الرحلة الى سلطنة عُمان لا تكون كاملة من دون زيارة الصحراء. فهناك يكتشف السائح نمط حياة البدو ويستمتع بمغامرة السافاري كما يمكنه أن يمضي ليلة أو أكثر في أحد المخيمات التي أصبحت منتشرة جداً هناك. هرباً من هموم الحياة اليومية، يتوجه سكان مسقط الى الصحراء، حيث يمضون بضعة أيام محاولين الابتعاد قدر الإمكان عن ضجيج المدينة، على الرغم من أن مسقط تعتبر من المدن الهادئة نسبياً. خلال تواجدك فيها، يمكنك اللجوء الى إحدى الشركات المتخصصة في تنظيم الرحلات الداخلية في عُمان، من أجل القيام بزيارة الى الصحراء. في طريقك من العاصمة الى رمال الصحراء حيث يوجد عدد من المخيمات، محطات عدة. في حال قرر السائق التوجه الى الصحراء مروراً بمنطقة صور، فمؤكد أنك ستتوقف في محطات عدة قبل الوصول الى هناك في الوقت المناسب من أجل الاستمتاع بغروب الشمس. وأولى المحطات حفرة كبيرة ممتلئة بالمياه تعرف بـ"سينكهول"، تسبب بها وقوع شهب ضخم من الفضاء قبل آلاف السنوات. أما المحطة الثانية، فهي على جسر وادي الشاب، لمشاهدة منظر المياه وأشجار النخيل الغارقة في أسفل الجبال. وقد اعتبرت مدينة صور البحرية أخيراً توأماً لصور اللبنانية، بما لهما من نقاط مشتركة، أبرزها امتدادهما على الشاطئ. الوصول الى الصحراء يكون في فترة ما بعد الظهر عادةً. في نقطة ما، تختفي الطرق الاسفلتية، ويستعد السائقون في سياراتهم رباعية الدفع لدخول رمال الصحراء التي قد تشكل خطراً حقيقياً للسائقين المتبدئين والغرباء. وكلما توغلت في عمق الصحراء، شعرت أنك منعزل عن العالم. وتنتشر في الصحراء مخيمات بدو عدة، يمرّ بها السائح عادةً للتعرف الى هذا النمط من الحياة كما يمكنك ركوب أحد الجمال والتقاط الصور لها، ولكن حذار الوقوع من على ظهرها! ولمحبي المغامرة والأحاسيس القوية، يعتبر السافاري في الرمال من أمتع التجارب، بشرط أن يكون سائق السيارة مخولاً لهذا النوع من القيادات. وأخيراً، تبلغ رمال وهيبة، ومن الأفضل أن يكون هذا لدى غروب الشمس، لتجنب الحر. إن كنت من محبي الرفاهية وممن يخشون النوم في الهواء الطلق أو في خيم قماشية، فهناك مخيمات "خمس نجوم"، أبرزها "ديزيرت نايت كامب"، ستشعرك أنك في منتجع، إذ إن الغرف التي تأتي على شكل خيم، مزودة بأحدث التقنيات من أجهزة تبريد وأسرة مريحة. بعد تناول العشاء، يمكنك الاستماع بهدوء الى عرض موسيقي تقليدي. ولكن إن كنت من هواة المغامرات الحقيقية، فيُنصح بالتوجه الى مخيّم حمدان. النوم في خيم حقيقية، على سرير غير مريح. نصيحة: إذا كانت المجموعة التي تزور معها الصحراء تضمّ رجالاً متقدمين في السن، اختر خيمة بعيدة قدر الامكان عنهم، فقد لا تتمكن من النوم ليلاً بسبب الشخير، فكما تعلم، القماش غير عازل للأصوات! ولا تستغرب إن سمعت صوت عنزة تائهة أو ديك ظنّ أن الشمس أشرقت. فهذه من خصائص النوم في الصحراء. بعد تناول عشاء بسيط، وتناول القهوة التقليدية مرافقة بالتمور والفواكه، يجتمع "نزلاء" الصحراء حول النار، للغناء أو للمسامرة. ولكن تذكر أن الساعة الحادية عشرة تُطفأ أضواء المخيّم كلها، للاستمتاع بهدوء المكان ومشاهدة ملايين النجوم. فالبعد عن المدينة يجعل الجو صافياً جداً وسترى نجوم السماء كما لم يسبق أن رأيتها من قبل. ولا تنس أن تلتقط الصور لدى نهوضك من النوم في اليوم التالي، وتخلّد منظر الصحراء الجميل في الصباح الباكر.
رووووووووعه المبيت بالصحراء