يشار إلى معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات شخصية بأنهم يعانون من اضطراب مع الذات هذا لأنهم في الغالب لا يدركون أو يصدقون أن لديهم أي مشكلة حيث يقولون "هذا أنا وهذه الطريقة التي سأكون دائما عليها"، والمحافظة على الذات تجعلهم يريدون البقاء بهذه الطريقة.
الأشخاص مضطربو الشخصية هم الذين يخطرون دائما ببالنا بنفس معنى كلمة (الشخص السام)، وهنا بعض الأفكار والخطوات للتعامل مع هؤلاء ذوي الشخصية المعقدة بل والمستحيلة.
الخطوات:
يجب أن تعترف بوجود هذا النوع من الناس وأنك سوف تواجههم:
عندما تقابل شخصا من النوع المستحيل، فاعلم أنه ليس بيدك شيء تفعله، لكن الخطوة الأولى هي مواجهة هذه الحقيقة، فإذا اعتقدت أنك ربما تتعامل مع شخص مستحيل فأنت على حق.
لا تتحداه لأن هذا سوف يصيبه بالإحباط:
عندما تحاول تحدي شخص مستحيل أنت بذلك تجعله أكثر استحالة وتعقيدا، لكن عليك الثبات على موقفك وإظهار الثقة.
كن حريصا لأن بعض الناس ببساطة ليسوا متساوين:
أحيانا يكون الشخص الذي يمكنه التواصل مع غيره من الناس بطريقة جيدة، هو نفسه بالنسبة لك شخصا مستحيلا، حيث تحتوي معظم العلاقات بين الناس على العديد من الظلال الرمادية، لكن لا يمتزج بعض الناس معا مثل الزيت والماء.
من الشائع أن تسمع من هذا الشخص المستحيل تأكيدا بأن كل الآخرين يحبونه، اعلم حينها أن هذه محاولة لإلقاء اللوم عليك فلا تنتبه لها، فلا يهمك كيف يتعامل هو مع الغير، الحقيقة أن الطريقة التي تتفاعلا بها سويا شيء مريع، واعلم أيضا أن اللوم لا يغير الحقائق.
اعلم أن المشكلة ليست فيك أنت إنما فيه هو:
اعتبار أن الشخص المستحيل ماهر بشكل مسيطر في إلقاء اللوم، يمكن أن يكون شيئا صعبا بشكل مفاجيء، وعندما تتعامل معه يخبرك باستمرار أن كل خطأ ممكن، أنت المسؤول عنه.
ضع في اعتبارك أن اللوم ليس وسيلة صحية ولا يجب أن تستخدمها أنت أيضا لإلقاء اللوم عليه فهذه الطريقة خاصة به وهو ماهر فيها، أما أنت فعليك أن تواجه الحقائق حفاظا على مصلحتك الخاصة، فهناك مقولة بأنك "إذا تقبلت المسئولية عن أخطائك ومحاولة التحسين من نفسك فهذا ليس أنت"، وتذكر جيدا أن الشخص المستحيل قد لا يخطيء أبدا.
حاول تهدئته:
يجب أن تبقى هادئا ولا تنهال على هذا الشخص المستحيل بكلمات الغضب ومهما حدث تماسك ولا تبك، لأن بكاءك وتوترك سيحفزه على فعل المزيد من تصرفاته الصعبة، ولتحقيق هذا الهدف قم بالخطوات التالية:
– حاول تجاهله.
– إذا كان أمامك، وجه ناظريك بعيدا عنه أو ابدأ في محادثة أخرى بموضوع مختلف تماما عن الموضوع الذي قد سبب لك الضيق منه.
– حاول إيجاد نقطة تلاق بينكما أو شيئا جيدا يمكنك توجيه المدح له من خلاله.
– مهما كانت الظروف لا تنضم له في عملية اللوم والشكوى.
– لا تستخدم الكلمات البذيئة ضد أي شخص آخر محاولا الهبوط إلى مستوى هذا المستحيل.
– عليك دائما تقديم إضافة إيجابية.
– أعد توجيه مسار الحوار بينكما بالتركيز على شيء ما أو أي شيء إيجابي في هذا الموقف أو المحادثة.
– مهما كنت تفعل تمتع بالثبات والهدوء.
اعلم أن طريقة تعاملك مع شخص مستحيل لا يمكن تطبيقها مع الأنواع الأخرى من الناس. يحتاج الشخص المستحيل إلى معاملته كطفل، لذا لا تأمل أبدا في فتح حوار عقلاني متوازن معه، فهذا لن يحدث أبدا على الأقل معك أنت، تذكر كم مرة حاولت تهذيب طريقة الحوار معه وماذا حدث حينها، كانت النهاية هي إلقاء اللوم عليك لذا لا تحاول الإطاحة برأسك في حائط من الطوب.
دافع عن احترامك لذاتك:
إذا كنت تتعامل مع شخص يحاول أن يرسمك في صورة بأنك مصدر كل الشرور، فأنت بحاجة إلى أخذ بعض الخطوات الفعالة لتحافظ على صورتك الحقيقية واحترامك لذاتك وهي:
– ذكر نفسك أن رأي هذا الشخص فيك ليس بالضرورة أن يكون حقيقيا.
