهاب قومه، ويكره خلافهم وكان يكتم إسلامه، وكان ذا مال كثير متفرق في قومه، وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر ، فبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة، وكذلك كانوا صنعوا، لم يتخلف منهم رجل إلا بعث مكانه رجلا فلما جاءه الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش، كبته الله وأخزاه، ووجدنا في أنفسنا قوة وعزا،قال : وكنت رجلا ضعيفا ، وكنت أعمل الأقداح أنحتها في حجرة زمزم، فوالله إني لجالس فيها أنحت أقداحي، وعندي أم الفضل جالسة، وقد سرّنا ما جاءنا من الخبر، إذ أقبل أبولهب يجر رجليه بشر حتى جلس على طنب الحجرة، فكان ظهره إلى ظهري،فبينا هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، قال ابن هشام: واسم ابي سفيان المغيرة- قد قدم قال: فقال أبو لهب: هلم إلى، فعندك لعمري الخبر، قال: فجلس إليه والناس قيام عليه،فقال: يا ابن اخي ، كيف كان أمر الناس؟قال:والله ماهو إلا لقينا القوم، فمنحناهم أكتافنا ، لقينا رجالا بيضا على خيل بٌلق بين السماء والأرض ، والله ما تٌليق شيئا، ولا يقوم لها شيء. قال أبو رافع: فرفعت طٌنٌب الحجرة بيدي، ثم قلت: تلك – والله – الملائكة، قال: فرفع أبو لهب يده، فضرب بها وجهي ضربة شديدة، قال: وثاورته، فاحتملني وضرب بي الأرض ثم برك علي يضربني، وكنت رجلا ضعيفا، فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة، فأخذته فضربته به ضربة فلعت في رأسه شجة منكرة، وقالت: استضعفته أن غاب عنه سيده؟ فقام موليا ذليلا،فوالله ما عاش إلا شبع ليال حتى رماه الله بالعدسة، فقتلته.
زاد يونس عن ابي اسحاق: فلقد تركه ابناه بعد موته ثلاثا مادفناه حتى أنتن، وكانت قريش تتقي هذه العدسة كما تتقي الطاعون، حتى قال لهم رجل من قريش : ويحكما ألا تستحيان إن اباكما قد أنتن في بيته لا تدفناه؟ فقالا: إنا نخشى عدوة هذه القرحة، فقال: انطلقا فأنا أعينكما عليه، فوالله ما غسلوه إلا قذفا بالماء عليه من بعيد ما يدنون منه، ثم احتملوه إلى أعلى مكة، فأسندوه على جدار ثم رضموا عليه بالحجارة.
كذا في البداية(3/308)، واخرجه ابن سعد في (طبقاته)(4/73).
جزاكي ربي كل الخير