ـ الفظاظة والقسوة أثناء تواصله مع أقرانه في الحارة أو في المدرسة، فتراه يدفعهم بقسوة، ويخطف الأشياء التي بين أيديهم بخشونة، فإذا حاول أحدهم المقاومة فإنه سرعان ما يشتبك معه بشجار، أو يعتدي عليه بالضرب.
ـ إذا فشل في الاستيلاء على ما عند زميله بالعنف، فإنه قد يفكر في سرقته، أو الاحتيال عليه ليحصل منه على ما يريد.
ـ لا يميل للحوار، ولا يتقبل النصيحة، ويتمرد على التعليمات.
ـ قد يسرق مالاً لشراء السجائر أو أي شيء آخر يستهويه.
ـ لا يتورع عن الكذب أو التلفظ بالألفاظ البذيئة.
ـ التأخر الدراسي وضآلة التحصيل العلمي.
لذلك تراه منبوذاً من أقرانه قليل الأصدقاء، إلا من بعض من هم على شاكلته، ولهذه الصفات فإن الطفل العنيف يشعر بالنقص، فيستمر بممارسة العنف ليلفت الأنظار إليه، ويدفع الآخرين للاهتمام به.
فإذا لاحظت الأم أن صغيرها يتصف بواحدة أو أكثر من هذه الصفات، فإن أولى خطوات العلاج تكمن في معرفة السبب.
فما هي الأسباب التي يمكن أن تجعل الطفل عدوانياً عنيفاً؟
لعل من أبرز الأسباب التي تجعل الطفل ممارساً للعنف ما يأتي :
ـ البيئة التي يعيش فيها، فإن كان أفرادها ميالين للعنف، فلا شك أنه سيأخذ عنهم بعض هذا العنف، فقد يقلد أباه فيما يصدر عنه من سلوك عنيف أو ألفاظ بذيئة أو يتعلم من أقرانه بعض هذه الممارسات.
ـ أفلام الكرتون العنيفة التي تُعرض على الفضائيات تجعل الطفل عدوانياً، لأنها تسلب منه الأمن والطمأنينة، وتجعله ميالاً لاتخاذ موقف المدافع. وقد أشارت دراسة قام بها ” سيوك ” سنة 1988م إلى أن مشاهدة أشرطة العنف تزيد من احتمال ظهور السلوك العدواني عند الأطفال.
ـ الصرامة والقسوة في العقاب البدني تجعل منه عصبياً، وتوّلد في نفسه مشاعر عدوانية.
فإذا استطاعت الأم أو المربية أن تقف على سبب ميل طفلها للعنف فإنها تستطيع أن تتعامل معه وفق الخطوات الآتية : ـ
أن تغمره بفيض من الحنان ؛ فتضمه إلى صدرها وتقبله وتوجهه إلى السلوك القويم، وتلفت انتباهه إلى أن العنف سلوك مذموم.
ـ عدم غض النظر عن المخالفات التي يرتكبها، ومعالجتها بحكمة بالتوجيه الهادئ، ودون اللجوء إلى العقاب البدني إلا عند الضرورة القصوى.
ـ اختيار الرفقة الصالحة له، وتوجيهه لمصاحبة الأطفال الأسوياء الذين يشعرونه بالحب والقبول.
ـ توجيهه لممارسة الهوايات النافعة كاللعب المفيد بالحاسوب والرياضة والرسم وما شابه ذلك.
ويبقى الوفاق بين الأبوين القائم على الحب وعلى الحوار الهادئ هو العامل الأقوى الذي يخلق مناخاً أسرياً يشعر الأطفال فيه بالأمان والاطمئنان
1- على الوالدين أو الكبار عموماً ألا يستخدموا العقاب البدني ، كوسيلة لإيقاف السلوك العدواني لدى الطفل ، فالغضب الذي يتم كبته خوفاً من العقاب لا بد وأن يتراكم ويشتد ، حتى يصل إلى الانفجار في صورة عدوانية تدميرية ، فالرجاء التوقف عن الضرب فوراً .
2- عليكم ضرورة تفهم الأسباب التي تدفع الطفل إلى العدوانية ، فمعالجة الأسباب تؤدي إلى تلاشي هذه العدوانية، أو على الأقل تقليل احتمال حدوثها ، فقد يكون السبب نتيجة مرض معين ، أو نتيجة لنشاط وطاقة زائدة تحتاج إلى تصريف ، أو نتيجة للشعور بالنقص والدونية، أو الإحباط، أو الاكتئاب، أو الكبت، أو حب التملك ، أو الرغبة في إظهار القوة ، أو بدافع المنافسة ، أو تأثراً بعوامل وراثية ، أو سلوك تربوي في المنزل ، أو ضيق المنزل حتى لا تتاح له فرصة اللعب والحركة والنشاط ، وهنا يجب بحث حالته النفسية مستقبلاً إن استمر على هذه الوتيرة.
4- عدم مواجهة أي نوع من أنواع العنف والعدوان بالنوع نفسه من السلوك، فلا ينبغي ضربه أو معاقبته بدنياً ، وإنما ينبغي مواجهته عن طريق استخدام أساليب التوجيه والإرشاد، وإتاحة الفرصة أمامه لإشباع حاجاته في وقتها المناسب.
5- أن تستمعا إليه إذا جاء شاكياً من اعتداء أحد عليه ، حتى تقوما بعملية التفريغ النفسي ؛ لأنه بذلك يشعر براحة نفسية تصرفه عن أي سلوك عدواني .
6- لا بد أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين على أٍسلوب التعامل مع الطفل ، وأن تتخذا موقفاً واضحاً ومحدداً من هذه السلوكيات الشاذة أو غيرها؛ لأن التناقض في الأساليب التربوية تخلق مواقف محبطة تؤدي إلى المشكلة.
7- أي إفراط في عقاب الطفل ذي النزعة العدوانية قد يؤدي إلى ازدياد الدافع لديه للعدوان .
9- عدم الاستجابة الفورية لتلبية حاجات ورغبات الطفل تحت الصراخ أو البكاء .
10- عدم الإكثار من التدخل في أعماله ، أو تحديد حركاته، أو إرغامه على الطاعة العمياء ، أو التعرض لأدوات لعبه ، أو حبسها عنه فترة طويلة.
11- عدم الاستهزاء به ، أو السخرية منه ، أو تخويفه، وإنما دعوه يعبر عن نفسه بنفسه .
12- تشجيعه على ممارسة أي نوعٍ من النشاط الحركي ، الذي يتفق مع سنه ، دون ممارسة أي نوع من الضغط .
13- عدم تركه وحدة لمشاهد العروض التليفزيونية ، التي تتسم بالعنف والعدوان ، وإنما لا بد من مساعدته ؛ لكي يميز بين العنف الواقعي ، والعنف الخيالي الذي يشاهده، مع ضرورة العناية باختيار ما تتم مشاهدته قبل عرضه ؛ لأنه سيؤدي حتماً مع كثرة المشاهدة إلى تقمص هذا السلوك .
14- وأخيراً وهو الأهم: الإكثار من الدعاء له بأن يصلح الله أحواله كلها، وأن يخلصه من تلك النزعات العدوانية الغير مرغوبة، وأن يعينكم على تربيته تربيةً صالحة .
15- يحسن بكم الإطلاع على بعض المراجع المتعلقة بالتربية والسلوك ، وهي كثيرة جداً ومنتشرة في المكتبات ، وفيها معلومات تربوية ونفسية واجتماعية مفصلة ، وأساليب علمية ناجحة ، تفيدكم في تحقيق هدفكم ، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد ، ولولدكم بالهداية والرشاد.