– تذكر أن الشخص المستحيل من النوع الذي يتحدى الحقيقة في أغلب الأوقات.
– إذا كانت تلك الهجمات التي يوجهها ضدك لا معنى لها فحاول تجنبها.
– مهما كانت عيوبك فلن تكون بنفس المستوى السيء الذي يحاول هذا الشخص أن يوصلك له.
– لا تدافع عن نفسك بصوت عال؛ لأن هذا سوف يستثيره إلى التمادي فيما يفعل.
احترس من الغضب:
اعلم أن غضبك هو هدية ثمينة تقدمها لهذا الشخص المستحيل، فأي شيء سوف تفعله أو تقوله وأنت في حالة غضب سوف يستخدم ضدك مرارا وتكرارا، حيث يميل هذا النوع من الأشخاص إلى الاحتفاظ بنقاط ضعف الآخرين واستخدامها كوسيلة للشكوى من الماضي ضدك. قد تسمع منه شيئا قلته منذ خمس سنوات وأنت في حالة من الغضب حتى لو لم تكن تقصده أو تتذكره، فهو يرغب في امتلاك كل شيء يمنحه الفرصة للوم الغير.
تخل عن الدفاع عن النفس:
تفهم جيدا أنك لن تتمكن من هزيمة هذا النوع من الأشخاص لسبب ما، وهو أنهم يعتبرون الغير سبب كل المشكلات والأفعال الشريرة، ومهما قلت أو فعلت لهم لن يغير فكرتهم عنك ولن يثمر رأيك عن أي نتائج إيجابية بالنسبة لهم لأنك بالنسبة لهم مذنب، لكن الذنب الذي ارتكبته غير معروف.
على أي حال تفهم أن لكل منكما طريق مختلف وسوف تفترقان:
سواء كان هذا الشخص المستحيل قريبا منك كصديق، زوج، أحد الوالدين أو حتى رئيسك في العمل يصبح من الضروري أن يذهب كل منكما في طريقه، لأن الحفاظ على علاقة مع مثل هذا الشخص المستحيل هي في حد ذاتها شيء مستحيل.
إذا لم تتمكن من عمل أي بعد جسدي بينك وبينه، عليك في الحال أن تبتعد عنه فكريا ففي داخل عقلك اعترف أنك تركته وقطعت علاقتك به وانتظر حتى تحين اللحظة المناسبة لتنفصل عنه جسديا.
لا تسمح لهذا الشخص أن يجعلك نسخة منه:
إذا لم تحترس ستجد نفسك تتبنى الكثير من سلوكيات هذا الشخص الغريب بطريقة غير واعية ورغما عنك، لذلك لا تحاول الاندماج معه كثيرا وتشرب ما يفعل.
كن مديرا لعلاقتك بهذا الشخص المستحيل:
حتى تتمكن من إنهاء علاقتك بهذا الشخص، عليك تعلم كيفية التعامل معه بطريقة ذكية حتى تقل سيطرته عليك، وكمدير لهذه العلاقة يجب أن تتمتع ببعض الصفات الهامة وهي:
– الصمت فهو تصرف ذهبي في بعض الحالات.
– ملاطفته والتخلي عن كل أمل في إصلاح هذا الشخص.
– الإيمان بأن هذا النوع من الناس لا يستمع لصوت العقل والمنطق، وحتى لو استطاع ذلك لن يفعل.
اعلم أن الشخص المستحيل يعشق الإسقاط:
عليك تفهم أنك يمكن أن تتورط في هذا السلوك المرضي فهو سوف يحاول إسقاط كل ما به من عيوب أو مشكلات عليك أنت ويحاول إقناعك بذلك بطريقة ذكية جدا، وسوف يقدم كل ما يملك من مجادلات تنهال عليك من غير انقطاع، وإذا وقعت في خطأ تشجيعه على ذلك بطريقة أو بأخرى سوف يغرس بعقلك أنك أنت الشخص المستحيل وليس هو.
إذا فعل شيئا افعل عكسه:
يحيا الشخص المستحيل كمثال للتواضع، الصبر، التسامح والعطف هذا بالرغم من صعوبة تطابق هذه السمات على شخصيته، ونحن نتأثر بالناس الموجودين في البيئة المحيطة بنا ولن يكونوا مثاليين في كل وقت ولا أنت أيضا، لذلك عليك احترام كل أنواع البشر لأنك واحد منهم.
المشكلة الحقيقية هي عندما تبادر باحترام كل أنواع الناس ولم تلق احتراما مقابلا، عليك على الأقل أن تتفهم من تتعامل معه وسوف يتفهمك هو أيضا فهذه الطريقة ربما تكون السبيل الوحيد للتلاقي بينكم، ربما لن يتغير كل شيء سلبي من حولك لكن على الأقل يكون لديك أمل في حدوث بعض التغيير.
تسلمى ياقمرررر
الله يجازيكى كل خير