كثير من الناس تجده في علاجه ونظامه العلاجي لا يتعدى طريقة معينة وآيات محددة ، وحتى في سماعه لرقية المشايخ فلا يعرف إلا رقية فلان يسمتع له ، فلذلك إن كان ضعيف العزم قد تجده بعد مدة يسيرة يفتر ويصاب بشيء من الملل وضعف التدبر بآيات الرقية وقد يعقب ذلك الانقطاع وعدم المواصلة …
ومن علاجات هذا الداء التنويع في الرقية ! ففي ذلك تجديد لنشاط النفس ، وإذهاب للملل وفيه مباغتة للشياطين من حيث لا يحتسبون وهو أدعى للخشوع وتدبر آيات القرآن فبذلك سيكون الأثر قويا بفضل الله وقوته ..
واعلم بأن هناك ثمة أمور في العلاج أساسي لا يمكن أن نغيره ولا أن نستغني عنه وأمور يمكن أن نعدل عنه ونغير وننوع فيه ..
فمن كان مسحورا مثلا لا يستغني غالبا عن قراءة البقرة ولا أذكار الصباح والمساء ولا ترك الحجامة لمن يحتجم بين الفينة والأخرى ..
وهكذا من كان معيونا لا يمكن أن نقول له اترك رقية نفسك بالمعوذات وخاصة سورة الفلق بحجة التنويع ..
ولكن نقول :
كتاب الله عظيم وكل آية فيها الشفاء ، والشفاء ليس محصورا فيما يسمى بآيات الرقية ولا آيات ذكر السحر والعين والجن
وقد يقف الراقي في رقيته على آية من آيات الكتاب فيقع منه أعظم موقع ويلائم حاله ومرضه أعظم ملاءمة .
وهكذا لا تحكر نفسك على خلطة من الخلطات ووصفة من الوصفات و تبقى عليه شهورا والتأثير ضعيف وبسيط
وقد يهديك الله لطريقة من طرق العلاج يكون فيه إهلاك لهذا العدو وإيقاف لإيذائه
لا سيما أن الطرق التجريبية غالبا كل طريقة فيها نفعها الخاص و يكون نفعها مقتصرا على أناس دون غيرهم ، وقد يتأذى منه بعض الجن ولا يتأذى منه آخرون هذا إذا لم يتقووا به .
فبعض الجن يتعب بالاغتسال بورق السدر ، وبعضهم قد يهلك بالاغتسال بماء البحر ، وبعضهم يكون تأثير خلطة الرومي أكثر من غيره ، وبعضهم قد يتعب بالمسك الأسود وبعضهم قد لا يتعب ولا يلقي بالا بهذا أو ذاك
فلذلك يغلط غلطا فاحشا من جعل خلطة من الخلطات أو عشبة من الأعشاب معيارا في التشخيص وإهلاك العارض
وهكذا الحجامة فهناك أماكن ثابتة لا نغيرها في الحجامة ،، وهناك مواضع تكون بحسب ما يعانيه المريض وحسب ما يظن أن فيه العقد وتركز الشيطان .
وهكذا الراقي قد يرقي اليوم بطريقة تكرار الآيات ، ويرقي أحيانا وبطريقة سردها ، وأحيانا يكثر من النفث في وجه المريض بالمعوذات ، وأحيانا يتجه إلى الدعاء وينوع فيه . وأحيانا يكرر أسماء الله وأحيانا يكرر الأذان
وأحيانا يرقيهم بالبقرة أو آل عمران
وأحيانا يرقيهم بآيات العذاب والقتال والحرق ويدعو عليهم وقد يلعن كل شيطان سكن الجسد
وأحيانا يرقيهم بآيات الرحمة والجنة والدعوة وينوع بين هذا وذاك بحسب ما يتوافق مع حالته التي يعالجها
بل ولا بأس من تغيير الراقي إن وجدت أن استفادتك منه ضعيفة ،
ولكن ليحذر المريض التشتت والتخبط وفي كل يوم طريقة وفي كل أسبوع عند راقي
وكلامي خاص فيمن قطع شوطا في الرقية ، وأصبح مستمرا على أمر معين وقتا من الزمان… .
والله يعافينا ويعافيكم
وخلاصة القول : أن العلاج في مواجهة جموع الشياطين وجنود السحرة ليست فحسب آيات تتلى وأدعية تقال وخلطات توصف للمريض ..
بل عماد ذلك بعد الإخلاص والمتابعة حسن التدبير والتخطيط والقدرة في مباغتة العدو من حيث لا يحتسب
فكما أن الشيطان يتعب المريض ويصرفه عن العلاج في كل مرة بطريقة
ليكن لك أيضا طرقك الكثيرة في كشف ألاعيبه ومواجهة مكره وخداعه ..
لا تكشف جميع أسلحتك في أول مواجهة ، بل اجعل كل سلاح له حينه ووقته وما يناسبه.
والله أعلم
منقوووول