نزحت يوم النكبة من حيفا إلى جنوب لبنان حيث كانت نشأتها وصباها.. ليلى كانت طفلة على أرض الجنوب اللبناني مثلها كمثل كل الاطفال تلعب وتلهو مثل بقيتها من ابناء سنها ، وعندما انطلقت الثورة المسلحة عام 1967، كانت ليلى خالد تعمل "مدرسة " في الكويت، وتعيش في السكن الداخلي، وتمارس
حياتها بصورة شبه طبيعية، تطبخ، وتجالس زميلاتها، لكنها كانت باقية على صلاتها بحركة القوميين العرب. والقضية الفلسطينية تعيش بجوارحها ، فالتحقت بحركة القومين العرب والجبهة الشعبية التى خرجت من رحم الحركة لتجد فيها انها خيارها الوحيد التى تجد نفسها فيه ، لكى تدافع وتناضل ليس فقط من اجل القضية الفلسطينية وجنوب لبنان بل من اجل العروبة كافة .
هوايتها خطف الطائرات
ففي عام 1969، كانت ليلى خالد، أول سيدة في التاريخ تقدم على المشاركة في خطف طائرة. فقامت باختطاف الطائرة الأمريكية Wta" " رقم 840 لتدخل في التاريخ الفلسطيني، وقد كانت تلك عملية الاختطاف بمثابة المنبه الذى نبهت العالم الى القضية الفلسطينية ، حيث أثارت جدلا واسعا حتى في صفوف الفلسطينيين، عن المشروعية الأخلاقية لتعريض حياة مدنيين للخطر.
حلّقت الطائرة الأمريكية المخطوفة فوق السماء الفلسطينية قبل أن تهبط في دمشق ، ليتم احتجاز ليلى خالد ورفاقها هناك ثم أُطلق سراحها بعد ثلاثة أسابيع.
ليلى تحلق بالطائرة في سماء تل أبيب
لا يزال العالم يذكر إلى اليوم تلك الشابة السمراء التي نالت إعجاب الحلفاء، وأثارت قلق ومخاوف الأعداء، بعملية جريئة في 28 آب 1969 خطفت خلالها طائرة أمريكية، لتحلق بها فوق سماء تل أبيب، وتتجول على علو منخفض فوق مسقط رأسها مدينة "حيفا" التي طردت منها وهي في الرابعة من عمرها.
ما جعل قضية ليلى خالد تتحول إلى أسطورة راسخة في الأذهان أكثر من غيرها من الرموز الفدائية؛ لأن جرأتها لم تقتصر فقط على تلك العملية الأولى، فبعد عام واحد عاودت الكرة، وحاولت خطف طائرة أخرى تابعة لشركة "العال" الإسرائيلية..
خطفت طائرة "العال" الإسرائيلية
لم تأبه ليلى بعد ذلك كونها اصبحت معروفة شكلاً واسماً لدى كافة اجهزة الامن عبر العالم ، فى ان تنفذ المزيد من عمليات خطف الطائرات ـ لكنها أقدمت على التخطيط لخطف الطائرة الاسرائيلية " العال " بعد أن غيرت ملامح وجهها وتزودت بجواز سفر هندوراسي.
وبذلك استطاعت أن تغالط الأمن الإسرائيلي بمطار "أمستردام"، وتمكنت من الصعود إلى طائرة "العال" وتخطفها، إلا أن النجاح لم يحالف تلك العملية الثانية، حيث قتل رفيقها في العملية، وأصيبت هي بجراح، وسُجنت في لندن. لكن شابا فلسطينيا في دبي سمع بالخبر، وحزّ في نفسه أن تتعرض هذه الفتاة الفريدة للسجن، فاقتطع تذكرة على متن طائرة بريطانية،
ولبس "مايوه" سباحة منتفخا، موهما طاقم الطائرة بأنه حزام ناسف، فتمكن من خطف الطائرة نحو بيروت، ثم إلى الأردن؛ وهو ما منح زملاء ليلى خالد في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ورقة ضغط ثمينة مكنتهم من مفاوضة البريطانيين، وإخراجها من سجنها في لندن بعد 28 يوما فقط .
يذكر ان ليلى خالد بعد تنفيذها للعملية الاولى بخطف الطائرة الامريكية ، اختفت بعد ذلك في السويد قبل أن يتم استدعاؤها مجدداً للمشاركة في عملية خطف متزامن لأربع طائرات كانت طائرة العال هى الثانية بعد اجرائها للعديد من عمليات التجميل لتغيير معالم وجهها وشكلها فى أماكن عدة طيلة 6 أشهر.
تقول ليلى خالد …..
لا تعتبر جراحات التجميل التي أجريتها قد غيّرت هويتى، ولم أتوقف طويلا أمام القرار، “ فقد كنت متحمسة لرغبتي في الذهاب إلى عملية فدائية أخرى”. وتضيف " اننى كنت قد أصبحت معروفة، لذا كان لزاما أن أغير شكلى لكي لا يتعرف على رجال الأمن في المطارات.
بعد جراحات التجميل، شاركت ليلى خالد في خطف طائرة “العال”، وكان مخططا أن يتم خطف طائرتين أخريين إلى جانب العال، من أجل اطلاق معتقلين في إسرائيل، وسويسرا – من خلال خطف طائرة تابعة للطيران السويسري – وألمانيا، عبر خطف طائرة Twa متجهة إلى فرانكفورت، من أجل اطلاق معتقلين في ميونخ.
غير أن رفيقها لقي حتفه، في حين أوقفت السلطات البريطانية خالد، ليتم اطلاق سراحها بعد أن تم خطف طائرة أخرى، من أجل الضغط على البريطانيين لاطلاق سراحها.
وتعيش ليلى خالد حاليا مع زوجها الطبيب والكاتب في عمّان، إلى جانب إبنيهما, وهي لا تزال تحلم بالعودة إلى ديارها حتى لو أصبح منزلها هناك مجرد ركام. اليوم تبلغ من العمر أكثر من ستين عاماً وهي عضو في المجلس الوطني الفلسطيني ويُمنع عليها دخول العديد من البلدان، لكن أملها لا يزال حياً وتُعبر عن إرادتها في “محاربة العدو .
الله يعطيكـِ العآآفية