أنت الآن أقبلت على خير ما ينفع الله به العبد , فلو علمت أن اللؤلؤ الذي يستخرج من بطون البحار لابد للغواص أن يواجه الصعاب لأجله , وقد يعرض نفسه للخطر , بل للموت المحقق من حيتان وغرق .. الخ , كل ذلك في سبيل أن يحصل عليه , ويصبر على كل هذه المهالك في سبيلها فما بالك بأعظم كلام !
لا يفوح العطر حتى يُسحق , ولا يضَّوع العود حتى يُحرق , وكذلك الشدائد لك هي خير ونعمة .
الناجح لا يغلب هواه عقله , ولا عجزُه صبرَه , ولا تستخفّه الإغراءات , ولا تشغله التَّوافه ؛ فمن ثبت نبت , ومن جدَّ وجد , ومن زرع حصد , ومن صبر ظفر , ومن عزَّ بزَّ , النملة تكرر الصعود ألف مرة , والنحلة تذهب كرَّة بعد كرَّة , والذئب من أجل طعامه هجر المسرَّة .
يقول ابن القيم رحمه الله ( لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته ؛ لأزاله ) .
* (( أخشى من الفشل )) ..
وهذا داء يجب التخلص منه , حيث إن الفشل في حياة كل الأمم , فهل رأيت دولة خاضت حروبها دون أي هزيمة تذكر ؟! وهل رأيت قائداً لم يهزم في معركة قط ؟!
فأنت الآن في حالة حرب مع نفسك وشيطانك , ولن يصفق لك الشيطان فرحاً بك , إنك تفر منه إلى حصن حصين , بل سيثبطك جاهداً ليثني عزمك عن الحفظ , ويحاول أن يشغلك بكل شيء حولك , ويشعرك بالإحباط والفشل الذريع .
إن من أعظم قادة الجيوش في تاريخ أمتنا _ خالد بن الوليد _ سيف الله المسلول , وقد خاض معارك هزم فيها في الجاهلية والإسلام , ولم يمنعه ذلك من المضي قدماً في تحقيق أعظم الانتصارات وأروعها .
فلا يمكن أن يحقق المرء نجاحاً باهراً حتى يتخطى عقبات كبرى في حياته , فهل ترى أن تحقيق هدف حفظ كتاب الله شيء لا يحتاج إلى صبر وحب , لاستمرارك في هذا الطريق ؟؟
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
وبارك الله فيك