قديماً وفى الأربعينيات كانت الأمهات يطعمن أطفالهن القشدة والزبد والبيض المسلوق بمجرد بلوغه الشهر الثاني، وفى الخمسينيات بدأ خبراء التغذية ينصحون بتقديم الحبوب والخضروات للطفل الرضيع من اليوم العاشر للولادة ، وبعض العصائر وسلطات الخضار.
وبعد الخوض في هذه التنويعات الغذائية المبكرة جدًا وقبل أوانها وبعد اكتشاف مدى أضرارها بكل من جهازي الهضمي والكلوي، عاد أخصائيو التغذية يبحثون مرة أخرى عن أسلوب غذائي معتدل يلائم احتياجات الرضيع، وكان الإجماع على أن الحليب هو الغذاء الوحيد الذي يحتاجه الرضيع حتى سن من 4 إلى 5 شهور لأنه قادر على تغطية حاجته الغذائية كاملة، وأفضل أنواع الحليب بالطبع هو حليب الأم، وبإمكان الأمهات اللائي لا يرغبن في إرضاع أولادهن رضاعة طبيعية الاعتماد على الأنواع الجيدة من الحليب والتي يطلق عليها حليب الجيل الأول التي تضمن حصولهم على نوعية جيدة من التغذية، وإلى جانب الحليب لا يحتاج الرضيع سوى إضافة واحد فقط من الفيتامينات، ألا وهو فيتامين (د) فعلى الرغم من احتواء حليب الجيل الأول على نسبة لا بأس بها من هذا الفيتامين وهى 400 وحدة دولية في كل لتر، إلا أنها لا تكفى لإمداده بحاجته اليومية من هذا الفيتامين والتي تصل إلى ما بين1000، 1500 وحدة دولية
أما الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية فيجب أن يحصلوا على الكمية التي يحتاجونها من فيتامين "د" كاملة من المكملات الدوائية، لأن حليب الأم خال تمامًا من هذا الفيتامين، وفى معظم الأحيان يقدم للأطفال غذاء يطابق هذه المواصفات ويفي بمتطلباتهم الفسيولوجية، إلا أن بعض الأمهات يبدأن بعد هذه السن في تقديم بعض التجاوزات متخطية كافة المحاذير بدافع غريزة الأمومة الفياضة، حيث يبدأن تدريجيًا في تقديم الخضروات والفواكه بكميات قليلة وبالتناوب ثم تتبعها بكميات من اللحوم والأسماك وعندما يتقبل الطفل هذه المحاولات تبدأ الأم في النظر إليه كشخص بالغ، علمًا بأنه عندما يبلغ الرضيع شهره السادس يمكن الاستغناء عن وجبة الحليب التي يتناولها في منتصف النهار وتستبدل بوجبة تؤكل بالملعقة رغم عدم وجود أي ضرورة للاستعجال، وعلى الأم أن تعرف أن الرضيع يستشعر لذة كبيرة أثناء قيامه بعملية المص، وعلى الأم أن تعرف أيضاً وهذا مهم جدًا أن لسان الرضيع يظل غير قادر على دفع الطعام في اتجاه الخلف حتى سن من 4إلى6 شهور لذلك لن يفيد في شيء القيام بعملية التنويع الغذائي قبل ذلك.
وفى خلال العام الأول من عمر الرضيع يتضاعف وزنه ثلاث مرات وتطول قامته بنسبة 50%، بينما يزداد حجم دماغه بنسبة 25 إلى 30% وفى هذه المرحلة المهمة التي تتميز بمظهر النمو على جميع الأصعدة من الخلايا والأنسجة والحركية والهضمية والنفسية .. الخ.